في غياب أي معارضة فعلية، يدلي الناخبون الروس بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لثلاثة أيام تبدأ اليوم الجمعة، والتي من المتوقع أن تشهد فوز الرئيس فلاديمير بوتين بولاية جديدة.
ووسط ظروف استثنائية بالنسبة لروسيا عامة و'سيد الكرملين' فلاديمير بوتين خاصة، الذي تقاطعه العديد من الدول الغربية جراء الحرب التي شنها على أوكرانيا، بدأت صباح اليوم الجمعة الانتخابات الرئاسية التي تستمر، لأول مرة ثلاثة أيام، من أجل انتخاب رئيس للسنوات الست المقبلة.
فقد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في مناطق أقصى شرق روسيا، وتحديداً في أقصى شرق كامتشاتكا وتشوكوتكا بداية.
ضة، لماذا يعتبر هذا التصويت مهماً؟
لا شك أن بوتين البالغ من العمر 71 عاماً سيفوز بولاية خامسة، حيث لا يمثل أي من المنافسين الثلاثة الآخرين تحدياً حقيقياً.
مع ذلك، تعتبر تلك الانتخابات مهمة في عيون ملك الكرملين، إذ تشكل وسيلة لتعزيز شرعيته وتجديد صورته المفضلة كحامٍ للأمن والاستقرار.
خاصة أن تلك الصورة تأثرت عندما تحولت العملية العسكرية في أوكرانيا إلى صراع تسبب في سقوط مئات الآلاف من الضحايا، وقطع العلاقات مع الغرب، وفق ما أفادت صحيفة 'نيويورك تايمز' الأميركية'.
هل يواجه بوتين أي منافسين جديين؟
يواجه بوتين 3 مرشحين آخرين جميعهم أعضاء في مجلس الدوما، أي البرلمان الروسي المعتمد، ممن صوتوا لصالح العملية العسكرية في أوكرانيا، ولزيادة الرقابة.
وهم كل من نيكولاي خاريتونوف '75 عاماً' من الحزب الشيوعي، والذي قد تكبد بالفعل خسارة فادحة أمام بوتين عام 2004.
فضلاً عن ليونيد سلوتسكي '56 عاماً' من الحزب الديمقراطي الليبرالي، الموالي لبوتين، والذي أكد أنه لن يحشد الناخبين ضد الرئيس.
بالإضافة إلى فلاديسلاف أ. دافانكوف '40 عاماً'، من حزب الشعب الجديد، وهو ليبرالي اسمياً، دعا إلى 'السلام' في أوكرانيا، لكنه دعم بوتين بشكل أساسي.
في حين تم استبعاد 2 من المرشحين المعارضين للعملية العسكرية في أوكرانيا، وأثار السياسي بوريس ناديجدين، انزعاج إدارة بوتين عندما اصطف عشرات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء روسيا للتوقيع على الالتماسات المطلوبة لترشحه، فيما أبطل الكرملين ما يكفي من التوقيعات لمنعه.
هل يستطيع أن يبقى رئيساً مدى الحياة؟
وسط تلك الأسماء التي لا تشكل منافسة حقيقية، يطرح السؤال عما إذا كان بوتين يستطيع أن يبقى رئيساً مدى الحياة.
فمنذ توليه الرئاسة لأول مرة خلفاً للرئيس بوريس يلتسين عام 2000، أكد بوتين أن الدستور الروسي هو الذي سيحدد مدة ولايته، لكنه أمعن لاحقاً في إجراء التعديلات على الدستور.
أما في 2008، عندما أجبرته القوانين حول مدة الولاية الرئاسية على التنحي، فأصبح رئيساً للوزراء في عهد الرئيس ديمتري ميدفيديف، على الرغم من أنه ظل القوة الأساسية الحاكمة، قبل استعادته للمنصب الرئاسي في 2014.
وعندما سُئل سنة 2014 عما إذا كان سيبقى رئيساً إلى الأبد، أجاب: 'هذا ليس جيداً ويضر بالبلاد ولست بحاجة إليه أيضاً'.
غير أنه سرعان ما عاد وأضاف: 'سنرى كيف سيكون الوضع، لكن على أية حال، فإن مدة عملي مقيدة بالدستور'.
يشار إلى أنه تم تمديد الولايات الرئاسية إلى 6 سنوات قبل تصويت عام 2018، ثم في 2020 عدل الدستور مرة أخرى لتمديد فترة الولاية الرئاسية مرتين.
بالتالي أصبح يمكن لبوتين حالياً أن يحصل على فترتين رئاسيتين على الأقل أي حتى 2036، وإذا حصل هذا فعلاً يتخطى بوتين الرقم القياسي الذي حققه جوزيف ستالين بحكمه البلاد 29 عاماً.
متى ستعرف نتائج التصويت؟
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن الحصيلة في وقت ما مساء الأحد بتوقيت موسكو.