تعالت صرخات المواطنين من مزارعى محصول الذرة الشامية في العديد من المحافظات بسبب انتشار الديدان، بعد فترة وجيزة لا تتجاوز شهرين من الانبات في الأرض، وهو الأمر الذي سيهدد المحصول هذا العام بشكل مباشر، وبالتالي يهدد الدقيق المستخدم في صناعة رغيف الخبز، حيث أنه يتم استخدام الذرة الشامية في صناعته وطحنه بواقع 20% من كل عبوة، وازدادت صرخات المزارعين خاصة في ظل حالة الغلاء التي عمت البلاد واثرت في أسعار البذور والتقاوي، وبالتالي الأسمدة، وما بين هذا وذاك باتت المشكلة راهنة، وأصبح الجميع في حيرة من أمرهم، حيث اتجه بعضهم إلى التضحية وقام بإعادة حراثة الأرض، بينما قام البعض الأخر بتغيير المحصول من خلال زرع محصول أخر، والتضحية بما أنفق خلال الشهرين الماضيين.
نباتات متهشمة بسبب الديدان
نقيب الفلاحين
قال 'حسين أبوصدام' أن الديدان ظاهرة خطيرة لابد من العمل على التخلص منها، حيث أنها لم تظهر في مصر إلا منذ وقت قريب، وأصل منشأها من دولة السودان، ومن ثم تسربت حتي وصلت إلي أسوان واستمرت لفترة قصيرة هناك ومن ثم انتشرت بشكل واسع في جميع أنحاء الجمهورية، وهو ما يشكل خطرا على المحاصيل الزراعية وعلى وجه الخصوص الذرة الشامية، التي يتم الاعتماد عليها كمحصول موسمى رئيسي في مصر.
وأضاف نقيب عام الفلاحين في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر' أن الديدان تنتشر بكثافة خلال فترة الليل، وهو الأمر الذي يتم الجهل به في الرش، نظرا لأن المزارع يقوم برش المبيدات في فترة النهار، ومن ثم الدودة تكون متواجدة في الليل، حيث تنتشر بسرعة وبواقع 3 كيلو في الساعة، مما يساعدها على التنقل بين القرى والمراكز والمحافظات بكل سهولة دون التمكن من التخلص منها وقت رش المبيدات.
وتابع 'أبوصدام' أن الدودة تبدأ من الجذر داخل النبات، حتى تصل إلي القلب، وهو المكان الذي يصعب وضع بعض المبيدات الزراعية به، حتى لا تتأكل النبته وتموت من الأساس، وطالب نقيب عام الفلاحين وزارة الزراعة بالعمل على حل هذه المشكلة، بسرعة شديدة من خلال توفير ألات الرش الليلي نظرا لصعوبة ذلك على المواطن، بالإضافة إلى توفير مبيدات زراعية أكثر فاعلية في التخلص من الحشرات، نظرا لأن معظم المبيدات تقليدية ومنذ عدة سنوات، وبالتالي لا تعمل بكفاءة في قتل الديدان المستحدثة في المحاصيل الزراعية.
زراعة النواب:
وعلق الدكتور 'مجدي عطا' على ظاهرة انتشار الديدان قائلا: أن الدولة تعمل جاهدة خلال الفترة المقبلة، على تعظيم دور الذرة الشاملة، حيث أن جلسات الحوار الوطني قد اشتملت على تقديم استراتيجيات من شأنها الاعتماد على الذرة الشامية بشكل كامل في الأعلاف، وذلك من شأنه أن يساعد في توفير الأعلاف المناسبة للماشية، دون الاعتماد على أي من المصادر الأخرى، وهو ما يتطلب توفير سلالات جديدة، تساعد على إنتاج كميات وفيرة.
وأضاف عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب في تصريحات خاصة لجريدة ' أهل مصر' أن الاستراتيجية الجديدة تتفق مع التوجه العالمي في الإقلال من استخدام المبيدات، واتباع الطرق الجديدة في مكافحة الحشرات التي تفتك بحياة النبات منذ فترة الانبات.، وعند سؤاله عن أسباب انتشار الحشرات والديدان في محصول الذرة هذا العام ؟ قال : أن هذا نتج عن غياب الدور الإرشادي لوزارة الزراعة، بالإضافة اللي عدم وجود حملات تعمل باستمرار والنزول على أرض الواقع لمعرفة المناطق المصابة والعمل على علاجها بسرعة، قبل انتشار العدوى، خاصة وأنها تعد حديثة نسبيا وليست قديمة الأساس كمثل بعض الحشرات القديمة.
الديدان داخل المحصول
مزارعي الذرة الشامية:
وقال 'عبد الغني الأمين ' أحد مزارعي محصول الذرة الشامية، أن هذا العام شهد طفرة في حجم الديدان داخل الأراضي الزراعية، وأصبحت المبيدات كالسماد إنما يتم وضعها لتغذية الديدان فحسب وليس لقتلها كالمعتاد، وما يغلب في هذا الشأن هو الرش لمرة أو مرتين لكن هذا العام تم التبدير والرش، لكن لا جديد يذكر ولا قديم يعاد فالحشرات لازالت تفتك بحياة النبات، وهو الأمر الذي دفع ببعض الفلاحين إلى اقتلاع النباتات من جذورها، وأضاف أننا نطالب وزارة الزراعة بوضع حد لما يحدث، وما يتكرر كل عام، وما دفعنا للمطالبة بذلك هو عدم مقدرتنا على مكافحة الديدان الفتاكة التي تصيب النبات مثل السرطان، وتبدأ في استنزافه حتى موته.
فيما قال' محمود سعيد ' صاحب مساحات مزروعة ذرة شامية، ' أن دودة الحشد خسرتني ما يقارب من 60 ألف جنيه في أقل من شهرين ' نظرا لارتفاع أسعار التقاوي حيث أن شيكارة التقاوي الصفراء يبلغ سعرها 2000 جنيه، بينما يبلغ سعر البيضاء نحو 1500 جنيه، وبعد تمام الزراعة خسر كل ما أنفق من أموال، مطالبا بضرورة العمل على وجود مبيد معتمد من قبل وزارة الزراعة بدلا من الأدوية المغشوشة والمجمهولة المصدر، والتي يتم شراؤها أيضا بمبالغ طائلة، و لا تعطى نتيجة في التخلص من مثل هذه الديدان، التي باتت قاطنة داخل النباتات ولا يمكن التخلص منها بأي طريقة أو وسيلة.