في الوقت التي تكرس الدولة جهودها لوضع خططها لضبط النمو السكاني وخفض معدلات الإنجاب، تنفيذًا للمشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية 2021- 2023، تظل الزيادة السكانية خطرا داهمًا تهدد عملية التنمية والإصلاح الاقتصادي خاصة في محافظات الصعيد ومنها قنا، والتي ترتب عليه تكدس الفصول بالمدارس وزيادة عدد قوائم الانتظار بالمستشفيات وعدم حصول المواطنين على خدمة صحية جيدة، ورغم حملات تنظيم النسل والتهديد بوقف الدعم المقدم للأسر التي لا تكتفي بطفلين فقط إلا أن تلك الحملات ما زالت حبر على ورق بالنسبة لسيدات قنا نظرا للعادات والتقاليد والعزوة وغيرها.
قالت عفاف محمد، ربة منزل، إنها متزوجه منذ 35 عاما، وأنحبت 8 أبناء، بينهم 7 بنات وولد، مشيرة إلى أنها نشأت داخل أسرة تبحث عن إنجاب الأولاد، وهو ما دفعها الإنجاب ثماني مرات حتى أنجبت الولد، مردفة: "لومكنتش جبت ولد كان جوزي أتجوز عليا".
وهربا من لقب أم البنات اضطرت سعيدة عز، ربة منزل، إلى إنجاب 6 أبناء بحثا عن الولد، مؤكدة لـ"أهل مصر"، أن زوجات أشقاء زوجها كانوا دائما ما يلقبونها بأم البنات حتى أنجبت الولد، مشيرة إلى أن جميع بناتها حصلن على تعليم عالي، أما الابن، فما زال يدرس بالتعليم الثانوي.
ناصرة عبدالمولى، ربة منزل، أشارت إلى أنها أنجبت 9 أبناء بينهم 5 أولاد و4 بنات، وكثرة خلفتها جاءت بناء على طلب من "حماتها"، التي شددت على كثرة الإنجاب لأن زوجها "فرادي"، موضحة أنها ترى أن كثرة الإنجاب سند للأب في الدنيا، والأطفال يأتون برزقهم.
وأضافت أن أبناءها الأولاد تركوا التعليم بعد الدبلوم، والبنات تركوا التعليم بعد المرحلة الإعدادية حتى يتزوجوا، أما الأطفال فإنهم يساعدون في أعمال المنزل.
وعن حملات تنظيم النسل، أكدت فوزية الخليوي، ربة منزل، أنها روتينية، والكثير من السيدات في الصعيد ينجبن رغم الحصول على وسائل منع الحمل لأسباب غير معروفة، مشيرة إلى أنها أنجبت 6 أطفال الفروق السنية ما بينهم لا تتجاوز العام بين كل منهم رغم حصولها على حبوب منع الحمل.
إلى جانب ذلك قال الدكتور حسين الباز، وكيل وزارة التضامن في قنا، إن قنا من ضمن المحافظات التي تعاني من نسبة مرتفعة في الزيادة السكانية، لذلك الوزارة أطلقت أكثر من برنامج للحد من الزيادة السكانية على رأسهم برنامج "2 كفاية"، والذي ينص على اختيار الأسر المستفيدة من تكافل وكرامة وأنجبن طفلين أو ثلاثة لتوعيتهم قبل إنجاب أطفال آخرين، وهناك 10 جمعيات تعمل بـ110 مثقفات تم تدريبهم في حملات طرق الأبواب لتوعية المستفيدات.
وأضاف الباز، أنه تم حصرهم 74 أسرة على مستوى المحافظة، لتوجيهم للوحدات الصحية وتوفير وسائل التنظيم وندوات التوعية مجانًا، كما هناك فرقة مسرحية تقوم بتقديم عروض في الشوارع بتوعية الجمهور
كما أنه هناك برنامج آخر هام تم تفعيله بسبب زيادة نسبة تسريب الأطفال من المدارس للعمل في الشوارع وهو برنامج "التعليم المجتمعي" والذي يخص الطفل الذي أقل من 15 عامًا وتركو مدارسهم تم عمل 300 فصل على مستوى المحافظة لتعليمهم، وهدايا شهرية لأسرهم ، بشرط ان الأطفال ينتظمون في الدراسة بنسبة 80% حتى تحصل الأسرة على امتيازات البرنامج.
وجاء برنامج آخر مرتبط بالسابق تحت اسم "تحسين سبل العيش" يركز على أمهات الأطفال الذين يتم تعليمهم في فصول العمل المجتمعي لمعرفة السبب وراء عمالة أطفالهم ومد الأمهات بمشروعات صغيرة حتى لا تلجأ إلى عمل الطفل مرة أخرى.
وأشار وكيل وزارة التضامن، إلى أن برامج التعليم المجتمعي له تمويل 5 مليون جنيه، وتم تنفيذ 10 آلاف مشروع للاسر بفائدة قليلة خلال العامين السابقين، مبينًا أن الزيادة السكانية ما زالت موجودة رغم ذلك لتمسك البعض بعادات الصعيد بأن كثرة الأبناء عزوة وسوف يحتاجون إلى وقت أكثر لمحو هذه العادات من أجل توفير حياة كريمة للأطفال.