قرار مفاجئ أصدرته وزارة التموين، أول أمس، الإثنين، بتقليل وزن رغيف الخبز المدعم من 110 جرامات إلى 90 جراما فقط، وذلك مع زيادة إنتاجية جوال الدقيق الذى يطرح فى المخابز إلى 1450 بدلا من من 1250 رغيفا تقريبا.
القرار بالطبع، عارضه كثيرون وأولهم المواطن البسيط، إذ عجت مواقع التواصل الاجتماعى وبرامج التوك شو أمس بمعارضات واسعة، وسط تجاهل من وزارة التموين واكتفائها بشرح وتبرير القرار الذي لم يقتنع به أحد.
تخوفات من هروب العمال إلى المخابز السياحية
أصحاب المخابز كانوا أول المعترضين كون ذلك يمثل عبئا إضافيا عليهم، خاصة بعد تطبيق المنظومة الجديدة عام 2014، إذ طالبت الجمعية العمومية لشعبة المخابز بالغرفة التجارية بمحافظة السويس، بضرورة إعادة النظر فى بعض بنود التوجيه الوزارى لوزارة التموين الخاص بزيادة تكلفة إنتاج الخبز المدعم.
وأكد حمدى عيد رئيس شعبة مخابز السويس، أن التوجيه الوزارى رقم 36 مادة "ب" والخاص بقطر الرغيف 18 سم عدم قدرة العامل على إنتاج رغيف بقطر 18 سم وزن 90 جراما، حيث إن جميع التوجيهات الوزارية السابقة الصادرة بوزن 130 جراما كان بقطر 18 سم للرغيف و110 جرامات أيضا كان الرغيف بقطر 18 سم والتوجيه الحالى مطلوب منه نفس القطر 18 سم على وزن 90 جراما وهذا يصعب بتوفير 1450 رغيفا على هذا القطر بهذه الموازين المطلوبة وهذا خلاف فنى يجب مراعاته.
وأضاف عيد، ان التوجيه الوزارى لم يراع نسبة استهلاك السولار الزائدة لإنتاج 200 رغيف زيادع عن المعتاد أى بنسبة زائدة 20 %
وأوضح، أن هناك شكوى دائمة من العاملين بالمخابز على الأجور وعدم زيادتها حيث إنه استجد عليهم إنتاج 200 رغيف زيادة على كل جوال دقيق زنة 100 كيلو جرام مما ينتج عنه تخفيض الكمية المنتجة من الأجولة بنهاية عمل اليوم.
وأضاف، أن اصحاب المخابز المربوطين على مطحن شرق الدلتا يشكون أيضا من سوء حالة الدقيق مما يفقدهم القدرة على إنتاج خبز مطابق للمواصفات والموازين من حيث وزن الشيكارة وسوء الطحن مما يصعب عنه إنتاج 1450 رغيفا كما طلب بعضهم بالتعامل مع روح القانون لنجاح المنظومة من قبل المفتشين.
وأشار رئيس شعبة المخابز، إلى أن لدى الجميع تخوف من هروب عمال المخابز المهرة من المخابز البلدية الى المخابز السياحية والطباقى غير المرخصة والتى تعمل بدون اشتراطات صحية.
قرار جيد ولكن..!
فيما اكد حسن محمدى رئيس شعبة المخابز المخابز بالغرفة التجارية بمحافظة الشرقية، أن موافقة وزارة التموين على إعادة احتساب التكلفة الإنتاجية للچوال الواحد من الدقيق لترتفع من ٢١٣ جنيها إلى ٢٦٥ جنيها قرار جيد جدا بالنسبه لإنتاجية الرغيف "الماو" كما أنه فيه ظلم كبير لإنتاجية الرغيف "المجر".
وأشار إلى أن النظام الجديد فيه ظلم علي المخابز المجر في معدلات الإنتاج وكان دائما يتم عمل تجربة إنتاجه بنقص عشر جرام عن المخابز الماو وتم عمل المعدلات بالنسبة للبلدي الماو جيده كما أنه تم تزويد البلدي ٢٠٠ رغيف ونقص منه عشرون جرام أما المجر نقص منه عشره جرام وزاد عليه١١٠ أرغفة وذلك فيه ظلم واضح لإنتاجية المجركما أن فيه مجاملة واضحه لقطاع الماو علي حساب المجر.
وطالب بضروة وضع حل لهذه المشكلة مع الوزير ومراعاة المساواة فى المعاملة بين الماو والمجر حيث إنها أنواع من الخبز المدعم التى تنتجها المخابز حيث ان "الماو"هو الخبز البلدي الطري المرغوف على رده و"المجر" هوالخبز المرغوف على دقيق.
ويتم إنتاج 3 أنواع من الخبز المدعم وهما الرغيف " الماو الطرى " الذى يتم وضع الخبز وهو عجين فى الطاولة على "ردة" قبل الطهى فى الفرن، وإنتاج خبز "الماو الملدن" ويتم وضع آيضا الخبز وهو عجين فى الطاولة على "ردة " قبل الطهى ولكن هذا النوع من الخبز " ملدن "، ويتم آيضا انتاج نوع ثالث وهو الخبز "المجرى"، حيث يتم وضع هذا الخبز وهو عجين فى الطاولة على دقيق بدلا من "الردة " وهذا النوع من الخبز يتم إنتاجه فى غالبية المحافظات الساحلية التى يميل المواطنين فيها إلى ذلك.
وأشار إلى قضية أخرى يجب معالجتها مع الوزارة وهى أن المخابز تعمل بدقيق مرتفع الرطوبة و الشوائب ونقص في الموازين غير أنه دقيق سىء جدا لا يصلح علفا مع تعدد مصادر الدقيق المستورد ويتم محاسبة دائمة للضلع الضعيف في المنظومة وهي المخابز لا يقتربوا من المطاحن.
التموين تبرر
حاولت وزارة التموين تبرير الموضوع لأصحاب المخابز قائلة إنها عقدت عدة لقاءات واجتماعات مكثفة مع كافة شعب المخابز على مستوى الجمهورية بناءً على مطالب عديدة وردت للوزارة من جانب الشعبة العامة للمخابز ووفقا لمطالب نادى بها كثير من أصحاب المخابز لإعادة النظر فى تكلفة انتاج الخبز بسبب ارتفاع أسعار الغاز والسولار وأجور العمالة والمياه، وافقت وزارة التموين على إعادة احتساب التكلفة الإنتاجية للچوال الواحد من الدقيق، لترتفع من ٢١٣ جنيها الى ٢٦٥ جنيها، وزيادة التكلفة تشمل احتساب هذه الزيادات والتى طرأت مؤخراً، وسيتم التطبيق اعتباراً من اليوم.
وقالت إنه تم الاتفاق أيضاً مع الشعبة العامة للمخابز وبعد اجراء تجارب عديدة تم إعادة احتساب معدل إنتاجية چوال الدقيق الواحد لينتج كميات أكثر من الخبز لترتفع الى (١٤٥٠ رغيف) بدلاً من (١٢٥٠ رغيف) فى الچوال، مما سيؤدى الى زيادة التنافسية بين المخابز لإنتاج الخبز بجودة مرتفعة ولضمان بيع الحصة المسندة إليهم يومياً وبما يضمن إنتاج رغيف خبز مدعم دون المساس بالسعر، ويليق بالمواطن المصري، مع تشديد الرقابة من جانب وزارة التموين وتطبيق العقوبات على المخالفين للمواصفات ولضوابط رغيف الخبز المدعم.
طمأنة المواطن البسيط
وأكدت وزارة التموين أنه سيتم الحفاظ على مجموعة من الثوابت فى منظومة الخبز ومن أهمها بقاء سعر رغيف الخبز للمواطن المصرى (خمس قروش على بطاقة التموين) وعدم المساس بسعره، وهو الأقل سعراً على المستوى العالمى كما أنه من ضمن المخبوزات الأفضل من حيث القيمة الغذائية، مع استمرار تحمل الدولة ممثلة فى وزارة التموين لفرق التكلفة الإنتاجية لرغيف الخبز الواحد والتى تصل لأكثر من ٥٠ قرشا، وكذلك المحافظة على نفس الكميات المتوفرة للمواطن المصرى يوميا.