حذر مسؤول تنفيذي سابق لدى العديد من الشركات البارزة في الولايات المتحدة، من أن الاقتصاد الأمريكي ليس على المسار السريع نحو التعافي، حيث يلوح في الأفق ارتفاع التضخم، وبطء النمو، وتصاعد عمليات التسريح الجماعي للعمال، كتحديات خطيرة تنذر بانفجار الاقتصاد الأمريكي وانهياره.
وقال بوب نارديلي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة «هوم ديبوت»، ومجموعة «كرايسلر»، في تصريحات تليفزيونية: «الاقتصادي الأمريكي يواجه ارتفاعا بالغا في معدلات التضخم، وبطئا في النمو، جراء أزمات شح المواد الخام، والخلافات التي تضرب قطاعي النقل، والطاقة، بالإضافة إلى تسريح المزيد من العمال في الشركات التي تعاني من الآثار الاقتصادية المشار إليها».
3 تحديات خطيرة تهدد الاقتصاد الأمريكي بالانهيار
وأضاف نارديلي: «إذا نظرنا إلى قطاع الرقائق، فسنجد أنهم سرحوا ما يقرب من 40 ألف موظف، وهو ما يعني أننا نواجه تحولًا هائلاً في سياسات التوظيف».
وفي الأسبوعين الماضيين، أعلنت شركات، مثل: 'سيسكو'، و'سناب'، و'إستي لودر'، و'أمازون'، و'سيتي جروب'، و'يو بي إس'، تسريح موظفين مع المزيد من ترشيد الإنفاق وسط تقلبات حادة بالأسعار.
ارتفاع وتيرة تسريح العمال بالشركات الأمريكية
هبوط صعب
وتسارعت وتيرة تخفيض القوى العاملة، من قبل أرباب العمل في الولايات المتحدة، منذ بداية العام الحالي، حيث ذكر تقرير حديث صادر عن شركة الأعمال «تشالنجر وجاري آند كريسماس»، أن الشركات تخطط للتخلص من 82307 وظائف، خلال الربع الأول من العام، بزيادة نسبتها 136% عن الفترة ذاتها من العام الماضي، وهو ما يمثل ثاني أعلى إجمالي لتسريح العمال بالولايات المتحدة منذ عام 2009.
واستطرد نارديلي: «شركة فورد سرحت موظفين بسبب المركبات الكهربائية، كما سرحت جنرال موتورز العمال، بسبب برنامج الرحلات البحرية، ومؤخرًا، نرى شركة ستيلانتيس تسرح موظفيها، حتى تعود زيادة أجور السائقين، التي طالبت بها نقابة عمال السيارات، لذلك أعتقد أننا نشهد هبوطا صعبا».
و«هبوط صعب» مصطلح يستخدمه خبراء الاقتصاد، للإشارة إلى صعوبة العودة إلى الأوضاع الطبيعية، أو التي كانت سائدة قبل الأزمات.
بدورها ذكرت وزارة العمل الأمريكية، أن مؤشر أسعار المستهلك، وهو مقياس واسع لأسعار السلع اليومية بما فيها الوقود والبقالة والإيجار، ارتفع بنسبة 0.3% في يناير 2024، مقارنة بديسمبر 2023، وهو معدل ارتفاع كبير جدا بحسب الخبراء.
كما ارتفعت الأسعار بنسبة 3.1% عن الفترة ذاتها من العام الماضي، وهو ما جاء أيضًا أعلى من توقعات الاقتصاديين في مؤسسات المتخصصة، والتي قدرتها بـ2.9% فقط.
الشركات المتوسطة والصغيرة في قلب الإعصار
ويتوقع الخبراء أن يبقى مؤشر التضخم في اتجاه الصعود، مما يعني أن الضغط لا يزال مستمرًا على بنك الاحتياطي الفيدرالي، في مواصلة حملته لرفع أسعار الفائدة.
وأضاف نارديلي، الرئيس التنفيذي السابق لعدد من الشركات المهمة في أمريكا: «لقد رأينا فوائد مستحقة على الشركات بمليوني دولار، تنفجر إلى 14 مليون دولار، وهو ما يعني انهيار الشركات المتوسطة والصغيرة، وذلك كله جراء رفع سع
ر الفائدة، لاحتواء التضخم، وهو ما يعني أن هذه الشركات في قلب الإعصار»
وأتم نارديلي بتحذير واضح قال فيه: «أعتقد أن الأزمة في أمريكا مرتبطة بمحاولة شراء الأصوات الانتخابية، فالأمر كله يتعلق بإدارة خارجة عن السيطرة، ومنحازة إلى الإنفاق، على حساب اتباع سياسة مالية محافظة أو مستقبل مستدام، وهو ما يهدد العالم كله إذا انهار الاقتصاد الأمريكي».