اعلان

مقتل رئيس تشاد.. ما تأثيره على بعض الدول؟.. وماهي الإجراءات التي اتخذها الجيش؟

إدريس ديبي
إدريس ديبي
كتب : سها صلاح

شهدت تشاد منذ الإعلان عن مقتل الرئيس إدريس ديبي، متأثرا بإصابته خلال معارك، تطورات سياسية كبيرة حيث أعلن الجيش بعض الإجراءات العاجلة للسيطرة على زمام الأمور، ومنها حل الحكومة والبرلمان وتشكيل مجلس عسكري انتقالي وإغلاق الحدود البرية، كما تعهد بالإشراف على انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة، وتم تعيين نجل رئيس تشاد رئيساً للمجلس الانتقالي لحين إجراء انتخابات.

وحسب تقرير لوكالة 'أسوشيتد برس' الأمريكية، لا يمكن على الفور تأكيد ظروف وفاة ديبي، لكونه لم يُعرف بعد سبب زيارته منطقة المعارك، وما إذا كان يقاتل بنفسه في الاشتباكات الجارية مع المتمردين المعارضين لحكمه، أم كان في زيارة للقوات المشاركة واستهدف هناك.

ماذا حدث لرئيس تشاد؟

كانت القوات التشادية الموالية لديبي أعلنت الاثنين مقتل أكثر من 300 متمرد قادوا هجوماً قبل 8 أيام في البلاد، إضافة إلى مقتل 5 جنود في القتال، وأكدت حكومة إدريس ديبي أن الوضع تحت السيطرة،وفي سلسلة جبال تيبستي على الحدود مع ليبيا، يخوض المتمردون باستمرار مواجهات مع الجيش التشادي. وقد وقفت عمليات قصف فرنسية بطلب من إنجامينا في فبراير2019 تقدم المتمردين الذين جاؤوا من ليبيا لمحاولة الإطاحة بالرئيس ديبي.

وفي فبراير 2008 تمكن المتمردون في هجوم من الوصول فعلياً إلى أبواب القصر الرئاسي قبل صدهم بفضل الدعم الفرنسي.

مقتل رئيس تشاد يثير قلق العديد من الدول بسبب الإرهاب

السعودية

قالت وزارة الخارجية السعودية إنها تتابع 'ببالغ القلق والاهتمام تطورات الأحداث في جمهورية تشاد'.

وأعربت الوزارة عن 'خالص العزاء والمواساة لشعب تشاد في وفاة الرئيس إدريس ديبي إيتنو'، وأكدت 'أهمية التهدئة وعدم التصعيد'، وعبرت عن تطلعها أن 'يتوصل الأشقاء في تشاد إلى حل بالطرق السلمية عبر الحوار؛ بما يحفظ أمن تشاد واستقرارها ووحدتها، ويجنب شعبها الشقيق كل سوء ومكروه'.

وقال التليفزيون التشادي صباح الثلاثاء إن الرئيس ديبي قتل في معارك الجيش التشادي مع المتمردين القادمين من ليبيا في شمال الأراضي التشادية.

ومع مقتل ديبي الذي حكم تشاد بيد من حديد، وتغلب على محاولات عدة لإسقاطه، يكون الغرب، وتحديداً فرنسا، فقد حليفاً قوياً كان يعتد به في محاربة التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل، إلا أن ديبي يترك وراءه فراغاً ومخاوف ومشكلات اقتصادية واجتماعية وتنموية. وتدل الأرقام المتوافرة على أن تشاد تحتل الموقع 187 على لائحة البلدان الأقل تطوراً من أصل 189 بلداً.

فرنسا

اعتمد 'ديبي' في إمداد سلطته بفرنسا بعد الجيش على عائدات النفط التي يشتري بها الدعم والحماية التي توفرها له باريس، وهو ما جعل فرنسا تتدخل لحمايته في أكثر من مناسبة على مدار أكثر من 30 عاماً.

السبب الفرنسي خلف كل هذا الدعم أن تشاد تحتل موقعاً استراتيجياً ومركزياً للمصالح الفرنسية، وتحاول فرنسا أن تدفع تشاد إلى أن تصمد في وجه التمدد الليبي، كما أنها تتدخل في حرب دارفور من الغرب، بالإضافة إلى أن تشاد مؤهلة للعب دور عملي لاحتواء مسلحي تنظيم 'بوكو حرام' الإرهابي شرق نهر النيجر، وشمال الكاميرون، وفي نيجيريا، وفي النهاية حاول ديبي طوال سنوات أن يُظهِر فائدته في الحرب الفرنسية بمنطقة الساحل الاستراتيجية لفرنسا.

وعقب وفاة 'ديبي' أعلن قصر الاليزيه في بيان أن فرنسا 'فقدت صديقا شجاعا'، مشددا على أهمية 'الانتقال السلمي' و'التزامها الراسخ باستقرار تشاد ووحدة وسلامة أراضيها'.

ليبيا

عقب مقتل ديبي، أعلن الجيش التشادي عن سلسلة من الإجراءات، تضمنت إغلاق الحدود البرية للبلاد، كما أعلن عن اعتزامه إجراء انتخابات رئاسية 'شفافة'، إضافة إلى تشكيل مجلس عسكري انتقالي بقيادة نجل الزعيم التشادي الراحل لإدارة شؤون البلاد حتى إجراء الانتخابات.

تضع تلك التطورات المشهد الليبي أمام تداعيات سلبية بالإشارة إلى الارتباط الواسع بين البلدين، وتأثير الوضع في ليبيا على الأزمة في تشاد في الفترات الأخيرة، وكذلك تأثير التطورات التي تشهدها تشاد على ليبيا.

تأثير الوضع في ليبيا يتجاوز التأثيرات العادية كبؤرة للتوتر، أو نقل المقاتلين، أو معبر أو ممر للهجرة؛ ذلك أن التأثير أصبح يمثل قلقاً كبيراً لكامل المنطقة، بالإضافة إلى ما سيحدث في تشاد، رغم إعلان الجيش السيطرة على العاصمة والعديد من المواقع التي كان يستحوذ عليها المقاتلون، لكن وجود هؤلاء المقاتلين،سيؤثر على استقرار ليبيا بعد محاولات احياءها.

مصر

قال الكاتب الصحفي احمد المسلماني أن اغتيال رئيس تشاد خطر جديد علي الأمن القومي المصري، حيث أن المسافة بين حدود مصر وحدود تشاد أقل من المسافة بين القاهرة وسوهاج ، وتعاني تشاد من تنظيمات إرهابية خطيرة يمتد نشاطها عبر مساحة كبيرة في دول الساحل والصحراء .

واضاف المسلماني في تغريدة له أنه من أن غياب رئيس قوي مثل إدريس ديبي يدعو للقلق، وإذا ما كانت هناك أيدي دولية في الاغتيال فهذا يضاعف القلق، ولا يمكن استبعاد احتمال أن تكون حركات متطرفة ليبية قد تحالفت مع حركات تشادية بتوجيه خارجي ، ليتم تغيير كبير في المنطقة.

السودان

قالت صحيفة السودان اليوم إن مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي سيكون له انعكاسات مباشرة على السودان خاصة وأن الجيش التشادي كان يلعب دورا بارزا في محاصرة الانفلات الأمني في المنطقة الغربية للسودان، إلا أنه في حالة حدوث اضطراب أمني في تشاد ربما يمثل فرصة للحركات المسلحة في دارفور السودان لإحداث قلاقل.

وأوضحت الصحيفة أنه ربما ينعكس اضطراب الأحداث في تشاد بشكل إيجابي تجاه ليبيا حيث ستنشغل المعارضة التشادية الموجودة في الجنوب الليبي لمجابهة المجلس العسكري، وربما نشهد حالات كر وفر بين جيش تشاد والمعارضة المتمركزة بجنوب ليبيا.

وقتل الرئيس إدريس ديبي أمس الثلاثاء متأثرا بإصابته خلال المعارك التي قادها ضد المعارضة المسلحة، وذلك بعد ساعات على فوزه في الانتخابات بسادس ولاية له.

وأظهرت النتائج فوز الرئيس الراحل '68 عاما' بنسبة 79.3% من الأصوات خلال الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 11 أبريل الجاري، وسط مقاطعة كبيرة من المعارضة في تشاد بسبب امتداد حكم 'ديبي' لأكثر من ثلاثة عقود.

إجراءات عقب مقتل رئيس تشاد

قال الناطق عند إعلانه وفاة ديبي على التلفزيون الرسمي الثلاثاء إن الماريشال 'تولى قيادة العمليات خلال المعركة البطولية التي خاضها ضد جحافل الإرهاب القادمة من ليبيا'، موضحا أنه 'جرح خلال الاشتباكات وتوفي بعيد إادته إلى نجامينا'.

وأوضح الجيش أن المجلس العسكري الانتقالي 'برئاسة الجنرال محمد إدريس ديبي يضمن الاستقلال الوطني وسلامة الأراضي والوحدة الوطنية واحترام المعاهدات والاتفاقات الدولية ويؤمن انتقالا لمدة 18 شهرا'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً