مع إعلان فشل مفاوضات كينشاسا بين مصر والسودان وإثيوبيا، التي دعت لها الكونغو الديمقراطية السبت الماضي، مع اقتراب الملئ الثاني الذي أعلنت عنه أديس أبابا في يوليو المقبل، تصاعدت التصريحات أمس بين أطراف الصراع على مياه النيل فمن جهة مصر والسودان اللتان تريدان الحفاظ على مقدراتها المائية وحصتها من مياه النيل دون نقصان، ومن جهة أخرى اثيوبيا المتعنتة خلال المفاوضات والتي تريد الانفراد بالقرارات الأحادية، وحرمان دول المصب من حقوقهما في مياه نهر النيل.
وعلى أثر ذلك رصدت بعض الصحف العربية مواطن القوة في حالة مواجهة عسكرية لدى دول المصب ومواطن الضعف في أثيوبيا.
صحيفة عكاظ السعودية
هل مصر والسودان قادرة على ضرب السد؟
تمتلك مصر تفوقاً كبيراً على إثيوبيا في مجال القوة الجوية، حيث تمتلك مصر طائرات قادرة على ضرب السد على بعد ١٥٠٠ متر أو أكثر.ما الذي تمتلكه أثيوبيا؟
وفقا لصحيفة عكاظ السعودية، لا تمتلك اثيوبيا سوى دفاعات جوية عتيقة 'عفا عليها الزمن' وفقا لوصف الصحيفة، بالإضافة إلى بطاريات صواريخ بيتشورا، ويصل مداها الأقصى إلى 34 كم، وأقصى ارتفاع 18 كم، بالإضافة لأنظمة Pantsir-S1 قصيرة المدى للدفاع الصاروخي-المدفعي المشترك، وهي فعالة ضد الذخائر الجوية.
ونظام بانتسير الروسي وهو نظام أثبت عدم كفاءة في مواجهة الطائرات المسيرة التركية في ليبيا وأذربيجان وسوريا.
صحيفة السوداني
نقلت صحيفة السوداني عن مصادر، خلال الشهر الماضي، أن إثيوبيا نشرت منظومة الدفاع الروسية، بالقرب من موقع سد النهضة، وهذا ليس له أي قيمة مقارنة بما تمتلكه مصر والسودان من قوة رادعة.
هل المصالحة بين قطر وتركيا ومصر لها مدلول آخر؟
ولكن يجب ملاحظة أن نجاح الخبراء الأتراك في التغلب على منظومتي بانتسير وإس 300 نابع من عوامل عدة، منها أن الطائرات المسيرة يمكن المخاطرة بها عبر توجيهها لتدمير منظومات الدفاع الجوي دون قلق من فقدان بعضها لأنها رخيصة ولا تؤدي إلى خسائر بشرية، وهذا ما يمكن أن تستخدمه مصر والسودان في البداية لتعطيل المنظومة الدفاعية لإثيوبيا ومن ثم ضرب السد في حالة فشلت جميع المحاولات السلمية والتفاوضية.
وبالتالي فإن مصر لا تخطو خطوات غير مدروسة ففي الوقت الذي هاجم فيها البعض مصر بسبب المصالحة مع قطر وتركيا الذين اتهموا بتمويل الإرهاب في وقت سابق، فرضا مصر شروطها مما أدى إلى طرد الإخوان من تركيا وتسليم بعضهم، ووفقا لمصادر سودانية فإن الأمر قد يكون أعمق من ذلك، حيث أن تركيا لديهم منظومة تشويش متطورة محلية الصنع من طراز كورال، إضافة إلى خبراتهم المكتسبة من العمل مع الناتو الذي يتدرب على التعامل مع مثل هذه الأنظمة الروسية.
ولكن يمكن القول إنه قبل سنوات كانت عملية قصف مصر لسد النهضة شبه مستحيلة، ولكن تدريجياً زادت القاهرة من قدراتها على هذا العمل، خصوصاً باقتناء طائرات فرنسية وروسية.
كما أن واشنطن سمحت للقاهرة بالحصول على صواريخ كروز مداها 300 كم تحمل على الرافال بعدما كانت تمنعها عن مصر، إضافة إلى أن الدخول التدريجي لطائرات سوخوي 35 يوفر لمصر خياراً إضافياً بجانب الرافال (أو يمكنها أن توفر الحماية الجوية للرافال).
صحيفة السودان اليوم
لكن هل يمكن لإثيوبيا أن تفجر في المقابل السد العالي؟
ليس هناك تقارير موثقة تفيد بامتلاك إثيوبيا صواريخ باليستية مثل صواريخ سكود قادرة على ضرب سد النهضة، علماً بأن هناك اتفاقات دولية تمنع تصديرها، ولكن يمكن الحصول عليها من السوق السوداء من دولة مثل كوريا الشمالية وهي الدولة التي حصلت منها مصر على الأرجح على عدد من صواريخ سكود.
ورغم ذلك، فإن التشدد في منع تجارة هذه الصواريخ قد استحكم مؤخراً، خاصة مع إحكام أمريكا وحلفائها الآسيويين الحصار على كوريا الشمالية.
كما أن القاهرة تمتلك صواريخ إس 300 الروسية التي ستكون غالباً أكثر فاعلية في التصدي للصواريخ الباليسيتية التي يمكن لأديس أبابا الحصول عليها من قدرتها على التصدي لصواريخ كروز من طراز ستورم شادو التي تقارب سرعتها سرعة الصوت التي تمتلكها مصر.
واختتمت صحيفة عكاظ التي نقلت جزء من تقريرها على لسان مصادر سودانية وصحف سودانية، بأن اثيوبيا خاسرة في تلك الحرب دون مكسب واحد، وستنهار أحلامها الاقتصادية في توليد الكهرباء وغيرها إذا لم ترضخ لمفاوضات حقيقية.