'طوبى لمن حفظ الكتاب بصدره فبدا وضيئا كالنجوم تألّقا، وتمثّل القرآن في أخلاقه وفعاله فيه الفؤاد تعلقا وتلاه في جنح الدجى متدبرا، والدمع من بين الجفون ترقرقا هذي صفات الحافظين كتابه حقًا، فكن بصفاتهم متخلقًا'، هكذا وُصف حفظة القرآن الكريم، الذين من بينهم 3 أشقاء في محافظة قنا حفظو كتاب الله كاملًا وشقيقتهم الرابعة في الصف الأول الإبتدائي وتحفظ في الجزء الثاني من القرآن لذا أطلق على أسرتهم ' الأسرة القرآنية' وكانت البداية من صلاة الفجر.
داخل منزل بسيط بقرية الخطارة، مركز نقادة، غرب محافظة قنا، نشأ وتربى الأشقاء الثلاثة 'أميمة وعبدالرحمن وعمر' الذين بدأو طفولتهم بحفظ 'القرآن الكريم' كاملًا، تميزوا بصوتهم الملائكي بين عائلتهم وجيرانهم، سلك معهم والدهم طريق البداية باصطحابهم منذ صغرهم لصلاة الفجر ثم يظل معهم حتى طلوع الشمس وهو يقرأ لهم القرآن ويحثهم على حفظه كان عمر كل منهم حينها لا يتخطى ال 4 أعوام، لكنهم اتخذو من القرآن سبيلا.
والتقت «أهل مصر» بالأشقاء الثلاثة، للتعرف على قصة كل منهم في حفظه للقرآن الكريم، وهم أطفال ومعرفة تأثير ذلك على دراستهم وسلوكياتهم في التعامل مع الآخرين.
الأخت الكبرى " أميمة"قالت أميمة محمد حرزالله، طالبة جامعية، مقيمة بمنزل أسرتها في قرية الخطارة، أنها اتجهت لحفظ القرآن الكريم من خلال نصائح والدها التي كان يقدمها لها في طفولتها، لذلك بدأت في حفظه على يد عدة شيوخ بقريتها وهي في سن الخامسة من عمرها وختمته في الصف السادس الابتدائي، لم تكتفي بهذا فقط بل استمرت في دراسة قواعد قراءة القرآن وأحكامه وطريقة الترتيل الصحيحة، حتى افتتحت الآن كُتاب لفتيات قريتها لتحفظهن القرآن الكريم.
وأضافت أميمة أنه حفظها للقرآن الكريم أفادها في دراستها فكانت من الأوائل في مدرستها حتى التحاقها بالجامعة، إضافة أن دراستها وفهما للآيات القرآنية غير من سلوكياتها للأفضل وجعلها أكثر هدوءً وحكمة وثقافة تفيد بها غيرها وأولهم أشقائها وأفراد عائلتها وجيرانها وزملائها في الجامعة.
عبد الرحمن
وفي الصف الأول الثانوي، والشقيق الأصغر لأميمة لم تختلف بدايته عنها وذلك بفضل والدهم في دعمهم لحفظ القرآن الكريم، وأثناء اللقاء معه قال عبدالرحمن، أنه بدأ حفظ كتاب الله وهو في الصف الأول الإبتدائي بجمعية الرواد مع شيوخ مختلفين ولم يستمرو معه طويلا لسفرهم خارج البلاد، مما اضطره للذهاب لشيوخ آخرين وهو في الصف الخامس الإبتدائي، واستمر يحفظ معهم حتى ختمه وهو في الصف الثاني الإعدادي.
وذكر عبدالرحمن أن الفضل في حفظه للقرآن الكريم يرجع لأسرته، التي وفرت له المناخ المناسب لمتابعة الحفظ ومتابعة دراسته بالأزهر والذي كان دائمًا الأول على مدرسته طوال المرحلة الإبتدائية، ومن المستويات الجيدة في الإعدادية، حيث كان يخصص وقت حفظ القرآن ومراجعته من بعظ صلاة الفجر حتى الظهر، ومن بعد آذان العصر يتابع دروسته وواجباته في المدرسة، موضحًا أن حلمه الإلتحاق بكلية الدراسات الإسلامية وأن يكون داعية مشهور.
'عمر'
ختم القرآن الكريم منذ أيام، ما زال يدرس في الصف الأول الإعدادي، والشقيق الأصغر لأميمة وعبدالرحمن، والذي اشتهر بصوته الملائكي في قراءة القرآن الكريم، فبدأ مثل إخوته على يد أسرته في حثه على الحفظ فبدأ في الصف الأول الإبتدائي على يد مختلف الشيوخ لكنه تركهم بعد فترة واستكمل وختم القرآن على شقيقته ' أميمة' التي بدأت تراجع له منذ البداية وتصحح له كافة أخطائه.
وأضاف عمر أنه بدأ القرآن الكريم بحفظ بعض من الآيات، ثم نصف صفحة ثم صفحة كاملة واستمر هكذا حتى وصل أن يحفظ 3 صفحات يوميًا حتى ختمه على يد شقيقته داخل منزله، موضحًا أن القرآن ساعده في دراسته وجعله يهتم أكثر بالمذاكرة فظل يحافظ على حصوله بالمركز الأول على مدرسته طوال فترة دراسته حتى وصوله للمرحلة الإعدادية، كما أنه غير من سلوكياته للأفضل فكان شديد العصبية في طفولته وتغير ذلك بعد حفظه للقرآن الكريم.
وأشار صاحب الصوت الملائكي، إلى أنه يراجع دائمًا في القرآن الكريم لا ينقطع وفي شهر رمضان يجمع والدهم أسرتهم بالكامل سنويًا من بعد صلاة العصر لقراءة القرآن ويختمونه خلال الشهر، لكنه برفقة شقيقه عبدالرحمن يختمونه في رمضان ختمتين الأولى أول 20 يوما والثانية في العشرة الأواخر، لافتا أن حلمه منذ الطفولة يكون مثل الشيخ 'ذاكر عبد الكريم نايك' الداعية الإسلامي الهندي.