ناجون من كارثة حريق مصنع العبور يروون لحظات الرعب والفزع: صوت قنابل والبلاط طار من الأرض (فيديو وصور)

حريق مصنع العبور
حريق مصنع العبور

عبارات حزينة ممزوجة بالقهر والرعب، تكسوها المرارة والألم، جسدت حالة الذعر في نفوس عدد من الناجين من حريق مصنع العبور المروع.

التقت 'أهل مصر' عددا من الناجين من الكارثة التي تسببت في وفاة 20 عامل وإصابة نحو 24 آخرين، سردوا تفاصيل اليوم الحزين في حياتهم وكيف تحولت المنطقة إلى بركان من اللهب الذي غطي سماء منطقة العبور بأكملها.

قال محمد صلاح، أحد عمال مصنع الملابس الجاهزة، إنه كان متواجدا داخل المصنع وقت اندلاع الحريق، وفجأة سمع صوت انفجار رهيب في الطابق الأرضي 'البدروم'، مشيرا إلى أن الحريق بدأ أولا من داخل مصنع المواد الكيماوية ويمتلكه أحد الأشخاص يدعى 'أبو السعود'.

حريق العبورحريق العبوروتابع 'النار كلها طلعت من تحت من البدروم، وساعتها كنت موجود في الدور الأول، البلاط بقى يطير من الأرض والدخان غطى المكان وحرق جسمنا'.

حريق العبورحريق العبوروردا على سؤال 'أهل مصر' حول طبيعة عمل المواطن السوري المحبوس حاليا ويدعى محمد عبد السلام، فأكد على عدم امتلاكه للمصنع ويعمل مشرفا على العمال فقط لا غير.

التقط علي عبد المحسن محمد، أحد الناجين، أطراف الحديث، مشيرا إلى أنهم كانوا يعملون في هدوء، متابعا 'فجأة سمعنا انفجار طالع من تحت في البدروم، جرينا كلنا على السلم ومشفناش حاجة غير الفرقعة'، ولفت إلى أنه تعرض لحالة إغماء كبيرة غيبته عن الوعى تماما، نقل على إثرها إلى مستشفى بلبيس العام، لتلقي الإسعافات والعلاج اللازم.

وأشار 'عبد المحسن' إلى أن السوري المحبوس حاليا مشرفا على العمال، ولم يتطرق دوره إلى غير ذلك داخل المصنع، واختتم حديثه 'ربنا سترها معايا انا كنت في وسط المصنع وقت الحريق'.حريق العبورحريق العبور'بعد ما فطرنا لقينا حاجة بتضرب زى ما يكون قنابل'، تقول 'آلاء' إحدى عاملات المصنع، والدموع تزرف من عينيها، وتذكرت لحظات الحريق المرعبة وكواليس الخوف التي عاشتها.

أكملت آلاء محمود محمد، حديثها مع 'أهل مصر' موضحة 'جريت فتحت الباب، ربنا ألهمني افتحه، بعد ما اتشاهدت على نفسي' ولفتت إلى تعذر خروج عدد كبير من العمال من داخل المصنع 'الناس مش عارف تخرج.. كنت هموت محروقة، ربنا ألهمني أفتح الباب بعدما كنت خلاص سلمت أمري'.حريق العبورحريق العبور

وتابعت العاملة الناجية من الحريق الضخم، مشيرة إلى تدافع العمال كان صعبا جدا عليها 'من كتر ضغط الناس عليّا، قلبوني على الأرض من على السلم، خدتْ السلم زحف على وشي وبطني، لقيت واحد اسمه اسلام قص، واقف بيشد حاجة حمرا بتاعة المطافي، خرجت في المدخل لقيت الولعة عاملة بقع كبيرة في الأرضية'.حريق العبورحريق العبور

روى إسلام محمد حسين ابراهيم، تفاصيل الحريق المرعب، مشيرا إلى أنه كان متوجها لسؤال مشرف الانتاج على أمر ما في العمل، ففوجيء بصوت انفجار ضخم أربكه في الحال 'الانفجار خلاني مش عارف أروح فين، جريت على الدور التالت أشوف اخواتي اللي فوق، نزلت مبقناش عارفين ندخل الدور الأول، لقيت مسيلات غاز خارجة من البدروم'.

وأوضح العامل الناجي من الحريق قائلاً 'اتزقنا مش عارفين نخرج ولا نطلع، الدخان طالع كله سام عبارة عن مواد كيماوية متفجرة في البدروم'، منوها بأن مصنع الملابس الجاهزة مكون من ثلاثة أدوار، أما الطابق الأرضي فيضم بدروم ومخزن كبير لصناعة وتعبئة المواد الكيماوية.

ألقت الأجهزة الأمنية بالقليوبية، اليوم الأحد، القبض على عامل يعمل مصمم أزياء، يحمل الجنسية السورية.

أشار مصدر أمني في تصريح خاص لـ'أهل مصر' إلى أن التحريات الأولية التي أجراها رجال المباحث حول الحريق، دلت أن المتهم يدعى 'محمد عبد السلام.م. أ'، يعمل مديرا إداريا لمصنع الملابس الجاهزة، الذي طاله حريق مصنع كيماويات العبور، تم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.

أفاد بيان النيابة العامة، الصادر أول من أمس، الجمعة، أنها تلقت إخطارا بنشوب حريق بمصنعين أحدهما للكيماويات والآخر للملابس الجاهزة بمدينة العبور، بمنطقة 'المحاجر'، فانتقلت لمعاينة محل الحادث وتبينت نشوب الحريق بالعقار محل المصنعين بالكامل، فأرجأت استكمال المعاينة لحين التمكن من إخماد الحريق، ولا تزال قوات الدفاع المدني تخلي العقار من موادِّ الإطفاء حتى يتسنى للنيابة العامة استكمال المعاينة، وأسفر الحادث عن وفاة 20 عاملًا بمصنع الملابس وإصابة 24 آخرين.

سألت النيابة العامة مالك مصنع الكيماويات فقرَّر استصداره ترخيصًا للمصنعين ببدروم العقار، ثم تأجيره باقي الأدوار لصاحب مصنع ملابس جاهزة خلال عام 2020، ملقيًا المسئولية عن نشوب الحريق على الأخير، لتوقف مصنع الكيماويات عن العمل، مُدعيًا تجديده الترخيص الصادر لمصنع الكيماويات فقط وانتهاءه خلال عام 2022، وأشار البيان الرسمي إلى أن عاملا بمصنع الملابس قرر بملكيته لآخر سوري الجنسية.

انتقلت النيابة العامة إلى مستشفيات: السلام العام والصحة النفسية بالخانكة والقاهرة الجديدة بلبيس العام، فسألت مَن أمكن سؤالهم من المصابين الذين شهدوا بأنهم فُوجِئُوا حالَ عملهم بمصنع الملابس بتصاعد دخان كثيف وألسنة لهب من بدورم العقار محل مصنع الكيماويات، أعقبها وقوع انفجار شديد.

وطلبت النيابة العامة من جهاز مدينة العبور إفادة بالتراخيص الصادرة للعقار محل الحادث، فثبت منها إصدار ترخيص ببنائه عام 2009، واستخراج رخصة تشغيل للمصنعين خلال عام 2012 انتهيا خلال عام 2017.

كما سألت النيابة العامة رئيس جهاز مدينة العبور فشهد باستصدار تراخيص للمصنعين خلال عام 2012 انتهيا خلال عام 2017، وجُدِّد فقط الترخيص الصادر لمصنع الكيماويات.

وكلفت النيابةُ العامة الإدارةَ العامة لتحقيق الأدلة الجنائية بمعاينة العقار محل الحريق بعد الانتهاء من أعمال قوات الدفاع المدني؛ للوقوف على سبب نشوبه، وأمرت بنقل الجثامين لمشرحة النيابة العامة بزينهم لتوقيع الكشف الطبي الظاهري عليها بيانًا لما بها من إصابات وسبب الوفاة وكيفية حدوثها، وأخذ عينات من الحمض النووي للجثامين المجهولة لتحديد هويتهم، ومن ثَم التصريح بالدفن عقب انتهاء تلك الإجراءات.

كما طلبت تحريات الشرطة حول الواقعة والتي أسفرت مبدئيًّا عن عدم وجود شبهة جنائية في نشوب الحريق.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً