بعد ظهور نتيجة الثانوية العام 2021، أصبح الطلاب في حالة تنافس شديد لحجز أماكن في كليات ومعاهد، يرون فيها ضمانا لمستقبلهم.
ويسعى الطلاب الحاصلين على مجاميع ضعيفة، للالتحاق بالجامعات والمعاهد الخاصة غير المعتمدة «بير السلم»، في محاولة للتشبث بأحلامهم، وملاحقة أقرانهم وزملائهم في الثانوية العامة.
متاجرة المعاهد غير المعتمدة بأحلام الشباب
ورغم وجود كليات ومعاهد خاصة معتمدة من قبل وزارة التعليم، إلا أن هناك أماكن آخرى غير معتمدة تتاجر بأحلام الطلاب وأولياء أمورهم وتحتال عليهم مستغلة أمنتيهم فى الالتحاق بالكلية أو المعهد بعد حصوله على مجموع منخفض بالثانوية، ويلجأون لأماكن غير معترف بها ويوهمون الطلاب أنها أماكن معتمدة لتشابه أسمائها مع أسماء كليات حكومية، ليتفاجأ الطلاب بعد تخرجهم من هذه الأماكن بعد سنوات بأن الشهادة التي حصلوا عليها غير معترف بها.
موسم كل عام لاستغلال الطلاب والاحتيال عليهم
فترة ينتظرها المتاجرين بأحلام الطلاب كل عام مع بدء مرحلة التنسيق، وينتشرون على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشوارع، وأمام أبواب الجامعات ليصطادوا فريستهم ويحتالون عليها بإقناع الطلاب، أن هذه الأماكن من المعاهد والكليات الخاصة معتمدة، والتي يكون بعضها بمبالغ مكلفة، والتي يقع البعض ضحية لهم نتيجة عدم التأني والتأكد من مدى مصداقية هذه الإعلانات التى يتم ترويجها.
يقول أحمد شاكر، أحد الطلاب الملتحقين بالجامعة هذا العام، إن الاستغلال الذى يحدث من قبل الكليات والمعاهد الخاصة للطلاب وأولياء أمورهم أمر سيئ للغاية، ولفت: 'أعتقد أن هذا العام سيكون هناك استغلال لهم، بسبب ضعف مجموع الطلاب هذا العام، وأن الطلاب سيضطرون لدخول كلية خاصة لرغبتهم في الالتحاق بكلية جيدة'.
وتابع: 'رأيت كثير من الدعاية والإعلانات لكليات ومعاهد خاصة على الإنترنت لكنهم لا يعلنون عن الأسعار، ومن يرغب في معرفتها عليه التواصل معهم، وأرى أن الطالب وولي أمره عليهم أن يسألوا عن هذه الأماكن والتوجه لمقرها وسؤال المسئولين به، إضافة إلى التواصل مع طلاب تخرجوا من هذا المكان لمعرفة حقيقته'.
ويضيف أن 'الإعلانات دائما ما يكون هدفها الأساسي التشويق لذلك على الطلاب وأولياء أمورهم ألا ينخدعوا بها'، متابعا: 'أعتقد أن معظم الدعايا للمعاهد والكليات الخاصة المنتشرة غير صحيحة، ومن يحتال على الطلاب سيذوق من نفس الكأس يوما ما'.
مصروفات الجامعات الخاصة مبالغ فيها
وأوضح أحد أولياء الأمور بكفر الشيخ لـ'أهل مصر'، أن مصروفات الجامعات الخاصة مبالغ فيها، وهناك استغلال للأهالي خاصة في ظل انخفاض مجموع الطلاب هذا العام، حيث إن الطلاب كانوا ينتظرون الحصول على مجموع عالٍ بـالثانوية العامة ولكن لم يحدث ذلك، وهنا تجد الجامعات والمعاهد الخاصة فرصتها لاستغلال الطلاب.
وتابع: 'رأيت الكثير من الإعلانات لمعاهد وكليات خاصة على الإنترنت، وأرى أن مصروفاتها مبالغ فيها، وأحيانا يلتحق الطلاب بمعاهد أو كليات غير معتمدة وغير معترف بها من قبل الوزراة، ويتخرجون ولا يعترف بنتيجتهم ويضيع مستقبلهم، لذلك لابد أن يلتحق الطلاب بكلية مقيدة لدى الوزارة، وأن يكون هناك تأن من قبلهم قبل الالتحاق بهذه الأماكن'.
وأوضح أنه على الطلاب وأولياء أمورهم أن يتأكدوا أولاً، وألا يتقدموا لمكان لمجرد سماعهم عنه من خلال الدعايا، فعليهم التأكد أولاً إذا كان المكان متعمد من قبل الوزارة أم لا، وهناك بعض الطلاب عندما يرون أن هناك معهد مصروفاته قليلة ينخدعون ويسرعون للتقديم به فيتعرضون للاحتيال.
وتوضح سلمى أحمد، إحدى الطالبات الملتحقات بالجامعة هذا العام، أن الطلاب عليهم أن يبحثوا جيدا عن كل ما يتعلق بهذه المعاهد والكليات الخاصة، قبل أن يلتحقوا بها ليتأكدوا من مدى مصداقيتها، والخطأ هنا هو خطأ الطلاب وأولياء الأمور الذي يصدقون مثل هذه الإعلانات دون التأكد قبلها، أما من يستغلون الطلاب وأولياء أمورهم ويحتالون عليهم فعقابهم عند الله.
مسؤول بجامعة كفر الشيخ: على الطلاب التأكد أولا من اعتماد المعاهد من الوزارة
في السياق ذاته، قالت الدكتورة أمانى شاكر، منسق عام التنسيق بـجامعة كفر الشيخ، إن الطلاب وأولياء الأمور عليهم ألا يستمعوا للأشخاص الذين يروجون لمعاهد وكليات خاصة أمام أبواب الجامعات، وأن يتأكدوا أولا ويبحثوا على موقع الوزارة ليعرفوا ما هي الكليات والمعاهد المعتمدة من قبل الوزارة، حتى لا تضيع أموالهم ومستقبل أبنائهم هباءً.
وأضافت 'شاكر' لـ'أهل مصر'، أنه على الطلاب وأولياء أمورهم أن يذهبوا لمقر المعهد أو الكلية الخاصة، ليتأكدوا بأنفسهم أنها معتمدة من الوزارة وذلك بالإضافة إلى البحث على موقع الوزارة لمعرفة حقيقة اعتمادها من عدمه، وعليهم ألا يكتفوا بمجرد حديث مندوب يقوم بعمل دعاية لتلك الأماكن أمام أبواب الجامعات.
ووجهت منسق عام التنسيق بجامعة كفر الشيخ، كلمة لمن يستغلون الطلاب ويحتالون عليهم من خلال الترويج لأماكن غير معتمدة، قائلة: 'اتقوا الله'.
واختتمت أن هناك كثير من الوسائل أمام الطلاب، للتأكد من الأماكن التي يتم الترويج لها، ومعرفة إذا كانت معتمدة من قبل الوزارة أم لا.