على غير العادة وخلافا لما هو معمول به منذ العام 1841، أقدم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على إقامة جنازة شقيقه، روبرت ترامب، الذي توفي في وقت سابق السبت الماضي، وأقيمت مراسم دفنه في وقت لاحق الجمعة الماضية، بغرفة داخل المقر الرسمي والمركزي لأعلى سلطة تنفيذية في الولايات المتحدة (البيت الأبيض)، وهي الغرفة المعروفة باسم 'الغرفة الشرقية'، تلك الغرفة التاريخية التي خصصت على مر التاريخ لاستضافة مراسم دفن رؤساء أمريكا، أو وضع جثامين بعضهم داخلها بالفعل، فما قصة هذه الغرفة ولماذا حرص ترامب على استخدامها في تشييع جنازة شقيقه.
حدث نادر
في وقت سابق السبت الماضي، قال مسؤول بالبيت الأبيض، إن مراسم تشييع جنازة شقيق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، روبرت ترامب، ستقام في البيت الأبيض. ما اعتبر حدثا نادرا قلما تشهده باحات البيت البيضاوي.
تشييع جنازة شقيق ترامب من داخل الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض
وعبر ترامب، يوم الاثنين الماضي، عن رغبته في إقامة صلاة لشقيقه الأصغر الذي توفي، السبت الماضي، في البيت الأبيض، قائلا، للصحفيين: 'أعتقد أنه سيحظى بشرف كبير. إنه يحب بلادنا. لقد أحب بلدنا كثيرا. وكان فخورا جدا بما كنا نبذله وما نقوم به لبلدنا'.
ترامب وزوجته ميلانيا خلال جنازة شقيقه
وحضر أفراد عائلة ترامب جنازة، الجمعة، وكذلك 'سيدة أمريكا الأولى' ميلانيا ترامب، بحسب شبكة 'سي إن إن' الأمريكية. وأكد مسؤول في البيت الأبيض لـ'سي إن إن' أن تكاليف الخدمة في البيت الأبيض يدفعها الرئيس ترامب بشكل خاص.
تشييع جنازة شقيق ترامب من داخل الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض
ليست المرة الأولى
وعلى الرغم من أن إقامة مراسم تشييع شخص آخر غير رؤساء أمريكا بالغرفة الشرقية بالبيت الأبيض أمرا نادر الحدوث، إلا أنه لم يكن الأول من نوعه؛ ففي عام 1890 استخدم الرئيس الأمريكي، بنجامين هاريسون، الغرفة لخدمات الجنازة لزوجة وابنة وزير البحرية بنجامين تريسي، اللتان توفيتا في حريق.
ترامب وشقيقه
كذلك أقيمت بالغرفة أيضا جنازة نجل الرئيس الأمريكي الراحل، أبراهام لنكولن 'ويلي' البالغ من العمر 11 عاما، وذلك قبل ثلاث سنوات من وفاة الرئيس.
جاريد كوشنر، صهر ترامب، وزوجته إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي خلال جنازة روبرت
رؤساء ترقد جثامينهم داخل الغرفة
ولم تستخدم الغرفة التاريخية لإقامة مراسم التشييع فقط، إنما كان هناك استخدام آخر لها؛ وهو وضع جثامين رؤساء سابقين داخلها، حيث أن جثمان الرئيس الأمريكي الراحل، أبراهام لنكولن(الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين 1861م إلى 1865م)، وُضع في الغرفة الشرقية في عام 1865، كما أن جثمان الرئيس الأمريكي جون كينيدي (الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة من 20 يناير 1961 حتى اغتياله في 22 نوفمبر 1963) يرقد بها أيضا منذ حادثة مقتله في عام 1963.
وكان أول رؤساء أمريكا الذيْن أقيمت لهما خدمات الجنازة في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض هما وليام هاريسون ( الرئيس التاسع للولايات المتحدة، وهو أول رئيس يموت في منصبه) في عام 1841، وزاكاري تايلور (الرئيس الثاني عشر للولايات المتحدة، وتولى المنصب من مارس 1849 حتى وفاته في يوليو 1850) في عام 1850.
وكانت آخر مرة تم فيها إحضار جثة متوفى إلى البيت الأبيض من أجل خدمات جنازة، الرئيس السابق جون كينيدي بعد اغتياله في عام 1963. وفقا لشبكة 'سي إن إن'.
وتوفي روبرت ترامب عن عمر يناهز 71 عاما، يوم السبت، في أحد مستشفيات نيويورك، ولم يتم الإفصاح عن تفاصيل مرضه، لكن شخصًا مطلعا على الأمر قال لشبكة 'سي إن إن' إنه كان مريضا منذ عدة أشهر.