شهدت مدينة كريما التابعة لمقاطعة كريمونا بإقليم لومبارديا في شمال إيطاليا، أمس الأحد، حادثة مروعة، حيث أقدمت سيدة، يقال إنها تعاني من اضطرابات نفسية، على إضرام النيران في نفسها حتى الموت، ولكن ما أثار صخبا واسعا وضجة في الأوساط الإيطالية هو عدم المبالاة التي ظهرت على المارة ممن تصادف وجودهم بموقع الحادث والذين لم يحركوا ساكنا ولم يبادروا لإنقاذ المرأة، بل اكتفوا فقط بتصوير المشهد المأساوي من خلال هواتفهم النقالة.
سيدة إيطالية تضرم النار في نفسها
وبحسب موقع 'Caffeina' الإيطالي، كانت المرأة بمفردها في حقل، أمام مطعم، حينما أضرمت النار في نفسها، قبل أن يمر رجل بسيارته مع زوجته، ويرى المشهد المفجع، فأسرع نحوها يركض محاولا إطفاء اللهب بأول شيء يجده، وهو منشفة رياضية.
سيدة إيطالية تضرم النار في نفسها
وكان هو الوحيد الذي حاول القيام بشيء ما؛ فبينما تحترق المرأة، كان الآخرون يصورون المشهد بهواتفهم المحمولة. وعبّر الرجل عن صدمته من عدم مبالاة الحاضرين، وناشد عمدة المدينة، ستيفانيا بونالدي، بالتدخل في هذه المأساة، والتي وصفتها، بدورها، بأنها 'تقشعر لها الأبدان' وتساءلت: 'ماذا أصبحنا؟'.
سيدة إيطالية تضرم النار في نفسها
وقال الرجل المنقذ: 'امرأة قبل قليل، في منطقة كامبو ديل ميزو أشعلت النار في نفسها، وعندما مررتُ مع زوجتي خرجت على الفور من السيارة وحاولت إخماد ما بوسعي باستخدام منشفة رياضية. كانت السيدة تحترق في الحقل المقابل وكنت الوحيد الذي يحاول القيام بشيء ما. وعلى الجانب الآخر، كان حوالي عشرين شخصًا يحملون هواتف محمولة يقومون بتصوير المشهد'.
سيدة إيطالية تضرم النار في نفسها
وأضاف: 'بعد دقائق، أتى شخص بطفاية حريق لم يعرف ماذا يفعل. ولكن تمكنا في نهاية المطاف من إخماد النيران'.
ويستمر المنقذ في سرد الواقعة قائلا: 'أعتقد أن السيدة ماتت، على الرغم من محاولاتي إنقاذها، في النهاية وصلت المساعدة بعد 15 دقيقة، وكنت أنتظر. لا أعرف ما إذا كان سيتم إنقاذها أم لا. لكن الأشخاص الذين يلتقطون الصور بهواتفهم المحمولة أصابوني بذهول.
سيدة إيطالية تضرم النار في نفسها
وشعر الرجل بالحاجة إلى تصعيد الأمر إلى رئيسة المدينة، وقال: 'لقد كتبت لها لأنه ربما تكون بعض الرسائل أقوى... كنت آسفًا لعدم تدخل أي شخص لمحاولة إنقاذ السيدة'.
وماتت المرأة، التي كانت تعاني من مشاكل في الصحة العقلية، على الفور. ولم يستطع عمال الإنقاذ التأكد من وفاتها.
من جانبها، علقت رئيسة المدينة على الواقعة، وكتبت: 'لا يمكن لأي شخص التصرف ببرودة أعصاب عند رؤيته لشخص آخر يضرم النار في نفسه. حسنا، يمكن أن تتجمد مكانك بفعل الصدمة، ولكن إذا كان هؤلاء المشاهدون لهذه المأساة لديهم برودة في استعمال الهاتف والتقاط المشهد، بدلاً من الاندفاع للمساعدة أو طلب المساعدة، فيجب علينا أن نسأل أنفسنا أسئلة جادة وملحة للغاية؛ ماذا أصبحنا؟ ماذا لو كانت تلك المرأة ابنة، أخت، زوجة، أم؟ ما الذي يجعلنا لا نشعر بمعاناة الآخرين؟ لماذا هذه اللامبالاة؟.
وتابعت: 'تحية لهذا 'الصالح'، الذي مر بالصدفة وتوقف لتقديم المساعدة، حتى لو كان من الواضح أنه لم يكن كافياً، وفكر مليا بالألم الذي واجهته هذه المرأة'. واختتمت رسالتها بقولها: 'إنه ليس يوما جيدا يا كريما'. في إشارة إلى المدينة.