يسعى المرء وراء لقمة العيش ومهما وصلت حالته المادية يظل يعمل للعيش ومواجهة ظروف المعيشة الصعبة، إلا أنه قد تأتي العلل وتمنعه عن استمرار مسيرته الحياتية، فيبقى الأخ هو السند في الحياة، وحين ينقطع رزقه يُصبح عالة على أسرته بعدما كان مصدر دخل لهم، وهذا ما تعانيه وتوضحه شقيقته 'وردة حنفي' من محافظة القليوبية لـ'أهل مصر'.
على كرسيّ متحرك داخل منزل قديم يجلس شاب يُدعى 'أحمد' في ريعان شبابه يفتكه الألم ويشتد عليه المرض، وبمرور الزمن تحول إلى سجين للحياة، لم يتمكن على عَيْش شبابه فقد هزمه مرض السرطان ويسلب حياته ببطء دون علاج أو مسكّنات تهدئ من آلامه ووجعه وتُسكن آهاته من شدة الألم، وذلك بسبب الفقر الشديد الذي تعانيه أسرته التي لا تمتلك ثمن العلاج، حتى تحولت حياة الشاب إلى جحيم يقضي نهاره وليله قابعًا في غرفة أمام شاشة التلفاز لا حول له ولا قوة يكسو الحزن على وجهه الحسرة بسبب ما آل إليه حاله.
الشاب 'أحمد' مريض السرطان
'وردة حنفي' سيدة في العقد الثالث من عمرها، شقيقة الشاب مريض السرطان، تقول إن شقيقها توقف عن العلاج بسبب سوء أحوالهم المادية وعدم قدرتهم على صرف علاجه، مضيفة: 'كان بيشتغل على عربية كبدة، ومن بعد المرض قاعد لا حول له ولا قوة و لم ياخذ علاجه من فترة'.
وتُشير 'وردة'، إلى أنها منذ أن طُلّقت منذ 9 سنوات، وهي ماكثة مع ابنتها صاحبة الـ 8 سنوات مع شقيقها في منزل والدتها السكني، يعيشون في حياة غير آدامية، حيث تكفّل الشقيق الأكبر برعايتهم والصرف عليهم وترك حياته الخاصة، وذلك بعدما اشتد المرض على أخوها وبقى جليسا في البيت لم يتلقى علاجه، منتظرا حصوله على معاش لظروفه المعيشة.
منزل المعيشة
وتُضيف: 'أخويا الأكبر بيشتغل باليومية في الأراضي زراعية وهو مصدر الدخل لينا، طالبت وقدمت أكتر من مرة بصرف معاش ليا أنا وأخويا ومجاش حاجة لغاية دلوقتي، أنا بصرف على بنتي في دراستها وهي في الصف 3 الابتدائي'، متابعة والدموع بعينيها: 'بنظر إلى أخي الجالس في زاوية حجرته والألم يفتكه، ولا أملك ما يساعده أو يمكنني فعل شيء لجلب العلاج له'، مناشدة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزيرتي الصحة والتضامن الاجتماعي، بالتدخل لعلاج شقيقها وتوفير العلاج اللازم له لتخفيف آلامه، وتوفير معاش لها ولشقيقها للعيْش من خلاله نظرًا لضيق المعيشة وظروفهم الصعبة.
منزل المعيشة
منزل المعيشة