أعلنت لجنة التعليم الطبي بنقابة الأطباء، عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الأحد، عن إعلانات حول دورات تدريبية للأطباء، وهذا الأمر يشير إلى تجمعات للأطباء، ووجودهم بمكانا واحدا مغلقا وبه مكيف، نظرًا لظروف ارتفاع درجات الحرارة.
من جانبها، تقدمت الدكتورة منى مينا، عضو لجنة الشكاوى بنقابة الأطباء وعضو مجلس نقابة الأطباء السابقة، بطلب إلى مجلس النقابة الحالي توضح فيه مخاطر تجمع الأطباء خاصة مع عودة زيادة أعداد مصابي فيروس كورونا المستجد، والحديث عن إمكانية حدوث موجة ثانية من الوباء هذا العام.
طلب لتأجيل دورات تدريب الأطباء
وقالت الدكتورة منى مينا، إن هذا يُعد خطرا يمكننا تفاديه بسهولة، خاصة مع أخبار تصاعد معدل إصابات كورونا في مصر والكثير من دول العالم، ومع تزايد نسبة إصابات ووفيات الأطباء تقدمت للزملاء في مجلس النقابة بطلب رسمي لتأجيل العودة لدورات التعليم الطبي في دار الحكمة حاليا.
وأضافت أنها تقدمت بهذا الطلب مع بدء العودة لزيادة إصابات كورونا، إذ أن هذه الدورات تجمع في مكان واحد عددا من الأطباء 'أعلى الفئات تعرضا لخطر العدوى'، قادمين من مستشفيات مختلفة وستجمع الدورات عدد من الأطباء في مكان واحد أكيد سيكون لظروف ارتفاع درجة الحرارة مغلق ومكيف.
وأوضحت مينا، أنه سيعود الأطباء بعد ذلك للتفرق على المستشفيات ويعودوا مرات أخرى للتجمع في المواعيد التالية للدورة، مما يزيد من خطر انتقال العدوى بين الأطباء، لافتة أن بدء الدراسة الرسمية في المدارس والجامعات تأجلت لـ17 أكتوبر، كما أن مجلس النقابة يستطيع عن طريق تطوير آليات التعليم عن بعد أن يقدم خدمات علمية متميزة جدا لكل طبيب في مصر دون أدنى تعرض لخطر العدوى.
وأشارت أنه تم رفع الطلب لمجلس النقابة الذي عقد 21 أغسطس، لكن الطلب تم رفضه مع تحفظ عددا من الزملاء على قرار الأغلبية بعودة الدورات، قائلة: 'لقناعتي أن دور النقابة الأول هو حماية أبنائها الأطباء لذلك أرجو من الأغلبية في مجلس النقابة مراجعة موقفهم وإيقاف الدورات حتى نطمئن لانحسار الجائحة عن بلادنا حرصا على سلامة الزملاء'.
طلب تأجيل دورات الأطباء
تم مناقشة الطلب لكن رفض
من جانبها، ردت الدكتورة نجوى الشافعي أمين عام نقابة الأطباء، على طلب الدكتورة منى مينا عضو لجنة الشكاوي بالنقابة، قائلة: إنه تم مناقشة الطلب ولكن تم رفضه من مجلس نقابة الأطباء.
أعضاء المجلس لهم رأي مختلف
وقال الدكتور إيهاب الطاهر أمين عام نقابة الأطباء، الذي قدم منذ أيام استقالته: 'عرض الأمر بالفعل باجتماع مجلس النقابة، وكنت وبعض الأعضاء مؤيدون لهذا الطلب خوفا على الأطباء من التعرض للعدوى، لكن غالبية أعضاء المجلس كان لهم رأي مختلف'.
ارتفاع الأعداد بشكل كبير
من جانبه، قال الدكتور محمد عبد الحميد، عضو مجلس نقابة الأطباء، إن اجتماع مجلس النقابة وقراره كان منذ أسبوع، أي عندما كانت الحالات تنخفض، لكن في أخر 3 أيام أعلنت وزارة الصحة زيادة إصابات كورونا، مما يعني إمكانية ارتفاع الأعداد بشكل كبير مرة أخرى، وبالتالي مطالب الدكتورة منى مينا منطقية، لافتا أن هناك أشياء لا يمكن التهاون فيها ما تتعلق بـ'أكل العيش'، لكن الدورات التدريبية على الرغم من أهميتها للطبيب إلا أن تأجيلها لا يوجد بها مشكلة كبيرة إذا تأجلت شهور أو عام أو اثنين.
وأضاف الدكتور محمد عبد الحميد، في حديثه لـ'أهل مصر'، أن الدورات تنقسم إلى نظرية وعلمية، لافتا أنه يمكن للنظرية أن تكون عن بعد 'أونلاين'، لكن العملية لا يمكن لأنها تتطلب الممارسة على مريض واستخدام أدوات معينة، مضيفا أن مجلس النقابة قرر عودة الدورات كلها مرة أخرى سواء النظرية أو العملية، قائلا: 'نحترم وجهات النظر المختلفة ورأي الأغلبية لأن كل منهم له مبرراته المتعلقة بالموضوع'، مشيرًا أنه يجب أن نعيد النظر في ذلك مرة أخرى.
ولفت أن أول دورة من المفترض أن تكون خلال أيام قليلة يوم الجمعة المقبلة 4 سبتمبر، متمنيا ألا تحدث أي مشكلة ويجب اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، مشيرا أن الأطباء ليسوا أفراد عاديين فهم الفئات الأكثر إصابة بفيروس كورونا، ومنهم من يأتوا من مستشفيات عزل وصدر وغيرها، وعلى سبيل 10 أطباء هناك احتمالية كبيرة بوجود إصابات بينهم، لكن 10 مواطنين عاديين احتمالية الإصابة بينهم أقل، فوجهة نظر الأغلبية كانت أنه لا يمكن إيقاف الحياة على وجود فيروس كورونا فيمكن أن يستمر معنا فترة طويلة.
وأوضح أنه من المهم الحصول على دورات تدريبية وتعلم مهارات جديدة، لكن يمكن تأجيل ذلك وعدم تعريض الطبيب نفسه والأخرين للخطر، فالشخص يجب أن يتخذ كافة الإجراءات الاحترازية، قائلا: 'ممكن الأطباء ياخدوا الدورات برة، لكن أن تكون النقابة المفترض عليها أن تحافظ على الأطباء هي من تعرضهم للإصابة بالعدوى، هي المشكلة في حالة حدوث أي إصابات بين الأطباء أثناء الدورات، النقابة تحافظ على أعضائها ماديا وصحيا واجتماعيا وإداريا وقانونيا'، لافتا أنها في النهاية هي وجهات نظر ويجب احترامها ولكن يجب توخي الحذر.