بكت بيروت ونزفت الليرة يمر عاما كسى لبنان بعباءة حزن وأصوات غاضبة تنشد الخلاص لبلد مثقل بالحرائق والديون ومتخمة بالفساد.
'كلن يعني كلن'.. صرخات زلزلت بيروت في ليلة الخميس 17 أكتوبر من العام الماضي، حيث اشتعلت سلسلة من الاحتجاجات المدنية والتي اندلعت شرارتها بسبب الضرائب المخططة على البنزين والتبغ والمكالمات عبر الإنترنت على تطبيقات مثل واتساب.
من بيروت إلى طرابلس وصولا ببعلبك وكل لبنان، انتفضت الميادين بالجماهير الغاضبة على تردي أوضاعها المعيشية واختطاف هويتها السياسية من طبقة يرون أنها تاجرت بحياتهم لحساب الغير.
سقوط الحكومات
ومع ارتفاع أصوات المحتجين، استقال سعد الحريري من رئاسة الحكومة يوم 29 أكتوبر، لتتشكل أخرى بقيادة حسان دياب ومعه اختصاصيون سمتهم أحزاب سياسية هي حزب الله وحلفاؤه الذين يشكلون غالبية في البرلمان.
لكن حكومة دياب لم تنجح في تحقيق مطالب وتطلعات المتظاهرين الذين رابطوا في الميادين، إلى أن جاء الزلزال من مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس وأنهى مدة الحكومة.
أما بعد انفجار مرفأ بيروت الدامي، تم تكليف مصطفى أديب بتشكيل الحكومة الجديدة، الذي سرعان ما اعتذر عن المهمة بعد عراقيل وُضعت في طريقه وخاصة من قبل حزب الله وحليفته حركة أمل.
الثورة مستمرة
الثابت أن الحراك الشعبي كسر حواجز عدة بعدم استثنائه منطقة أو طائفة أو زعيم، خاصة بعدما طالت الهتافات حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله، في مشهد لطالما اعتُبر من 'المحرّمات'.
وطالت رياح التغيير الانتخابات النقابية والطالبية، فاعتبر انتخاب ملحم خلف، القريب من المتظاهرين والناشط منذ عقود في المجتمع المدني نقيباً لمحامي بيروت 'انتصاراً' لطالبي التغيير.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أعطى الحراك خلال عام، زخما لقضايا عدة بدءا بالعلمانية مرورا بحق المرأة في منح جنسيتها لأبنائها، وصولا لدعم الفئات المهمشة.
وعلى الرغم من هدوء الحراك قليلا بسبب فيروس كورونا والبحث عن لقمة العيش، إلا سرعان وتتجدد الاحتجاجات مرة أخرى، في رسالة واضحة إلى المسؤولين عن إصرار الشعب اللبناني في استرداد حقوقه وتحقيق العدالة.