"ألو.. في 3 جثث مدبوحين هنا يا فندم".. نزلت تلك العبارة كالصاعقة على المتواجدين داخل طرقات قسم كفر الدوار بمحافظة البحيرة، حتى جعلت المتلقي لها يترجل بخطوات هائمة مضطربة، ليُثير قلوب ضباط وأفراد القسم، إذ كانت الحيرة والارتباك يحتلان كل تفاصيل وجهه، وظهر ذلك بوضوح على الضابط الذي شرد عقله ما جعله لا يتذكر حتى رد التحية العسكرية ملوحًا للمار بيده في الهواء.
مرت عدة ساعات وصوت جهاز اللاسلكي لا يتوقف عن استقبال إخطارات الحالة الأمنية بشأن المذبحة التي تقع ضمن نطاق قطاع مباحث البحيرة، وسرعان ما التقط الضابط سلاحه وانطلق مسرعًا بعدما تسببت الجريمة في فزع الموجودين حين وقعت على مسامعهم وانتفض كل منهم من مجلسه، وأعطوا التحية العسكرية وتحركوا لمحل الواقعة.
الجثث لأم وطفليها التوأم
تحركت القوات إلى حيث المكان الذي جاء في إشارة التبليغ، في منطقة كفر الدوار، بعدما عثر الأهالي على أم وطفليها التوأم مذبوحين جريمة قتل لأحد جيرانه، داخل مسكنهم، وبعد مرور قرابة عشر دقائق وصلوا للمنزل محل الواقعة.
هنا يرقد الرضيعان والأم
الشارع متكدس، المباني متلاصقة بشكل كبير، والقمامة تُحاصر الشارع، والخدمات داخل المكان قليلة، ما قد يشعرك للوهلة الأولى أنه لا يوجد أناس يقطنون في هذا المكان، هذا الشعور تخلل للبعض ممن في القوة الأمنية، لكنهم كانوا مخطئين لأن هذا المشهد لا يتناسب مع عدد الأشخاص المتجمهرين حول مدخل المنزل المقصود الذي يتواجد به الكثير من الوفود، وكان لصوت آلة التنبيه بعربات الشرطة وقع غريب على من في المكان، فتفرق الجميع من أمام المنزل يمنيًا ويسارًا، لما أثارته من قلق.
أثاث مرتب وبيت جديد
في منظر تقشعر له الأبدان، ووسط بركة من الدماء غارقة بها الأم وطفليها بعد أن فصلت رؤوسهم عن أجسادهم، ترجل الضابط للفحص والمعاينة، ليبصر في صالون البيت جثة لسيدة مسجاة على ظهرها وبها 3 طعنات في أماكن متفرقة من الجسد، ورأس على بعد أمتار منها طلفليها على ذات الحال، انتهت المباحث من المعاينة الأولية، وحينها وصلت النيابة وبدأت في الفحص والتحقيق.
التحقيقات مستمرة
مر أكثر من 48 ساعة على حدوث الجريمة، ومازالت التحقيقات مستمرة، بعد أن رفع خبراء الأدلة الجنائية البصمات من المكان، وتم إرسالها للمعمل الجنائي لمضاهاتها ببصمات المسجلين خطر وذوي الجرائم بدائرة القسم.
حضور الزواج
غادر الضابط مكان الجريمة، وهو على حاله يقرأ الأدلة التي تم جمعها مرارًا وتكرارًا، حتى دخل في حالة تفكير عميق فترك الورق أمامه واستلقى على مقعد، وطلب إحضار زوج السيدة المجني عليها للاستماع لأقواله حتى يمكن التوصل إلى أي معلومة قد تكون خيطًا للوصول إلى الجاني، لكن دون فائدة بعدما نفى وجود عداوة مع أحد أو الاشتباه في شخص ما.
تشابك الخيوط
خيوط الجريمة تزداد تشابكًا، لكن هناك تناقضات سرعان ما تمزق الخيوط، كون القاتل أراد إخفاء أركان الجريمة بإحكام خوفًا من اكتشاف أمره، فكل شيء في مكانه الطبيعي، ولا يوجد آثار على الأبواب أو النوافذ، تشير إلى تسلسل الجاني من خلاله، ومحاولته الفرار من اتجاه معين بعد قتل الأم وطفليها.
كاميرات المراقبة
كاميرات المراقبة، هى الخيط الذي أمكن من خلاله التوصل إلى الجاني، حيث إنه بعد ظهور الشمس على الأرض ما يعني قدوم فترة الظهيرة، حضرت الزوجة المجني عليها برفقة أطفالها الثلاثة، إلى بيتها الجديد، لترتيب الأثاث الذي كان محمولًا على تروسيكل بمعاونة ابن عمها، الذي لم تكن تعلم أنه شيطان لا يهمه سوى غرائزه الجنسية، بأي وسيلة كانت، ومستعد لفعل أي شيء يمكنه من ذلك، إذ حاول التحرش بها إلا أنها أبت ذلك وصرخت في محاولة للاستنجاد بالجيران، إلا أن الجاني همّ بإحضار "سكين" من المطبخ وسدد لها 3 طعنات أودت بحياتها، حتى لا يفتضح أمره.
الخوف
وتسلسل الخوف من الفضيحة إلى المتهم أكثر، لخشيته من اكتشاف جريمته، فعزم على قتل الطلفين حتى لا يكون هناك أي دليل قد يسقطه في قبضة الشرطة، وذبحهم بالفعل، ليتركهم في دمائهم مع الأم التي فارقت الحياة أيضًا، وفر هاربًا حتى تم التوصل إليه وإلقاء القبض عليه.
بداية الجريمة
أدلى المتهم بارتكاب واقعة مذبحة كفر الدوار، باعترافات تفصيلية حول الجريمة التي ارتكبها، أمام مفتشي قطاع الأمن العام، برئاسة اللواء علاء سليم، مساعد وزير الداخلية، ومثل بعدها طريقة التنفيذ.
مذبحة كفر الدوار
كشفت التحريات الأمنية، أن المتهم كان يقوم بمساعدة المجنى عليها فى ترتيب محتويات المنزل الجديد، وأنه راودها عن نفسها فحاولت الاستغاثة بالجيران، فتوجه إلى مطبخ المنزل واستل سكينا وذبحها وذبح طفليها التوأم حتى لا ينفضح أمره وفر هاربا.
اعترافات المتهم
أوضح المتهم، أنه يعمل سائق تروسيكل، وكان يقوم بمهمة نقل بعض الأثاث إلى منزل المجني عليهم، الذي انتقلت له حديثا، موضحا أنه تحرش بها لفظيًا بالكلام وظن أنها تتقبل الأمر، وعقب الانتهاء من إدخال الأثاث في الشقة قام بالتحرش بها، حاولت الهروب منه إلا أنه قام بالتعدي عليها بالضرب.
وأشار إلى أن المجني عليها حاولت الصراخ والاستغاثة بالجيران، فأسرعت إلى المطبخ وأحضرت سكينا وذبحتها، وعندما شاهدت الطفلين قررت التخلص منهما، مشيرًا إلى أنه لم يرِ الطفلة الرضيعة، وفر هاربًا بعد الحادث حتى تم القبض عليه.