تعالت صرخات مزارعو قرية 27 الصالحية التابعة لمركز الحسينية في محافظة الشرقية، يستغيثون بالمسؤولين؛ وذلك لمعاناتهم من أزمة نقص مياه الري الأمر الذي أدى إلى جفاف الأراضي الزراعية وتسبب ذلك في تلف المحاصيل ما كبَّدهم آلاف الجنيهات واضطروا لري الأراضي من المياه المالحة 'الصرف الصحي' المتشبعة بالأمراض والتي تهدد صحتهم حتى جفت هي الأخرى.
جفاف الترع
قال السيد قانع، أحد مزارعي القرية المتضررين، إنهم يعتمدون في قريتهم على ري الأراضي الزراعية من رافع مياه بحر البقر 1، والذي يتم تقسيمه من قبل المشرفين عليه على 7 أيام، ونصيب قريتهم في ضخ مياه الري يوم الجمعة من كل أسبوع، لافتًا إلى أنه منذ 3 أشهر يعاني من انقطاع مياه الري عن أرضه ما أدى إلى تلف محصولي القطن والأرز لديه وتعرض الأرض إلى الجفاف وحرق الأرز بسبب ارتفاع درجة الحرارة مع عدم وجود مياه.
أحد المزارعين المتضررين: المحصول أصبح عبارة عن شتلة
وأضاف: صرفت على زراعة محصول الأرز للأرض الزراعية والتي تبلغ مساحتها 3 أفدنة 15 ألف جنيه، واستمر في النمو لمدة قرابة 25 يومًا حتى توقف بسبب جفاف الأرض وأصبح عبارة عن شتلة، بالإضافة إلى تأثير انقطاع المياه على إنتاج محصولي القطن وعبَّاد الشمس وتعرضه لخسائر كبيرة، لافتًا إلى أن ريع أراضيهم يعتمدون عليه في تربية وتعليم أبنائهم ولا دخل لهم غيره.
تلف المحصول
مزارعو قرية 27 الصالحية بالشرقية: مهددين بخسائر لا حصر لها
وتابع أن حوالي نحو 700 فدان بقرية 27 الصالحية، يعانون منذ 3 أشهر من انقطاع مياه الري المتواصل ومهددون بخسائر لا حصر لها، مشيرًا إلى أنه برفقه عدد كبير من الفلاحين ترددوا مرارًا وتكرارًا على الجمعية الزراعية وتقدموا بشكاوي لكن دون جدوى، قائلًا: 'المهندسين في الجمعية كانوا بيقولولنا واحنا هنعمل لكم إيه يعني'، موضحًا أن السبب الأساسي وراء انقطاع مياه الري من رافع مياه بحر البقر1، يرجع إلى تهالكه حيث أن عمره يصل إلى 7 عقود.
حرق محصول الأرز
وأشار 'قانع'، إلى أن ما زاد الأمر تعقيدًا وأصبح عقبة في حياة جميع الأهالي الصغير منهم والكبير هو انقطاع مياه سحارة بحر البطيخ منذ 5 أشهر دون سبب معلوم لديهم، لافتًا إلى أنها كانت تضخ مياه نيلية يعتمدون عليها في الزراعة وري عطش المواشي وغيرها من الاستخدامات.
تلف المحصول
خسائر فادحة بسبب نقص مياه الري
من جانبه قال حامد علي البياض، أحد المزارعين المتضررين بالقرية، إن المزارعين بالقرية تكبدوا آلاف الجنيهات، لتجميعهم مبلغ 2000 جنيه من الأهالي يوم الجمعة من كل أسبوع لنقل الفلاحين بواسطة سيارات إلى الأماكن المتفرقة التي يتم ضخ المياه من خلالها بالترع لتسليك المخلفات التي تتسلل معها لمنعها من الوصول للأراضي.
وأوضح أنه 'يتم على فترات تجميع آلاف الجنيهات من المزارعين ودفع 300 جنيه عن كل فدان لتأجير حفار لحفر الترعة لضخ المياه بها لري أراضينا رغم أن بها نسبة عالية من الملوحة وتسببها في تلف المحصول إلا أننا نضطر من حين لآخر لحفرها حتى جفت هي الأخرى من المياه'، متسائلاً: 'ماذا نفعل الآن وكل الحلول أمامنا نفذت؟'.
وأكمل: نتحمل آلاف الجنيهات بسبب شراء مياه الشرب، إذ يقوم بشراء 16 جركن مياه للشرب، سعة الواحد 20 لتر وقيمة الواحد 5 جنيهات، من خلال سيارات المياه التي تمر كل 3 أيام علي المنازل ونستخدمها في الشرب وطهي الطعام وغيرها من الاستخدامات اليومية.
وطالب مزارعو قرية 27 الصالحية بسرعة النظر إلى شكواهم واستغاثاتهم وإيجاد حلولًا جذرية لها وإنقاذ زراعاتهم التي هددها انقطاع المياه عنها وتسبب في خسائر فادحة لهم.