نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم السبت، في تشغيل أول مفاعل لإنتاج الطاقة النووية السلمية في العالم العربي، بهدف تشغيل أربع محطات للطاقة النووية ستوفر ربع حاجة الدولة من الكهرباء بطريقة 'آمنة وموثوقة وخالية من الانبعاثات'، وفقا لنائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، الذي تفاخر بالمشروع في تغريدة له جاء فيها 'الإمارات شطرت الذرة.. وتريد استكشاف المجرة'.
محطة براكة للطاقة النووية السلمية في الإمارات
محطة براكة للطاقة النووية السلمية في الإمارات
محطة براكة للطاقة النووية السلمية في الإمارات (أ ف ب)
ولكن ما هي طبيعة المشروع النووي الجديد، وما الذي يعود على الإمارات من تدشينه، وهل يمثل أي تهديد لدول الجوار أم أنه على مستوى عالٍ من الأمان؟.
ما هو المفاعل النووي الإماراتي الجديد؟
- تقع محطة براكة النووية الإماراتية الجديدة غرب إمارة أبوظبي، وقد تولى كونسورسيوم بقيادة مؤسسة الطاقة الكهربية الكورية الجنوبية 'كيبكو' بناءها ضمن اتفاق بلغت قيمته 22.4 مليار دولار.
- وهي أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي.
- الهدف منه هو تشغيل 4 محطات للطاقة النووية ستوفر ربع حاجة الدولة من الكهرباء بطريقة آمنة وموثوقة وخالية من الانبعاثات.
- عند تشغيل محطات براكة الأربع بشكل كامل، ستنتج 5.6 جيجا واط من الكهرباء، وستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويا، وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من طرق الدولة كل عام، حيث تقول الإمارات إنها ترغب في إنتاج 50% من طاقتها من مصادر نظيفة بحلول عام 2050.
- تشغيل محطة براكة بشكل كامل سيساهم في تحقيق جهود الإمارات في ما يتعلق بأهداف التنمية والاستدامة.
محطة براكة للطاقة النووية السلمية في الإمارات
محطة براكة للطاقة النووية السلمية في الإمارات
محطة براكة للطاقة النووية السلمية في الإمارات (WAM)
لماذا تتطلع الإمارات إلى إنشاء مفاعل نووي؟
تتطلّع دولة الإمارات إلى أن يسهم البرنامج النووي في إنتاج الكهرباء، لكنّها تأمل أيضا في أن يعزز هذا البرنامج الطموح موقعها كدولة مؤثرة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وتعد الإمارات رابع أكبر منتج للنفط الخام في 'أوبك'، ولكنها أنفقت مليارات الدولارات لتطوير مصادر طاقة متجددة.
ويقول محلل مختص في شؤون الخليج طلب عدم الكشف عن اسمه لـ إذاعة مونت كارلو الدولية: 'مع اكتمال المفاعل النووي، ستكون الإمارات أول دولة عربية لديها برنامج طاقة نووية سلمية متطور'.
ويتابع 'هذا جزء من مسعى الإمارات لتنويع اقتصادها المعتمد على الطاقة وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، وتقديم نفسها كرائد إقليمي في مجال العلوم والتكنولوجيا'.
محطة براكة للطاقة النووية السلمية في الإمارات
محطة براكة للطاقة النووية السلمية في الإمارات
محطة براكة للطاقة النووية السلمية في الإمارات (WAM)
ما مدى أمان المفاعل؟
تؤكد الإمارات أنّ مشروعها يتمتع بأعلى معايير الأمن السلامة. وبحسب المحلل، 'كان هناك تأخير في إصدار الترخيص المطلوب من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، الذي هو ضروري لضمان سلامة المحطة النووية'.
وتندرج المنشآت النووية في دولة الإمارات في نطاق صلاحيات جهاز حماية المنشآت الحيوية والسواحل.
وحاليا، يتلقى السكان الذين يعيشون في دائرة قطرها 50 كلم من المحطة تعليمات حيال كيفية التعامل مع حوادث محتملة.
محطة براكة للطاقة النووية السلمية في الإمارات
محطة براكة للطاقة النووية السلمية في الإمارات
محطة براكة للطاقة النووية السلمية في الإمارات (WAM)
"إنجاز نفخر به"
من جانبه، أكد رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أن نجاح الكوادر الوطنية الإماراتية في تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي بمحطة (براكة) يعد إنجازا نفخر به باعتباره اللحظة الأهم في مسيرة البرنامج النووي السلمي الإماراتي.
وقال الشيخ خليفة بن زايد، في بيان أوردته وكالة الأنباء الإماراتية، اليوم السبت، إن هذا الإنجاز الذي يأتي بعد أيام قلائل من إنجاز (مسبار الأمل) يؤكد أن الإمارات تخطو خطوات مدروسة في مسيرة بناء المعرفة في المجالات كافة بسواعد أبنائها.
وأكد أن هذا الإنجاز الذي تم بمشاركة فاعلة من الكفاءات الوطنية الإماراتية يشكل إضافة نوعية عالية القيمة تترسخ بها مكانة الإمارات في هذا القطاع الحيوي الذي يعد حكرا على قلة من الدول.
وأعرب بن زايد آل نهيان، عن اعتزازه وتقديره بما تم تحقيقه على أرض الواقع والذي يمنح أبناء الإمارات الحافز والدافع القوي للمضي قدما في إكمال باقي المهمة، قائلا 'لقد آمنت الدولة بأن الاستثمار في العلم والرهان على قدرات الشباب رهان رابح لكسب معركة صناعة المستقبل'.
رد فعل عربي
كان من أوائل الزعماء العرب الذين بادروا بتهنئة دولة الإمارات الشقيقة على هذا الإنجاز، هو الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ وقال، عبر تغريدة على 'تويتر': 'أهنئ دولة الإمارات الشقيقة وأخي سمو الشيخ محمد بن زايد على بدء تشغيل محطة براكة للطاقة النووية السلمية وهو إنجاز جديد يضاف إلى سجل إنجازاتها، يجسد الحلم المنشود لتكون الأمة العربية صاحبة ريادة وتفوق وتميز في جميع المجالات التي تخدم الإنسانية'.
هذا وكان من المقرر افتتاح محطة براكة في أواخر عام 2017، ولكن تمّ تأجيله مرات عدّة.
وأعلن مسؤولان إماراتيان في يناير الماضي أن المحطة ستبدأ العمل خلال 'أشهر قليلة'، مشيرين إلى أن الإرجاء هدف الى الإيفاء بشروط السلامة والتنظيم.