على بعد حوالى 50 كيلو من مدينة بنها عاصمة محافظة القليوبية، تقع مدينة الخانكة، وفي منطقة شبه نائية على أطراف تلك المدينة تقع محطة إنتاج 'بيض المائده'، والمعروفه بـمشروع الـ 30 مليون بيضة، أحد مشروعات الأمن الغذائي.
ويحقق المشروع الإكتفاء الذاتي لـ 3 محافظات، وهم 'القاهرة، والقليوبية، والشرقية'، وتم إنشاء المشروع في شهر مايو 1981 وبدء التشغيل الفعلي بالمشروع، واستقبال أول دفعة 'كتاكيت'، في شهر يونيو 1983، وذلك فور الإنتهاء من أعمال التركيبات بوحدة التربية، والوحدة الأولى 'إنتاج'، أثناء الاستمرار في أعمال التركيبات بباقي وحدات الإنتاج بالمشروع، من بيض المائدة، ويساهم بشكل كبير في الحد من ارتفاع أسعار 'البيض'، لدي تجار الجمله، ويبلغ سعر طبق البيض الأبيض 40 جنيهًا، وسعر طبق البيض الأحمر 42 جنيهًا.
ويبلغ رأس مال المشروع 5 مليون و190 ألف و841 جنيها، عباره عن 3 مليون و395 ألف و868 جنيها مساهمه من المحافظة، ومليون و794 ألف و973 جنيها مساهمه من وزارة الزراعة، ويقع المشروع علي أرض ملك المحافظة ومخصصه لإقامة مشروعات الأمن الغذائي بقرار رقم 349 لسنة 1981، وتبلغ مساحة المشروع 39 فدان و22 قيراط و21 سهم، بما يعادل 167803,12 متر مربع، وتبلغ مساحة الأرض الغير مزروعه 15 فدان و12 قيراط من إجمالي المساحة الكلية.
كما تم تخصيص مساحة 8 قيراط و7 أسهم للمنطقة الصناعية لإقامة المبني الخاص بالخزان لمنطقة الشروق الصناعية بقرار رقم 1193 بتاريخ 5 ديسمبر 2001، بما يعادل 1401,28 متر مربع، وتخصيص مساحة 5 أفدنه و12 قيراط لعمل محطة تنقية لمياه الشرب لتغذية منطقة الشروق الصناعية بقرار رقم 712 بتاريخ 20 ديسمبر 2009، بما يعادل 11500 متر مربع، لتصبح صافي المساحة الفعلية للمشروع 154901.72 متر مربع .
يقول عصام عازر مدير المشروع، بأن المشروع ملكا للمحافظة، وممول بالكامل من الموازنه العامه للدوله، بإستثناء المعدات الوارده في بداية المشروع وقد مولتها وزارة الزراعه، لافتا بأن إعتمادات العام المالي للمشروع مدرجه سنويا بالباب الأول والثاني 'مصروفات'، والباب الثاني 'موارد'، ضمن إعتمادات ديوان عام المحافظة.
وأوضح أن المشروع بالنسبة لمشترياته ومبيعاته يخضع لقانون المناقصات والمزايدات، وبالنسبة لمعاملاته المالية يخضع للوائح والتعليمات المالية والحكومية المنظمه للصرف، ويدار بمعرفة مجلس الإدارة المعين من قبل المحافظة لمشروعات الأمن الغذائي.
وأضاف، بأن القيمة التقديرية للمشروع تبلغ 25 مليون و621 ألف و263 جنيها، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع 30 مليون بيضة سنويا، مشيرا بأن المشروع يضم وحدة التربية وهي مكونه من 2 عنبر، ومعده لإستقبال 25 ألف كتكوت عمر يوم واحد، بحيث تستغرق مدة التربية من أسبوع واحد حتي 19 أسبوع، لافتا بأن عنابر التربية مجهزه بأقفاص عددها 3840 قفص وسعة القفص الواحد من 6 إلي 7 كتاكيت، والعنبر مجهز بنظام للتغذية والشرب والتهوية والتبريد والتدفئه أوتوماتيكيا، وملحق بعنبر الإستقبال صومعه لتخزين العلف تبلغ سعتها 8 طن.
كما يضم المشروع وحدات للإنتاج تحتوي علي 6 عنابر وتبلغ مساحة العنبر الواحد 1036 متر ومعده لإستقبال 22 ألف و500 طائر في بداية الإنتاج يبدأ من عمر 119 يوم ولمدة 63 أسبوع تالية، كما يحتوي المشروع أيضا علي وحدات التصنيع وتضم 2 مصنع لإنتاج الأعلاف بطاقة 5 آلاف طن، موضحا بأن مكونات المشروع أيضا تشمل المخازن ومخزن المهمات ومخزن خامات الإنتاج وعدد 3 ثلاجات لحفظ البيض المنتج ملحقة بالعنابر، ويعمل بالمشروع 53 عامل وموظف منهم 49 بالتعاقد، و4 أخرين تم إنتدابهم من الإدارات الزراعية والبيطرية ومجلس المدينة.
وأوضح مدير المشروع، بأن مشروع الـ 30 مليون بيضة حقق منذ بداية الإنتاج عام 1984 حتي 30 يونيو 2016 صافي فائض للموازنه العامه مبلغ 8 مليون و114 ألف و255 جنيها، قائلا: 'لم نذق طعم الخسارة منذ 6 سنوات ماضية'، مشيرا بأن تحرير سعر الصرف أثر بشكل كبير علي المشروع، لافتا بأنه كان يشتري طن الذرة قبل تحرير سعر الصرف بمبلغ 1880 جنية، وبعد تعويم الجنية أصبح طن الذره بمبلغ 3800 جنية وهو ما أثر بشكل كبير علي ميزانية المشروع التي أصبحت لا تغطي إحتياجات المشروع من الخامات فقط، مشيرا بأن المشروع قبل تعويم الجنية كان يحقق أرباحا سنويا تتراوح ما بين مليون إلي 3,5 مليون جنيه.
وأضاف مدير المشروع أن المشروع خرج من العام المالي 2017 - 2018 مدين بمصاريف مستحقه للموردين الذين يقومون بتوريد الخامات الرئيسية للمشروع كالذره والصويا والمركزات والأدوية والأمصال واللقاحات بمبلغ 6 مليون و557 ألف و277 جنيها، مضيفا بأن وزارة المالية قامت بصرف مبلغ 5 مليون جنية لسداد المصاريف المستحقه للموردين عن العام المالي المنصرف، علي أن يتم سداد المبلغ من الموارد الذاتية للمشروع قبل نهاية العام المالي 2018 - 2019 .
وأشار، إلى أنه كل عام نقوم بعمل موازنه تقديرية للمشروع تتراوح ما بين 25 إلي 28 مليون جنية شامله الأجور والمرتبات ومصاريف المشروع من شراء الخامات كالأدوية واللقاحات والمركزات والذره والصويا وأيضا شراء 'الكتاكيت'، ويتم إرسال الموازنه للمحافظة، والمديرية المالية، والجهاز المركزي للمحاسبات، لإدخالها في الموازنه العامه للدولة، موضحا بأن توريد خامات المشروع يتم من خلال ممارسة عامه يتم الإعلان عنها بالصحف القومية، ويتقدم إلينا الموردين لشراء كراسة الشروط والإطلاع علي المواصفات المطلوبه للخامات، وتوريد الأدوية واللقاحات والخامات لأقل سعر يتقدم به أحد الموردين، ويتم ذلك عن طريق لجنة مشكلة تتكون من مفوض من الدوله، ومندوب من وزارة الماليه، ومندوب من الشئون القانونية بالمحافظة، وأعضاء من المشروع، وذلك للتأكد وفحص الخامات الوارده للمشروع حرصا علي سلامة السلالة الإنتاجية.
ولفت إلى أن نسبة 'النافق'، بين الطيور خلال الشهر الواحد لا تتعدي الـ 1% بالنسبة للإنتاج، موضحا بأنه لو ذادت نسبة النافق عن الـ 1% يتدخل علي الفور القسم البيطري بالمشروع، لفحص المشكلة وعلاجها علي الفور، لافتا بأن توريد 'الكتاكيت'، يتم حسب إحتياجات المشروع التي نطلبها، موضحا بأن أخر سعر للكتكوت عمر يوم واحد هو من 7 إلى 9 جنيهات.
وعن المعوقات التي تواجه المشروع، قال أهمها عدم توفير أي إعتمادات 'باب ثالث'، لمواجهة عمليات الإحلال والتجديد بالمشروع، وعدم تعيين مهندسين وإداريين وعمال في الوقت الحالي، مشيرا بأن المشروع يحتاج إلي تعيين وعمل عقود عمل أو إنتداب موظفين من أي إدارة زراعية أو مجلس المدينة، حتي تستمر عجلة الإنتاج، موضحا بأن المشروع يعمل به 31 عامل يومية ويتقاضي العامل الواحد 50 جنيها.
من جانبه، قال اللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، أنه يتابع من خلال جولاته المستمرة بتفقد مشروع الـ 30 مليون بيضة بمدينة الخانكة، للاطمئنان على سير العمل بالمشروع ،حيث تفقد 2 عنبر تربية تبلغ طاقة العنبر الواحد 22.5 ألف طائر .
وأكد المحافظ أننا نسعى لإنشاء محطة إنتاج ألبان وصوب زراعية وأنشطة أخرى بالأرض التابعة للمشروع، مع وضع خطة لاستغلال الأراضي الخالية لعمل صوب زراعية وزراعة نخيل.
وقالت الدكتورة أمل العسيلي مدير عام الطب البيطري بالقليوبية، انه خلال الايام القليلة الماضية تم استلام دفعة من الكتاكيت بتكلفة حوالى 400 ألف جنيه وتم التجهيز لقطيع اخر بعد انتهاء دوره التربيه في شهر 7 الماضى نتج 20 مليون بيضه.
ووجه المحافظ بدفع عجلة الإنتاج مع رفع كفاءة عنابر الإنتاج والتربية.