بعدما كانت عنابر شركة 'وبريات سمنود' بمحافظة الغربية، تضج بأصوات ماكينات الغزل، أصابها الخرس، فهنا اجتمع العمال، وهناك خرج أفضل إنتاج ينافس فى السوق المحلى، وشهدت العنابر صحوة صناعية ليس لها مثيل، لكن تحول كل ذلك إلى ذكريات، والعنابر إلى مأوى للكلاب الضالة يعلو ضجيجها بن جدران المصانع، لتدور فى ذهن المواطن الغرباوى عشرات الأسئلة، أولها كيف تحول مصنع به كل هذه الإمكانيات من آلات وعمال ومبان لعنبر مهجور؟ ومن المستفيد من تدهور أوضاع هذا المصنع وبيع أراضيه فى المزاد العلنى وتشريد مئات العمال فى الشارع؟.
يقول مهيمن عبد الودود، أحد عمال وبريات سمنود، إن العنبر المهجور ضم فى يوم من الأيام أكثر من 1500 عامل، تم تسريح أغلبهم وإحالة 600 عامل منهم إلى المعاش المبكر رغم أنهم لم يتخطوا سن الأربعين، تحت غطاء حجج واهية، حيث كان الهدف الرئيسي من ذلك تحويل الأرض المقام عليها فى قلب الكتلة السكنية إلى أبراج وعمارات سكنية بملايين الجنيهات ولا عزاء للإنتاج المحلى ومئات الأسر التى تم تشريدها.
أزمة عمال شركة وبريات سمنود
وتابع 'عبد الودود'، بأن مساحة المصنع شاسعة، حيث تحتل العنابر مساحة 4 أفدنة من أصل 14 فداناً، ولبيع مخصصات الشركة بدأ سيناريو الخسارة فى 2008، حيث تم تعيين مجلس إدارة للمصنع من خارجه وليس له علاقة بطبيعة العمل، كما يفتقد روح التطوير، ويسعى لبقاء الوضع على ما هو عليه لحين بيع آلاته التي تقدر بملايين الجنيهات خردة.
وقالت رقية شريف، إحدى العاملات بقسم الملابس، إن المصنع يضم أكثر من 140 ماكينة تصنيع ألماني متوقفة عن العمل تماما بسبب عدم إجراء الصيانة الدورية، ولا يعمل فى المصنع سوى 4 ماكينات، وهنا فقد المصنع قوته الإنتاجية واتجه نحو الإفلاس والتصفية لسداد المديونيات، ولتكون حجة لبيع الأرض وأصول المصنع.
أزمة عمال شركة وبريات سمنود
وتابعت 'شريف'، أن المشكلة الكبرى ظهرت عندما حاول بنك الاستثمار المالك لأكبر حصة من الأسهم فى شركة الوبريات، تخفيض الأعباء فخفض المرتبات 40%، بحجة ان الشركة تخسر، كما قرار فتح المعاش المبكر وهنا خرج من 1250 عاملاً 600 عامل للمعاش المبكر، ليفرغوا الشركة من كل كفاءاتها وتم صرف 40 مليون جنيه على المعاشات والمديونيات منها 10 ملايين لبنك الإسكندرية والباقى صرف على المرتبات من الإدارة الموجودة التى لم تستغل اتجاه الدولة للاستقرار فى هذا الوقت ومساعدتها للمصنع للنهوض ودمرت كل رأس المال.
أما زينب سعد، إحدى العاملات بوبريات سمنود، فتقول: هددتنا إدارة الشركة بالإغلاق لأجل غير مسمى، إذا أضربنا أو طالبنا بالعلاوات المتأخرة من 2013، حيث نعمل بمصانع الملابس بحافز شهرى من 3 لـ5 جنيهات، وما نطالب به حقنا فى مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، 'حياة كريمة'، إلا أننا فوجئنا بإغلاق العنابر علينا ومحاولة رجال الأمن للمصانع، وقاموا بإخراجنا وإغلاق الشركة وتعليق منشور، لحين عمل جمعية عمومية، ووضع كلمه 'لأجل غير مسمى' في نهاية المنشور مما يعني أن الشركة أصبحت في طي النسيان.
أزمة عمال شركة وبريات سمنود
وأشارت 'سعد'، إلى أن الشركة مغلقة منذ عام بالكامل، وتم تشريد 600 أسرة، وليس 600 عامل، وطالبت الرئيس السيسى بالتدخل لإنقاذ شركة الوبريات ومنع بيع أصولها، ومنع تشريد عمال الوبريات وأسرهم، وخاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة مع انتشار جائحة كورونا، وتوقف الأعمال.
أزمة عمال شركة وبريات سمنود
أزمة عمال شركة وبريات سمنود