لاشك وأن جميعنا بلا استثناء رجالاَ ونساءًا، نرفض بشدة ذلك السلوك الذي يقوم به بعض الأزواج من اعتداء على زوجاتهم وضربهم بشكل مبرح، كما نهت عنه الأديان السماوية، فذلك السلوك المشين مرفوض على كافة المستويات، الدينية، والاجتماعية، والنفسية أيضًا.
وفي هذا الشأن طالبت أمل سلامة عضو لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، بإجراء بعض التعديلات الجديدة على قانون العقوبات يقضي بتغلي عقوبة تعدي الزوج على الزوجة بالحبس مدة لا تقل عن 3 سنوات وتصل لـ 5 سنوات، وهو ما فتح الباب لدى الكثيرين بين القبول والرفض، حيث يرى البعض أنه سوف يساهم في تقليل تلك الظاهرة، بينما يرى آخرون بأن القانون القديم كافي لردع الرجال.
أمل سلامةفي البداية تبرر سلامة مطالبتها بتعديل القانون قائلة بإن السبب الرئيسي في ذلك هو اعتقاد الكثير من الرجال بأن الضرب يزيد من رجولته أمام الزوجة وأنه الأقوى، مضيفة أن الدراسات الحديثة تشير لتعرض حوالي 8 ملايين سيدة مصرية للعنف، مؤكدة أن عدد كبير من النواب والنائبات أبدوا حماسا كبيرا، للتوقيع علي تعديلات القانون.
خبير قانوني: سيعجل بخراب البيوت العامرة
علق المحامي والخبير القانوني أيمن محفوظ على مشروع القانون، قائلاً: 'من الطبيعي أن القانون يحمي المراة، لكن تغليظ العقوبة في حد ذاته يعد أمر بالغ الخطورة، لأنه تدخل في شؤون الأسرة، وبالتالي يصبح الزوج مهددًا في حياته الاسرية'.
ويرى الخبير القانوني بأن مشروع القانون سوف يشجع الزوجات على مقاضاة أزواجهن وهو ما وسف يعجل بخراب البيوت العامرة، مؤكدًا أنه حين تحدث خلافات زوجية سوف تسعى الزوجة بكل تشدد لعمل بلاغ كيدي بضربها لتزج به في السجن انتقامًا منه'.
واختتم حديثه قائلاً: 'لا مانع من خروج هذا المشروع بالقانون للنور بشرط أن يتم اثبات إصابة المرأة بموجب تقرير الطب الشرعي، ويتم وضع عقوبة قاسية جدا على الزوجة أو المرأة التي تتهم زوجها أو غيره إذا ثبت كذب بلاغها'.
دعاء عبد السلام: الستات هتتوحش وتستقوى
دعاء عبد السلام
وعلقت أيضًا الإعلامية دعاء عبد السلام على القانون قائلاً إنه بهذا القانون سوف يتم حبس معظم الأزواج، متسائلة عما إذا كانت الزوجة هي من ادعت على زوجها و ضربت نفسها وزعمت أنه ضربها، ماذا سيكون موقف الزوج في تلك هل سيكون متهم ومدان أم بريء؟.
وأضافت: 'ماذا سيفعل القانون حيال الإحصائية التي تقول إن المرأة المصرية هي الأولى عالميا في ضرب زوجها، وهل ستسجن هي كمان أم سيسمح لها بالضرب براحتها'.
وواصلت: 'الرجال ليس كلهم شياطين ولا الستات كلهم ملائكة، وفي منهم كيدهن عظيم وغلب كيد الشيطان، هذا القانون سيكون سبب قوي أن الستات تتوحش وتستقوى'.
واختتمت حديثها: 'فعليًا أسرنا محتاجة دعم أخلاقي وإرشاد تربوي لترسيخ قيمة الزوج اللي اتهانت بمسميات مختلفه وده غير مقبول اطلاقا'.
محام بالنقض: العقوبة الحالية لا تحتاج لتعديلات
وأكد المحامي بالنقض عصام هلال بأن المرأة ليست في حاجة ضرورية لتغليظ العقوبة لأنها كافية، مشيرًا إلى أن المجتمع المصري يحتاج لـ تفعيل القانون بشكل جدي وصارم على أرض الواقع، موضحًا أن العقوبة السارية تتناسب بشكل كبير مع الواقعة والتي تصل لـ 3 سنوات سجن.
كريمة: هدف المشروع تحويل فقه الأسرة من شأن ديني لمدني
كريمةوعن رأي الدين في هذه المسألة يرى الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر في تصريحات صحفية، أن هذا القانون يهدف لتحويل فقه الأسرة من شأن ديني إلى مدني، مضيفًا أن الرجل يحق له معاقبة زوجته الناشز، والنشور يعني التمرد والعناد وعدم الاستجابة للوعظ، مشددًا أن الضرب يكون غير مبرح، وإن أبت الزوجة فإن مصيرها إلى حكمين من أهله ومن أهلها وإلا الطلاق.
وأشار كريمة إلى أنه في حالة اعتداء الرجل على زوجته دون مبرر فلها الحق في أن ترفع دعوى تطليق للضرر ويلتزم الزوج بأي تبعات من نفقة عدة ومؤخر ونفقة متعة.