على الرغم من العناء الذي يلقاه بعض أصحاب المهن الشاقة في شهر رمضان بسبب العمل في درجات حرارة عالية، أو مجهود بدني كبير يستغرق ساعات خلال أيام شهر رمضان منذ الصباح حتى بعد الإفطار، إلا أنهم يقاومون الجوع والعطش الشديد من أجل لقمة العيش، ومن تلك المهن في محافظة الإسكندرية مهنة تصنيع 'ماكينات الفلافل' في منطقة اللبان بوسط المدينة.
فمن جانبه قال هشام خميس محمد، أحد أقدم صانعي ماكينات الفلافل في الإسكندرية، إنه ورث تلك المهنة من والده الذي كان يعمل بها من الخمسينات وهي تعتمد علي العمل الشاق منذ أن أقوم بالحفر داخل قطعة صخر كبير على شكل بيضاوي من أعلى حتى التجويف أسفل الصخرة، وتستغرق هذه الأعمال من 4 أيام إلى أسبوع، وأيضًا أعمال اللحام للحديد المحيط بتجهيز الماكينة واستخدم اللحام والسنفرة بالصاروخ يوميًا.
وأضاف 'خميس' لـ'أهل مصر'، أنه يتمنى من الله أن يكون شهر رمضان طوال العام لأنه شهر الخير ويشفي في ذلك الشهر عدد كبير من المرضى، وشهر مغفرة ورحمة، مضيفًا أنه رغم العمل الشاق في مهنته والذي يبدؤه من الساعة العاشرة صباحًا حتى أذان المغرب وفي بعض الأوقات يستمر في العمل حتى بعد الإفطار، فإن ذلك يحدث دون إحساس بمعاناة الصيام ويقاوم من أجل لقمة العيش.
وأشار إلى أنه رغم التعب الذي يواجهه أثناء عمله في نهار رمضان ومقاومته للجوع والعطش الشديد، فإنه ينتظر رمضان كل عام ويفرح كثيرًا بقدومه، لأنه شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، وأن هذا الشهر به أرزاق كثيرة من الله، خاصة للعاملين في المهن الشاقة، لافتًا إلى أنه يطلب منه تجهيز ماكينات في شهر رمضان من عملائه.
وأوضح أنه يقوم بتصدير ماكينات الفلافل إلى عدد من الدول منها أمريكا وأستراليا والسعودية؛، موضحًا أن ماكينات الفلافل تستحمل العمل الشاق وتستمر لمدة سنوات دون أعمال.
وأضاف أن والده أجرى تعاون بين كلية الزراعة لاستبدال الصخر ووضع آليات أخرى من قبل شركة أمريكية، ولكن المشروع فشل لأن الصخر يوجد به عملية تبريد إليه ويتحمل العمل الشاق.