اعلان

بوادر تقارب إثيوبي سوداني في ملف سد النهضة.. هل تؤثر زيارة آبي أحمد للخرطوم على مصر؟

رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد ونظيره السوداني عبد الله حمدوك
رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد ونظيره السوداني عبد الله حمدوك
كتب : سها صلاح

على الرغم من الخلافات بين البلدين حول ملف سد النهضة الشائك، رأى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أثناء زيارته إلى الخرطوم اليوم في زيارة اليوم الواحد واجتماعه مع نظيره السوداني عبدالله حمدوك، أنه يمكن التوصل إلى حل بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) حول السد والحدود ودّيا من خلال المناقشات المستمرة بحسن نية.

وقال يبلتال أميرو السفير الإثيوبي الجديد لدى الخرطوم، عقب تقديم أوراق اعتماده لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، اليوم بالقصر الجمهوري، إن رئيس الوزراء الإثيوبي سيصل للبلاد لعقد لقاء مع القيادات السودانية حول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها.

وأضاف السفير الإثيوبي في تصريح صحفي أنه تلقى تاكيدًا من البرهان بدعمه في أداء مهمته في السودان لتقوية العلاقات ذات الجذور المتعددة بين السودان وإثيوبيا.

وتابع السفير الإثيوبي قائلاً إن زيارة رئيس الوزراء للخرطوم اليوم تصب في ذات الاتجاه الرامي لتعزيز العلاقات بين البلدين.

وأشار السفير يبلتال أميرو، إلى أن اللقاء مع رئيس مجلس السيادة الإنتقالي ناقش العلاقات الثنائية بين إثيوبيا والسودان في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

يشار إلى أن هناك خلافات بين إثيوبيا ومصر والسودان على خلفية ملءوتشغيل سد النهضة الإثيوبي، حيث ترفض الخرطوم والقاهرة أي إجراءات إحادية بشأن ذلك وترغبان في التوصل إلى اتفاق شامل في هذا الصدد.

ورغم الرفض السوداني والمصري للخطوات الأحادية، أعلن رئيس الوزراء الأثيوبي آبي احمد في شهر يوليو الماضي عن بدء ملء السد.

يشار إلى أن مايك بومبيو، يزور السودان اليوم، في جولة شرق أوسطية تشمل إسرائيل والسودان والبحرين والإمارات.

اقرأ أيضاً: المياه تسقط بأمر من الله.. خبير مائي يُحذر من فيضانات عارمة على مصر والسودان

وشدد رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، ونظيره الإثيوبي، آبي أحمد، على بذل كل جهد ممكن للوصول لنهاية ناجحة للمفاوضات الثلاثية حول سد النهضة الجارية تحت رعاية الاتحاد الافريقي.

ووجه الطرفان الآليات المشتركة بين البلدين بمواصلة العمل للوصول إلى صيغة تكاملية وحلول مقبولة للطرفين للمسائل الحدودية.

وقال بيان مشترك في أعقاب مباحثات جرت بين حمدوك وآبي أحمد في الخرطوم، الثلاثاء، إن الجانبين اتفقا على مواصلة مفاوضات سد النهضة بما يقود لصيغة يكون الجميع رابحون معها وتجعل من السدّ أداة للتكامل الإقليمي بين الدُّول المُشاطئة.

وعبّرَ الجانبان للوساطة التي يقودها الاتحاد الأفريقي في المفاوضات والتزامهما بها، واعتبرا هذه الوساطة تجسيدا لمبدأ الحلول الافريقية للمشاكل الافريقية.

وبرزت خلال الفترة الماضية خلافات قانونية وعملياتية بين كل من مصر والسودان من جهة، وأثيوبيا من الجهة الأخرى، حول إلزامية وتعديل وآليات معالجة اتفاقية سد النهضة الذي تبنيه أثيوبيا على بعد أقل من 20 كيلومترا من الحدود المشتركة.

وكان السودان قد طالب في وقت سابق بضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي الخاصة بالاستخدام المتساوي للموارد المائية من دون التسبب في مضار للآخرين.

وبشأن الأزمة الحدودية، أشاد الطرفان بالتقدم الذي تحقّق في معالجة المسائل العالقة فيما يخص خطّ الحدود والمناطق الحدوديّة.

وتكررت الحوادث الحدودية كثيرا خلال السنوات الماضية خصوصا مع بدء موسم الخريف حيث يعمل نحو 1700 مزارع أثيوبي في مناطق داخل الأراضي السودانية المتاخمة للحدود الأثيوبية.

وفي يونيو الماضي، قالت القوات المسلحة السودانية إنها تصدت لاعتداء من بعض مكونات القوات الإثيوبية في موقع الأنفال بالضفة الشرقية لنهر عطبرة في منطقة الفشقة، القريبة من الحدود السودانية الأثيوبية.

وكانت تلك الحادثة هي الثانية من نوعها في أقل من شهر حيث توغلت في 29 مايو ميليشيات أثيوبية مسنودةً من الجيش الأثيوبي، واعتدت على مواطنين ووحدات من القوات المسلحة السودانية داخل الأراضي السودانية، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من ضباط وأفراد القوات المسلحة ومدنيون من بينهم أطفال.

وعقب الحادثة استدعت الخارجية السودانية القائم بالأعمال الأثيوبي وسلمته إدانة ورفض الحكومة السودانية لهذا الاعتداء.

وأتت زيارة الضيف الإثيوبي إلى الخرطوم اليوم، في وقت تستمر الخلافات بين السودان وإثيوبيا ومصر حول السد الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق، أحد أهم روافد نهر النيل.

يذكر أن سدّ النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق أصبح منذ 2011 مصدر توتر شديد بين أديس أبابا من جهة والقاهرة والخرطوم من جهة ثانية، ويتوقع أن يصبح هذا السد أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه في إفريقيا.

ومنذ 2011، تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتّفاق حول ملء السدّ وتشغيلها، لكنها رغم مرور كل هذه السنوات أخفقت في الوصول إلى اتّفاق.

ففي حين ترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، تعتبره مصر تهديداً حيوياً لها إذ إن نهر النيل يوفّر لها أكثر من 95% من احتياجاتها من مياه الري والشرب،وفي يوليو أعلنت إثيوبيا أنّها بدأت تعبئة سدّها العملاق ما أثار قلق القاهرة والخرطوم.

اقرأ أيضاً: إثيوبيا والسودان: علينا بذل "كل جهد ممكن" للوصول لنهاية ناجحة لمفاوضات سد النهضة

رسائل عديدة في الزيارة الأثيوبية السودانية

قال رمضان قرني الخبير بالشؤون الأفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات أنه يمكن قراءة زيارة رئيس وزراء إثيوبيا 'آبي أحمدك إلى السودان في إطارين مهمين، الإطار الأول هو العلاقات الثنائية بين البلدين، والدور التي لعبته أثيوبيا لدعم الثورة السودانية، حتى أن رئيس الوزراء الأثيوبي خصص مبعوثاً خاصاً للتواجد في السودان، ومحاولة الوساطة بين الفرقاء في السودان، وصولا إلى توقيع اتفاق تقاسم السلطة في السودان.

أما السياق الثاني للزيارة في تصوري مرتبط بتطور أمني بشأن الحدود بين البلدين، خاصة في منطقة 'الفشقة'، أما عن الإطار الثالث للزيارة والذي لايقل أهمية عن كل هذا فهو مفاوضات سد النهضة والسياق التي تشهده تلك المفاوضات، خاصة في ظل حالة التقارب المصري السوداني الأخيرة ووجود نوع من التفاهم، في التصريحات بشأن سد النهضة، خاصة فيما يتعلق برفض الملأ الأحادي وأخيرًا ما يتعلق بالحصص التاريخية بإثيوبيا.

وتباع قائلاً : 'أن التطورات الأخيرة في سد النهضة وتحديدًا الملء الأحادي، وما سيسفر عن ذلك من وقف محطات الكهرباء في السودان كان جرس إنذار للجانب السوداني وبالتالي حدث تغيير في الموقف السوداني بحيث أصبح أقرب للموقف المصري منه إلى الموقف الأثيوبي، وظهر ذلك جلياً في البيان المشترك خلال زيارة الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء المصري إلى السودان حيث كان هناك إعلان بعض المبادئ أولاً اعلاء شأن المفاوضات والقانون الدول،ي ثانيا رفض الإجراءات الأحادية من قبل أي دولة والبحث عن حل النزاعات بين الدول وتوقيع اتفاق ملزم بين الأطراف السياسية .

وأكد أن الزيارة أيضاً ليست بعيدة عن ملف سد النهضة والتقارب المصري السوداني، لذا أعتقد أن هناك رسالة وصلت لأثيوبيا قوية بأن هناك تفاهمات مصرية سودانية، لذا وضع الأمر الطرف الأثيوبي في حرج أمام الطرف الأفريقي والاتحاد الأفريقي، لذا كانت زيارة 'أبي أحمد' محاولة لإحداث نوع من أنواع التقارب السوداني الاثيوبي مرة ثانية، خاصة وأن المفاوضات مازالت لم تحرز تقدماً كبيراً لذا من الممكن أن تلجأ مصر والسودان في مرحلة لاحقة إلى مجلس الأمن، وأنا أرى مفاوضات سد النهضة لم تحدث بها أي انفراجة لذا فإن تلك الزيارة لا تفهم سوى أنها تقارب في العلاقات السودانية الاثيوبية.

تحركات آبي أحمد لتوطيد العلاقات الثنائية

وفي سياق متصل قال الدكتور طارق فهمي الباحث في العلوم السياسية بجامعة عين شمس إن الزيارة لها تداعيات هامة في هذا التوقيت حيث جزء منها مرتبط بالعلاقات الثنائية الداخلية بين البلدين، وجزء آخر مرتبط بتطوير مؤسسات التعاون والشراكة المختلفة، وقبل ذلك كانت زيارة رئيس الوزراء المصري 'مصطفى مدبولي' للسودان، كما كانت هناك زيارة هامة لعدد من الشخصيات في جنوب السودان ووزيرة الصحة هالة زايد في جوبا، كل تلك التحركات جعلت 'آبي أحمد' يريد الدخول على الخط لتمرير رسالة ما، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن التحرك الإثيوبي لن ينجح في هذا التوقيت باستمالة الجانب السوداني له خاصة أن السودان أكثر من سيتضرر من سد النهضة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً