اعلان

"البرقع أم الحجاب".. ما هو مستقبل النساء في دولة طالبان؟ (فيديو)

افغانستان اليوم واستيلاء حركة طالبان على مقاليد الحكم فى البلاد

طالبان 6.jpg
طالبان 6.jpg
كتب : سها صلاح

بعد احداث افغانستان الأخيرة ، لا تزال أسئلة كبيرة تثار بشأن مستقبل النساء في افغانستان، منذ أن سيطرت حركة طالبان المتطرفة على العاصمة كابل، وتتخوف المنظمات الدولية الحقوقية من عودة الحقبة المظلمة من عهد طالبان الأول، حين حكمت البلاد بين عامي 1996 و2001 وطبقت وجهة نظرها المتطرفة ، ما أدى إلى فقدان النساء لأبسط الحقوق الإنسانية العامة، مثل التعليم والعمل وحرية الحركة،وكانت طالبان في دولتها الأولى قد حظرت العمل على النساء ومنعت الفتيات من الالتحاق بالمدارس، وفُرض على النساء ارتداء الملابس التقليدية والالتزام بالبرقع، وعدم الخروج من المنزل والتنقل في الأماكن العامة من دون محرم ومرافق من الرجال.

مستقبل النساء في افغانستان

وتعرضت النساء اللواتي خالفن تعاليم طالبان خلال فترة حكمها الأول إلى ممارسات مذلة، وإلى الجلد والإيذاء على أيدي الشرطة الدينية، بما في ذلك رجم النساء اللائي اتهمن بالزنا.

وتتخوف على مستقبلهن، أعداد كبيرة من النساء الأفغانيات اللائي دخلن خلال العقدين الأخيرين الحياة العامة ومجال العمل في الإعلام والخدمات الطبية والتدريس، وفي الإدارات الحكومية العامة، بالاضافة الي ذلك مزاولة أعداد منهن لأعمال خاصة متنوعة،وكان عدد النساء الأفغانيات العاملات قد ارتفع في عام 2019 إلى 22 % مقارنة بعام 2001، وكانت النسبة حينها 15%.

وبالمقارنة بعهد حكم طالبان، لم تُسجل أي فتاة في افغانستان بالمدرسة الثانوية عام 1999، فيما كان عدد الفتيات في المدارس الابتدائية لا يتعدى 9000 تلميذة، في حين بلغ في عام 2003 عدد الملتحقات بالمدارس الابتدائية 2.4 مليون تلميذة، وارتفع لاحقا إلى 3.5 مليون تلميذة.

وعلى الرغم من التصريحات المطمئنة على حقوق المرأة التي صدرت عن بعض المتحدثين باسم طالبان بما في ذلك الإعلان أن الحركة تنوي دعوة النساء إلى المشاركة في أعمال الإدارة الجديدة التي ستشكلها، إلا أن شكوكا قوية تدور حول مستقبل مثل هذه الوعود.

بالمقابل، رصدت مؤشرات، زادت من مخاوف عودة الزمن إلى الوراء، وتراجع النساء عما تحقق لهن في العقدين الأخيرين من مكاسب، من ذلك أن طالبان ما أن سيطرت على العاصمة كابل حتى أزالت صور النساء من واجهات المحلات التجارية.

كما تقول تقارير إن حركة طالبان أمرت النساء بعدم مغادرة منازلهن إلا بمحرم، وأبلغن أنه لم يعد بإمكانهن العمل أو الالتحاق بالمؤسسات التعليمية أو التسوق، وارتداء الملابس التي تروق لهن، في حين تنفي أصوات من داخل طالبان مثل هذا الأمر.

ومن هذه الإشارات المقلقة على مستقبل النساء، ما تداول من أن موظفات تعملن في مصرفين، أحدهما في قندهار والثاني في هرات، تعرضن لمضايقة عناصر من طالبان، حيث أجبرن على العودة إلى منازلهن وأمرن بعدم العودة إلى عملهن.

هل ستغير حركة طالبان نظرتها تجاه النساء؟

وعلى الرغم من بعض التفاؤل في تصريحات حيال مستقبل افغانستان، إلا أن وجهة النظر المتشائمة المقابلة ترى أن طالبان ليست في وضع يفرض عليها تقديم تنازلات تمس قواعدها الفكرية الأساسية المتزمتة، ولا ينتظر حدوث أي تغير جوهري في سياسات وممارسات طالبان في المستقبل، وخاصة بالنسبة لطريقة التعامل مع النساء، إلا أن جميع الاحتمالات ممكنة. وقد يكون الزمن والأحداث والتطورات المتعاقبة في العقدين الأخيرين قد 'لينت' بشكل ما من أفكار الحركة ومن 'شدة' تطرفها، والأيام المقبلة ستكشف عن كل شيء.

وتعاني مجموعة من النساء الأفغانيات صغيرات السن من أن يتذكرن حكم طالبان 1996-2001 نفس الصدمة التي رواها أقاربهم بعد أن استعاد التنظيم السيطرة على أفغانستان ، مما دفع الآلاف إلى الفرار من البلاد.

وقال أحد الطلاب الجامعيين الذين تم إجلاؤهم إلى قطر 'سنعود إلى الظلام' ، ووصف مشاعر القلق والخوف ورفض مثل غيرهم الإدلاء بتفاصيل من شأنها التعرف عليهم أو تحديد عائلاتهم في الوطن لأسباب أمنية.

وقالت امرأة أخرى: 'إنها كل القصص التي كنا نسمعها من آبائنا وأجدادنا ، وفي ذلك الوقت كانت قصة ولكن الآن أصبح الكابوس حقيقة،عندما تولوا السلطة آخر مرة ، طبقت طالبان بصرامة تفسيرها المحافظ للغاية للإسلام السني الذي تضمن منع النساء من الذهاب إلى المدرسة أو العمل،يشك الكثيرون في تصريحات الجماعة المتشددة بأن حقوق المرأة ستكون محمية هذه المرة في إطار الإسلام'.

وقالت المرأة الثانية لرويترز بنسختها الانجليزية في مجمع سكني بالعاصمة الدوحة يضم من تم إجلاؤهم ومن بينهم جنسيات أخرى 'الجميع يعرف مدى قسوة ووحشية تلك الحقبة،وقالت إنها لا تعتقد أن هناك ما يكفي من المعلمات في أفغانستان لفصول الفصل بين الجنسين التي تصر طالبان عليها'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بالبدلة الحمراء.. تأييد حكم الإعدام على قاتل زوجته وتقديمها قربانًا للجن في الفيوم