قصص وروايات خلف الستار لرحلة بحث أطفال عن التعليم كغيرهم من أبناء جيلهم بعد أن حالت بينهم الظروف الاقتصادية والمعيشية وخلافات الأسر في تحقيق أحلامهم في الالتحاق بالمدرسة.
فما بين ظروف اقتصادية وأزمات وخلافات أسرية أجبرت صغار على الحرمان من حلم التعليم ليتجه الأطفال إلى عالم العمل منذ الصغر وبدء رحلة الشقاء وحمل المشقة على أعناق أصحاب الأنامل الصغيرة الذين ما زلوا يتمنون الذهاب إلي المدارس كحلم بعيد المنال.
تقول 'سعده أحمد'، التي تبلغ من العمر 16 عامًا، إنني كنت أود التعلم والذهاب إلي المدرسة وارتداء الزي المدرسي لكنني لم أجد من يلحقني بالمدرسة منذ أن كنت صغيرة بسبب انفصال والدي ووالدتي فلم أجد مكانا للعيش سوى بيت جدي لأبي برفقة شقيقي الصغير.
واستكملت، 'أذهب يوميًا إلى المدرسة وأنتظر الطالبات وهن ذاهبات إلى المدرسة في الصباح وعند خروجهن في نهاية اليوم وأتطلع إلى ملابسهن وطريقة حديثهن وما يحملن من كتب وذهابهن لتلقي الدروس الخصوصية وأنظر لحالي أجد نفسي أرتدي ملابس غير مرتبة وبعضها قديم ومتهالك'، مشيرة إلى أن والداي إن لم ينفصلا كانت حياتي تغيرت للأفضل والتحقت بالمدرسة.
فيما يقول 'شعبان سيد' الطفل الصغير ابن الـ 7 سنوات، والذي يتمتع بذكاء يصفه البعض بذكاء أكبر من عمره الصغير، كان نفسي أروح المدرسة بس مفيش فلوس أمي مش معاها ولا أبويا بس كان نفسي أروح المدرسة.
وأضاف 'أستيقظ في الصباح أرتدي جلبابي وأذهب برفقة والدي إلى الأرض وأتقدم صفوف الماشية وأعود بعد ساعات من رعي الماشية إلى المنزل وينتهي يومي باللعب أمام المنزل مع الأطفال ممن يشبهونني ولم يذهبوا إلى المدرسة'.
وأردف، أنني أحلم بأن أذهب إلى المدرسة كغيري من الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة في كل صباح ويرتدون الملابس النظيفة والمرتبة لكن أسرتي فقيرة لن تتمكن من توفير الأدوية لوالدتي أو توفير المال لتعليمي أنا وأشقائي.
فيما تقول نادية علي، والدة 'شعبان'، إنني أنتظر تلك اللحظة التي أتمكن فيها من توفير المال لي ولأسرتي ليس لتوفير العلاج لمرضي الذي أعاني منه حيث أنني أعاني من فيروس سي لكنني أطمح في توفير المال لتعليم أبنائي حيث أن المال سبب لعدم تعليم أبنائي فلدي ابنتي تزوجت ولم تتعلم ولدي أبنائي الصبية الصغار لم يتعلموا بسبب المال أيضا، لافتة إلى 'طلعنا لقينا أهالينا مش بيعلمونا فحرمنا عيالنا من التعليم'.
فيما تقول ناديه رشاد، والدة 'شعبان'، إنني أنتظر تلك اللحظة التي أتمكن فيها من توفير المال لي ولأسرتي ليس لتوفير العلاج لمرضي الذي أعاني منه حيث أنني أعاني من فيروس سي لكنني أطمح في توفير المال لتعليم أبنائي حيث أن المال سبب لعدم تعليم أبنائي فلديه إبنتي تزوجت ولم تتعلم ولدي أبنائي الصبية الصغار لم يتعلموا بسبب المال أيضا، لافتة إلي أننا طلعنا لقينا أهالينا مش بيعلمونا فحرمنا عيالنا من التعليم.
على جانب آخر يقول محمود رضا، إن والدي قرر عدم إلحاقي وأشقائي بالمدرسة بقناعته دون أخذ رأي والدتي في حين التحق أبناء عمومتي بالمدارس المختلفة ووصلت أنا لسن الـ14 ولم ألتحق بأي مدرسة وحينما أتحدث مع والدي في الأمر يرفض وبشدة أن التحق بمحو الأمية ما جعلني أستعير الكتب المدرسة من بعض أصدقاء في الشارع الذي أقطن فيه وأنظر لتلك الصور داخل الكتب وفي بعض الأحيان أنام وأنا أحمل بين يدي الكتب.
في الوقت ذاته تولي هيئة محو الأمية وتعليم الكبار أهمية لملف البحث عن الأميين وإعادة إحياء الأمل من جديد إلا أن الإقبال مازال قليلا لتقبل فكرة التعلم في الكبر لتبدأ جامعة المنيا في ترسيخ دورها الخدمي لمحو الأمية ووضعها كشرط أساسي لحصول الطالب الجامعي بالكليات النظرية علي شهادة تخرجه.
واعتبرت جامعة المنيا مشروع محو الأمية مشروع وطني هدفه القضاء على الأمية في جمهورية مصر العربية وبذلك أصبح واجب وطني يشارك به جميع المواطنين والمؤسسات والهيئات، وانضمت جامعة المنيا للمشاركة بالمشروع مع صدور قرار مجلس الجامعة في جلسته رقم 2 في الـ 24 من شهر نوفمبر عام 2015 بالموافقة
علي اللائحة المالية والإدارية للمشروع، وبناء علي البروتوكول الموقع بين جامعة المنيا وهيئة تعليم الكبار والذي يتم تجديده سنويا لن يمنح الطالب بالكليات المشاركة شهادة البكالوريوس إلا بعد مشاركته في محو أمية 8 من الأميين ولن يستثني أي طالب من ذلك الواجب الوطني.
ورغم الدور الكبير الذي توليه هيئة محو الأمية وتعليم الكبار وجامعة المنيا في محو أمية من حالت الظروف الاقتصادية والخلافات الأسرية في استقلال قطار التعليم إلا أن الأعداد مازالت تزداد يومًا بعد آخر.