تعصف الحرب الجارية منذ عام 2023 في دولة السودان، بكافة أركان الحياة هناك؛ وسط تدهور مروع للأوضاع الإنسانية هناك، حيث تتفاقم المآسي وسط تزايد في عدد النازحين إلى دول الجوار وعلى رأسها مصر، التي استقبلت عددا كبيرا منهم.
سبب الصراع في السودان
يرجع سبب الصراع الدائر حاليا في دولة السودان؛ وفق محللين إلى صراع إقليمي في المقام الأول بنيت أسسه على الانقسامات العرقية والدينية، الأمر الذي أسفر عن انتشار نار الصراع كالنار في الهشيم بالبلاد وتحت قيادة عبدالله حمدوك، كانت الجبهة المدنية في السودان تسعى إلى هز عرش السلطة العسكرية في البلاد عبر إثارة الصراع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بهدف استعادة السلطة.
القوى المدنية وعبد الله حمدوك
يعتبر عبدالله حمدوك، رمز من رموز السودان التي عرفت للجميع عقب الثورة السودانية الأخيرة التي أطاحت بعمر البشير، وهو كما يقول المحللون شخصية معروفة بتفانيها من أجل الديمقراطية والتغيير الإيجابي؛ وحتى قبل كونه رئيس الوزراء في السودان، كان له مسار دراسي وحياتي مميز في الولايات المتحدة الأمريكية، وفق ما قاله الإعلام الأمريكي.
وكان لعبد الله حمدوك ميول نحو الولايات المتحدة حيث وفرت له منحة دراسية تمكنه من إكمال دراسته العليا في إحدى الجامعات الأمريكية في مجال الاقتصاد، كما منح بعد ذلك منصب نائب الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا (UNECA)، في الفترة منذ نوفمبر 2011 إلى أكتوبر 2018 وفق مركز المستقبل للدراسات.
وخلال فترة دراسته في الولايات المتحدة، زاد تأثر حمدوك بقيم المجتمع الأمريكي وأصبحت جزء لا يتجزأ من عقيدته، حتى بعد خسارته السلطة دعت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً إلى عودة حمدوك إلى السلطة وأعربت عن دعمها له.
ووفقا لما ذكرته 'CNN' في ذلك الوقت، حول اجتماع دول الترويكا (الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج)، أنها اجتمعت مع رئيس مجلس السيادة وقائد القوات المسلحة السودانية عبدالفتاح البرهان، مؤكدة على ضرورة عودة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك لمنصبه.
خلال الفترة التي تلت خروجه من الحكومة، استضافت الإمارات عبدالله حمدوك في إطار اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف تمكين السودان من النجاة من الصراع الدائر؛ عبر شخصية تحظى بالقبول الدولي والإقليمي يجب أن يكون جزءًا من السلطة مستقبلا؛ حيث برز اسم عبدالله حمدوك كخيار أمثل، حيث يحظى بتأييد شعبي ودعم من القوى العالمية.
الدعم السريع يعيث فسادا بالسودان
وبث برنامج للسودان سلام الذي يبث عبر بي بي سي، تسجيلا صوتيا لسوداني من ولاية الفاشر شمال دارفور، يتحدث فيه عن ثلاث فتيات تم اقتيادهن من الخرطوم من قبل مرتزقة الدعم السريع إلى محلية دار السلام وهن مقيدات.
وبحسب التسجيل فإن سكان المنطقة حاولوا 'إقناع المسلحين بإطلاق سراح الفتيات، وعدم الخوض في الأعراض واستغلال الوضع الراهن لابتزاز العائلات'، غير أن المسلحين طلبوا فدية لإخلاء سبيل الفتيات، وتم التواصل مع أهاليهن وطلب (قرابة 35 ألف دولار) مقابل إطلاق سراحهن'، وبعد مفاوضات وشد وجذب استمر فترة من الزمن، تم إطلاق سراح الفتيات وإرسالهن عبر الباصات المتجهة إلى الخرطوم. ويضيف صاحب التسجيل، أنه مرّ من منطقة ودعة جنوب الفاشر، ورأى 'عدداً كبيراً من الفتيات المكبلات'، مشيراً إلى أن 'كل سكان ودعة كانوا شاهدين على ذلك'.
وقالت هيئة محامي دارفور، إنها تلقت بلاغات حول مزاعم وجود أسواق للرق، تُباع فيها النساء في منطقة الفاشر، موضحة أنها حاولت التحقق من صحة تلك البلاغات في محليات الفاشر وملّيط والمالحة، إلا أنها لم تتوصل إلى نتيجة تؤكد وجود هذه الأسواق بشكل قاطع.