'مجهولون فى الأرض معروفون فى السماء، يسمع رب العالمين أصواتهم من فوق سبع سماوات'.. تلك المقولة الشائعة هي التي تنطبق على أقدم محفظة قرآن في الغربية، الشيخة 'تناظر محمد مصطفى النجولى'، تلك القارئة، التى أجادت القراءات العشر للقرآن، وخرج من تحت يديها مئات القراء والمجودين لكتاب الله، على الرغم من بساطتها وتواضع منزلها، إلا أنها كانت أغنى الناس بكلمات الله، ولدت عام 1924، بقرية الناصرية التابعة لمركز سمنود محافظة الغربية.
يقول أهل القرية إن البيت الذى اتخذته كتّابا طوال عقودها الـ 10، هو نفس البيت الذي ولدت فيه، قبل أن يُكف بصرها كأحد تبعات مرض الحصبة.
الشيخة تناظر النجولى
مؤمن حافظ، أحد تلاميذها بقرية الناصرية، قال: الشيخة كانت دائما تحكى قصة حفظها لكتاب الله، حيث بدأت الحفظ مع الشيخ عبد اللطيف أبو صالح لكنه كان بدون تجويد، ثم ذهبت للشيخ محمد أبو حلاوة وتعلمت التجويد على يديه ومكثت عنده 15 سنة، وقرأت عليه القراءات السبع إلى سورة يونس، ثم ذهبت للشيخ سيد عبد الجواد وقرأت عليه القراءات السبع من طريق الشاطبية وقرأت عليه من الدرة إلى سورة التوبة.
الشيخة تناظر النجولى
وأضاف 'حافظ': كانت بصيرة بقلبها نشيطة الحركة حاضرة الذهن، بكامل حجابها، مستحضرة للقرآن استحضارا جيدا، متواضعة، كريمة فاضلة، فتحت بيتها للقراءة والإقراء وغرفتها لا تتجاوز مساحتها مترين في مترين, تجلس على الحصير وتستمع لمن يقرأ عليها بدون كلل أو ملل.
الشيخة تناظر النجولى
وقالت سلوى الجندى، إحدى تلميذات الشيخة تناظر: عندما بدأت التعلم كانت شيختنا تجاوزت السبعين، تجلس فى غرفتها تسدل خمارها على وجهها كى تغطيه من الحاضرين الرجال، وتجلس طوال الوقت على حصيرتها، تستمع بقلبها قبل آذانها، تجود وتصلح وتعدل على الحافظين، تتهافت عليها الفتيات من الراغبات فى الحفظ.
وتابعت 'الجندي': على الرغم من فقدها البصر، إلا أنها كانت مهيبة، تجلس في مكانها لا تلتفت سوى للتعديل أو الأخطاء، حيث كانت هادئة الطباع، خرج من تحت يديها مئات من الحفظة والشيوخ، حيث كان يتردد عليه كبار العلماء والمجودين لتجهيزهم، حتى وافتها المنية منذ أيام لتنتهى مسيرة 97 عاما من العطاء.
أهالى القرية من جانبهم، طالبوا بتكريم الشيخة تناظر وإطلاق اسمها على المنطقة أو القرية تخليدا لذكرى تلك السيدة العظيمة التي ملأت القرية علما وصدح باسمها حفظة القرآن الكريم.