داخل أحد أزقة الشوراع تجد محل بسيط يقف أمامه المئات من المواطنين فيثير انتباه المارة إليه؛ إذ يدفعك الأمر لمعرفة دوافع تجمع الأهالي عليه، لا سيما أنه يحمل العديد من مظاهر البهجة الرمضانية.
واقتربت عدسة 'أهل مصر' من هذا المحال الذي يقوم بإعداد 'الحباش'، والذي تشتهر به مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة.
وفي البداية، قال أحمد الجمال مالك المحل، إنه ورث تلك المهنة عن والده، حيث يعملون بها منذ عام 1940.
وأضاف أن يشتهرون بوجبة الحباش ويتوافد إليهم المواطنون من شتى محافظات الجمهورية، مشيرا إلى أنه كان يطلق عليه قديما اسم 'حبوش' ثم 'محبش' وأخيرًا 'حباش'.
وأشار الجمل إلى أن الحباش يتكون من مجموعة من التوابل، البهارات، الملح، الطماطم المبشورة، جوز الطيب، طحينة حمراء، شبت، الليمون، وزيت حار، خل، ويتم أكلها بجانب كافة أنواع الأكل.
وتابع الابن محمد الجمل الذي فضل أن يرث تلك المهنة عن والده، معتبرا إياها ميراثه الحقيقي الذي لا يستطع التخلي عنه، أن وجبة الحباش تقدم العديد من الفوائد للجسد لما تحمله من مكونات، مشيرا إلى أن الاسم جاء نسبة إلى 'التحبيشة من البهارات التي يتم وضعها في طبق'.
وأضاف أن تلك المكونات هي الكركم والذي يلعب دورا في تقوية الجهاز المناعي داخل الجسم، ويقلل من الكولسترول ومفيد للكبد ومضاد للالتهابات، والكولين الذي يدعم صحة القلب، والحمص الذي يحتوي على نسبة عالية من البروتين النباتي، والطماطم التي تحتوي على فيتامين ج.
وأكد أن أسعار تلك الوجبة زهيدة للغاية؛ وتبدأ من 2 جنيه ولا يتغير سعرها بزيارة أسعار مكوناته، ويبلغ سعر الكيلو منها 40 جنيها، مشيرا إلى أن لديهم خدمة توصيل لشتى محافظات الجمهورية، نظرا لزيادة الطلب عليه.
وأضاف أنه في شهر رمضان يزداد الإقبال عليه من الظهر حتى قبل أذان المغرب، حيث يستخدم على مائدة الإفطار بشكل مستمر، ويتابع أنهم أساس الحباش بمحافظة البحيرة، وهي الوجبة التي تنفرد بها المحافظة.