'لا أملك سوى الستر والصحة، والحمد لله هما سلاحى فى الحياة، ورغم ذلك استطعت بتعبي وعملى طوال سنوات من الشقاء أن أترك لأولادى الـ 6 وأحفادى شيئا يؤمّنهم من غدر الزمان'.. كلمات بدأ بها الحاج كمال محمد الجندي، ابن محافظة المنيا، صاحب الـ 74 عامًا، عامل نظافة باليومية بمحافظة بورسعيد، حكاية تفاصيل قصته لـ'أهل مصر'، وعشقه للمواويل وإنشاد المديح للرسول عليه السلام.
اشتغلت بالمعمار
يقول عم كمال: 'كنت عامل زراعة باليومية فى بلدى، واشتغلت بالمعمار حتى استطعت تزويج 4 من بناتي، وجئت من سمالوط إلى بورسعيد منذ 15 عاما، وكان عمرى وقتها 60 عاما، بحثا عن عمل يتناسب مع حالتي الصحية، فاشتغلت عامل نظافة باليومية، وبهذه المقشة التي أعتبرها شريكة حياتي زوّجت أبنائى الاثنين، وأسافر لأسرتي كل شهرين أو ثلاثة أشهر'.
وتابع: نعيش فى مكان بسيط نقتسم فيه لقمة العيش أنا وأصحابى الذين يطلقون عليّ 'الكسار' لوجود شبه بينى وبين الفنان على الكسار، وبعض الرحماء من أصحاب المطاعم يجبرون بخاطرنا ببعض السندوتشات.
واستكمل صاحب الـ74 عامًا حديثه: مع مرور الزمن فكرت فى تأمين مستقبل أولادى وخشيت عليهم من الحوجة، واستطعت أن أشترى ربع قيراط كتبته باسم بناتى الأربعة، وكتب منزلي باسم الولدين، وأشعر أنني أديت واجبى نحوهم.
مديح الرسول
وعن عشقه للمواويل أثناء عمله، يقول عم كمال: أعشق منذ صغرى غناء المواويل ومديح الرسول عليه الصلاة والسلام، وأعتبرها أنيسى فى وحدتى، وعندما أجوب شوارع بورسعيد مبكرا لتنظيفها تكون سعادتى كبيرة وأنا أغنى، وعشقى للرسول يجعلنى أشتاق لزيارة بيت الله الحرام، وأتمنى أن أؤدى فريضة الحج أو عمل عمرة.