اعلان
اعلان

أسرار 10 جلسات خاصة مع وحيد حامد تنشر لأول مرة.. صوفيٌ عاشق لـ"آل البيت".. وهذه قصة الأمنية التي عجز عن تحقيقها

الكاتب وحيد حامد مع محرر أهل مصر
الكاتب وحيد حامد مع محرر أهل مصر

◄ «وحيُ الكتابة» لا يهبط على قلمه إلا إذا رمى بنفسه في أحضان النيل.. وظل 50 عامًا لا يستطيع التأليف داخل الجدران المُغلقة

◄ عاش حياته مثل حكماء الفراعنة.. كان مديونًا لـ«يوسف إدريس».. وابنه مروان أنقذه وسدد الدين عنه

غيب الموت الكاتب والمؤلف وحيد حامد، عن عمر ناهز 76 عامًا، أثرى خلالها الحياة الفنية والفكرية بالعشرات من الأعمال السينمائية والدرامية والكتابات والمؤلفات، وكان طوال حياته نموذجًا للمفكر والمؤرخ والفيلسوف العاشق لوطنه والمهموم بقضايا البسطاء والمجابه بقوة الكلمة لتطرف وتشدد الجماعات الإرهابية.

وحيد حامد، المولود في الأول من يوليو عام 1944 م، بقرية بني قريش التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، استطاع أن يتربع على عرش التأليف وكتابة السيناريو منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا؛ إذ أنه كتب العديد من الأفلام والمسلسلات التي ما زالت محفورة في ذاكرة عشاق السينما والتليفزيون والتي شارك في بطولتها كبار الفنانين.

وفي السطور التالية ننفرد بنشر الجوانب الخفية في حياة في حياة الكاتب والمؤرخ وحيد حامد، والتي باح بها في جلسات ودية جمعته مع الزميل/ محمد أبو العيون، رئيس قسم الحوار بجريدة وموقع 'أهل مصر'.

صوفي محبٌ لآل البيت

عُرف وحيد حامد، طوال حياته بعدائه الشديد لجماعة الإخوان الإرهابية وعناصر السلفية الوهابية وباقي جماعات الإسلام السياسي؛ إلا أن الجانب الخفي في حياة المفكر الراحل هو عشقه للتصوف ومحبته لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

وحيد حامد، يصف التصوف بالمسألة الرقيقة والناعمة التي تشع روحانيات ومحبة عالية، قائلًا: «يكفي أنك تعيش في حب الله وحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم»، معتبرًا أن المتصوف بمثابة الذي يُمسك وردة في مواجهة سيوف ومدافع المتشددين.

مفكرٌ عاشق للنيل

مثلما كان الكُتاب والحكماء في مصر إبان العصور الفرعونية يتخذون من النيل مُلهمًا لهم في كتابة حكمٍ ونصائح من شأنها توعية المصريين وإحياء عقولهم؛ عاش وحيد حامد، حياته مثل أي حكيم وكاتب في مصر القديمة؛ فعلى مدار 50 عامًا ظل المؤلف الراحل يكتب كل سيناريوهاته ومؤلفاته ومقالاته وهو ناظر إلى صفحة نهر النيل الخالد داخل أحد الفنادق الشهيرة بالقاهرة.

كان وحيد حامد، صاحب جينات مصرية أصيلة لم تتلوث بأي وافد أجنبي، وهذا ما جعله يرث كل صفات الحكماء والكتاب في مصر القديمة؛ إذ أن «وحيُ الكتابة» لا يهبط على قلمه إلا إذا رمى بنفسه في أحضان النيل.

عدم القدرة على الكتابة داخل الجدران المُغلقة جعلت وحيد حامد يواجه مشكلة كبيرة عقب ظهور فيروس كورونا المستجد وما تبعه من إجراءات احترازية حالت بينه وبين الجلوس في مكانه المُفضل؛ ففي مايو 2020 اضطر المُفكر الراحل إلى الالتزام بالحظر المفروض على جميع الأماكن في مصر، وجلس في بيته محاولًا أن ينهي كتابة الجزء الثالث من مسلسل الجماعة؛ إلا أنه لم يستطع كتابة حرف واحد بسبب أنه اعتاد الكتابة في مكان مفتوح مُطل على النيل باتساعه يتيح له رؤية مصر المُبحرة مع أمواج النهر من أسوان وحتى موضع جلوسه.

أمنية لم تتحقق

في مقتبل سن الشباب؛ لم يكن وحيد حامد يعرف أنه موهوب في كتابة السيناريو، وكان يظن أنه متميز في كتابة القصة القصيرة؛ إلا أنه عقب أن التقى بالأديب الكبير يوسف إدريس تغيرت بوصلة حياته، إذ نصحه الأخير بالكف عن كتابة القصة لعدم إجادته لها، ناصحًا إياه بالتركيز في كتابة السيناريو.

عمل وحيد حامد، بنصيحة أستاذه وبمرور الأيام تربع على عرش كتابة السيناريو، وكان يوسف إدريس كلما التقاه، يقول له مداعبًا: «أنا اللي دليتك على السكة، فخد قصة من قصصي واعملها فيلم ولا حاجة».

وحيد حامدوحيد حامد

تمنى وحيد حامد، أن يأتي اليوم الذي يُلبي فيه طلب أستاذه؛ إلا أنه لم يستطع فعل هذا لأسباب لا يعرفها هو، ولم يهدئ من حزنه حيال هذا الأمر إلا ابنه مروان، الذي اختار لمشروع تخرجه عملين من أعمال يوسف إدريس؛ محققًا بهذا أمنية والده التي لم تتحق.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً