شهدت الصادرات الزراعية المصرية خلال الأعوام القليلة الماضية طفرة كبيرة غير مسبوقة وطلبًا متزايدًا من معظم الأسواق العالمية نظرًا لجودتها، وخاصة أسواق أوروبا وأمريكا وشرق آسيا، وذلك بعد تطوير منظومة الحجر الزراعي، وتطبيق أقصى معايير الجودة والصحة النباتية، وفتح أكثر من 80 سوقًا تصديريًا جديدة أمام الصادرات الزراعية المصرية.
وخلال اليومين الماضيين، أعلن السيد القصير وزير الزراعة فتح أسواق الفلبين وأوزبكستان أمام صادرات مصر من الموالح والبصل لأول مرة.
أحمد العطار: الانتهاء من إجراءات فتح سوق الفلبين أمام صادرات الموالح المصرية
وقال أحمد العطار رئيس الحجر الزراعي المصري، في تقريره لوزير الزراعة أنه تم الانتهاء من إجراءات فتح سوق الفلبين أمام صادرات الموالح المصرية، ويمكن البدء في تصدير الموالح اعتبارا من اليوم 15 يونيو.
ويجعلنا ذلك نتساءل ما الذي يُعيق مصر في فتح أسواق زراعية كثيرة في جميع أنحاء العالم لتوفير موارد مالية وإتاحة العملة الصعبة؟
خبير اقتصادي: أول أمر نحتاجه لزيادة الصادرات هو التسويق
قال السيد خضر، الخبير الاقتصادي، أن أول أمر تحتاجه مصر لزيادة المحاصيل الزراعية وفتح أسواق بالخارج هو التسويق الجيد للمنتجات الزراعية المصرية، مشيرًا إلى أن مصر لديها منتجات زراعية جيدة مثل البصل، ولكن في عملية التسويق نفتقد الكثير، مشيرًا إلى أن مصر في الفترة الأخيرة لديها العديد من المشروعات في مجال الإنتاج الزراعي، وزيادة المصانع والمجمعات الغذائية.
وأكد 'خضر'، في تصريح خاص لـ'أهل مصر'، أن القيادة السياسية هي التي تبدأ وتسعى لفتح أسواق جديدة وتوسيع العلاقات الاقتصادية، مشيرًا إلى أنه خلال الفترة الأخيرة كانت هناك زيارات خارجية لموزبيق وأنجولا وزامبيا وجنوب أفريقيا، ليس لها مردود سياسي فقط، ولكن مردود اقتصادي وفتح العديد من الأسواق.
السيد خضر الخبير الاقتصادي
وأشار إلى أننا نفتقد دور الشركات، منوهًا إننا نحتاج لمرونة في التعامل والتسويق الجيد منها، مضيفًا أنه كان هناك العديد من الدول لاتعتمد على منتجاتنا الزراعية لكنه منذ 2020 مع بداية أزمة كورونا بدأت التوسع في الطلب على المنتجات الزراعية، وذلك يدل أن مصر لديها منتج زراعي قوي.
وأشار إلى أن المشروعات الزراعية التي تمت في الفترة الأخيرة جعلت وفرة كبيرة جدًا في السوق الداخلي، وبالتالي زيادة حجم الصادرات.
وأضاف أننا نحتاج أن يكون المنتج ذات مواصفات قياسية عالمية، بحيث يكون لديه القدرة التنافسية، لكي يستطيع مواجهة المنتجات العالمية.
وبسؤاله عن من المسؤول عن تحديد تلك التوجيهات، أكد قائلًا: في وزارات وهيئات وشركات، والإعلام على سواء المستوى الداخلي أو الخارجي يشيد بتلك المحاصيل'.
وتابع أن استخدام المستثمر أو المستورد كأداة تسويق، موضحًا: لو أنا صدرت منتج للسعودية، والمستورد بدأ يسوق أن المنتج المصري ده منتج كويس، فبالتالي هستخدمه كأداة تسويقية في جذب مستثمرين آخرين، فإذا ماهي الإ دائرة متكاملة نفتقد جزء كبير منها.
وأشار إلى أن الصين تنتج منتجات عالية الجودة ومتوسطة الجودة ورديئة الجودة، لكنها تسوق لكل منهم بنفس المستوى لأنها تستهدف جميع الشرائح ولكل المستويات في العالم، متابعًا: إحنا عايزين نبقى كده، عايزين استهداف لكل دول العالم'.
وأضاف أن مصر تُصدر لدول عديدة لكن يختلف تصديرها في تناسب الأسعار فالسعودية ليست كأمريكا أو موزبيق، فمستوى الدخل يختلف من دولة لأخرى، موضحًا: 'ممكن استفاد وأبيع لأوروبا بسعر عالي وفي أفريقيا بسعر أقل'.
وأكد أن الرئيس في جولته الأخيرة شدد على توسيع الآفاق الاستثمارية والقواعد في إفريقيا، لأنها من الدول الجاذبة للاستثمار، موضحًا: إحنا لو اشتغلنا كويس على إفريقيا بس هيكون عندنا حجم صادرات كويس جدًا'.
عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب: الفلاح يحتاج لزيادة إرشاد من الدولة
من جانبها قالت النائبة أميرة سعد، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، إنها تتمنى أن يكون لدى مصر فائض من القمح موضحة: «نفسي يبقى عندنا فائض من القمح بدل ما نستورد نصدر، ونصدر كل المحاصيل الزراعية'.
وأشارت في تصريح خاص لـ'أهل مصر'، أن إعلان وزارة الزراعة لفتح أسواق جديدة في أوزبكستان والفلبين هي بادرة خير لمصر وللتوسع في الزراعة.
النائبة أميرة سعد الحدادوتابعت عضو لجنة الزراعة، أن الفلاح إذا وجد دعم من الدولة، أو أن محصوله سيتم تسويقه بطريقة جيدة، سيكون حريص على عدم تبوير أرضه، ولا تأجيرها، وذلك من أجل المحصول الذي سيعود عليه بعائد ربحي.
وطالبت 'سعد'، من الدولة أن تكون حريصة على تسويق المحاصيل الزراعية، مشيرة إلى أنه من الممكن تصدير محاصيل لكن تحتاج إرشاد من الدولة للفلاح من حيث توقيت رش المبيدات من عدمها، وسيعمل ذلك على زيادة للرقعة الزراعية.
واختتمت حديثها قائلة: 'نفسي كل حبة رملة تبقى خضراء'.