ما زالت تتكرر سيناريوهات وحوادث أوبر، بمحاولات اختطاف، واغتصاب، وسرقة، والتي أثارت الرعب بين المصريين، فقد تعدد الوقائع وكانت أبرزهم قضية فتاة الشروق حبيبة الشماع، التي أثارت الرأي العام؛ إثر وفاتها جراء الواقعة، وكان آخرها فتاة تنزف على الطريق وتقول إن سائق 'أوبر' قد حاول الاعتداء عليها.
وتواجه 'أوبر' العديد من البلاغات والشكاوى مؤخرا، بعد تكرار المخالفات التي يرتكبها سائقيها مع الركاب، وفيما يلي نرصد أبرز حوادث 'أوبر' الفترة الأخيرة.
قضية حبيبة الشماع
هزت قضية حبيبة الشماع، المعروفة إعلاميا بـ 'فتاة الشروق' الرأي العام، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي 'السوشيال ميديا' بعد وفاتها في 14 من مارس 2024، بسبب تدهور حالتها الصحية وتعرضها لنزيف في المخ وهبوط حاد في الدورة الدموية وفقا للتقارير الطبية الأولية.
وكانت قد قفزت من سيارة 'أوبر' كانت تستقلها على طريق السويس بسرعة 100 كيلومتر في الساعة بعد إغلاق السائق لجميع النوافذ ورش مادة عطرية داخل السيارة خوفا من محاولة خطفها.
فتاة الشروق ضحية سائق أوبر
أصدرت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، يوم 15 من أبريل 2024، حكما بسجن سائق شركة أوبر المتهم بمحاولة خطف حبيبة الشماع لمدة 15 سنة مع غرامة قدرها 50 ألف جنيه، وإلغاء رخصة القيادة.
كما تستعد نيابة الشؤون المالية لإحالة المتهم في قضية جديدة تتعلق بتزوير محررات رسمية للعمل في شركة أوبر إلى المحكمة الاقتصادية لتحديد جلسة محاكمته بشأن التهم الموجهة إليه.
وكانت قد ألقت وزارة الداخلية القبض على سائق الأوبر المتهم بواقعة حبيبة الشماع، وأخذت اعترافاته حال الواقعة، حيث قال السائق المتهم، إنه حال غلقه لنوافذ السيارة ورش معطر فوجئ بقفز الطالبة من السيارة، واستكمل السير ولم يتوقف خشية من تعرضه للإيذاء، كما أقر بمداومته على تعاطي الحشيش المخدر، وأخذ جرعة منه قبل الواقعة وأخرى عقب حدوثها، وقد أحالته إلى محكمة الجنايات المختصة، وقد ثبت الطب الشرعي تعاطيه للمخدرات عن طريق تحليلي الدم والبول.
وبسؤال الشاهد الأول الذي رأى الواقعة قال، إنه كان يحاول إسعاف المجنى عليها بعد أن ألقت بنفسها من السيارة، وقد ذكرت له أن السائق أراد خطفها وقالت نصًا: 'أوبر كان عايز يخطفني'، وأوصلها لمستشفى الشروق العام، ثم توجهت إلى عيادات مدينتي، وجرى نقلها للمركز الطبي العالمي، لأن حالتها تتطلب دخول العناية المركزة، نظرا إلى أنها كانت في حالة إغماء، ودخلت في غيبوبة.
وقال الممثل القانوني لـ'شركة أوبر' إن المتهم قد أُغلق حسابه عبر تطبيق الشركة لكثرة شكاوى مستخدمي التطبيق ضده، لكنه أنشأ حسابًا آخرًا عن طريق استخدام رقم قومي آخر استطاع من خلاله إعادة استخدام التطبيق.
وكانت قد وجهت دينا إسماعيل، والدة الفتاة حبيبة الشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، قائلة: أشكر الرئيس لتواصله الشخصي معنا وإعلانه تقديم كل المساعدات لبنتي'.
وأضافت خلال مداخلة تليفزيونية في برنامج التاسعة مع الإعلامي يوسف الحسيني: أطلب من الله عز وجل أن تعود حبيبة لصحتها من جديد، مضيفة: بشكر سيادة الرئيس السيسي اتصل بنفسه، وقدم كل المساعدات التي في الدنيا، وقال إن أي حاجة نحتاجها حتى لو تسافر بره تتعالج.
سائق أوبر يخطف فتاة لاغتصابها في منطقة مدينة نصر
أثارت حادثة جديدة استياء الرأي العام، حيث تعرضت فتاة لمحاولة خطف من قبل سائق يعمل في شركة أوبر، بعد أن رصدت أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي يتحدث عن تلك الحادثة المروعة، حيث كانت الفتاة في طريقها من القاهرة الجديدة إلى الشيخ زايد عندما حاول السائق خطفها واغتصابها على الفور، توجهت الفتاة إلى قسم شرطة مدينة نصر ثان وتقدمت بشكوى رسمية، وقد نشرت شقيقتها تفاصيل الحادثة على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن شقيقتها تعرضت لمحاولة خطف واغتصاب من قبل سائق 'أوبر' في منطقة التجمع في تاريخ 11 من مايو الحالي.
سائق أوبر يتعدى على فتاة بمدينة نصر
نشرت سالي قصة اختطاف أختها من قبل سائق أوبر في منطقة زايد بعد الساعة 10 مساءً، وأكدت أن اسم السائق كان حسن وكان يقود سيارة هونداي ألنترا فضية، بعد ركوبها مع السائق، طلب منها إلغاء الرحلة ودفع المبلغ مباشرة له بدلاً من الشركة، وبعد فقدان الاتصال معها، تبين أنها في خطر وتم العثور عليها في منطقة التجمع الثالث بالصحراء بعد تعرضها للاعتداء والتهديد بالسكين من قبل السائق، تم تقديم شكوى للشرطة وتم القبض على عدد من السائقين للتحقيق في الحادثة.وألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة القبض على سائق بعد تداول منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يفيد بمحاولة خطف فتاة، وبعد التحقيقات، تبين أن شقيقتها تعرضت للتحرش في أثناء طلبها تطبيق أوبر لنقلها إلى منطقة الشيخ زايد.
وعندما وصل السائق بسيارته 'هيونداي'، بدأت الأمور تأخذ منحى خطير، حيث توقف بجوار استاد الدفاع الجوي وقال إنه يريد أن يجلب مياه من السيارة. لكنه فجأة فتح الباب الخلفي وحاول الاعتداء على الفتاة بسلاح أبيض، مما تسبب في جرح قطعي في إصبعها.
تم اعتقال المتهم، البالغ من العمر 26 عامًا ويقيم في المقطم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
وتم الكشف عن الواقعة التي تعرضت لها فتاة في مدينة نصر على يد سائق أوبر، حيث قامت الفتاة بتقديم اعترافات مفصلة حول محاولة التحرش والاغتصاب التي تعرضت لها، وأكدت الفتاة أن السائق حاول التعدى عليها بسلاح أبيض داخل التاكسي، وعندما قاومته وصرخت، قام بتركها في منطقة نائية.
وبعد التحقيقات، تم القبض على السائق وضبط السلاح الأبيض والسيارة المستخدمة في الواقعة، وتم تحويله للنيابة لمتابعة التحقيقات، حيث اتضح أنه يبلغ من العمر 24 عامًا وحاصل على دبلوم في الزراعة.
عمرو أديب يعلق على "أوبر"
وعلق الإعلامي عمرو أديب على حادثة محاولة الاعتداء على فتاة التجمع من قبل سائق أوبر، مشيرا إلى أن الناس مرعوبة ولا يوجد رقابة على السائقين أو تأمين للركاب.
وأضاف خلال تقديمه برنامج 'الحكاية'، أن شركة أوبر لا يوجد لها جهة تحاسبها في مصر، متسائلا: هل يوجد جهة تراقبها أو تفرض عليها قيود؟، مشيرا إلى أن بعض السائقين يتاجرون في المخدرات ويستهدفون بناتنا.
وأضاف: البنت الأولانية ماتت، وربنا ستر مع البنت دي، من أنتم؟ محدش في البلد اتحرك، مفيش حد بيحاسبهم، مين الجهة المسؤولة عن أوبر، أموت وأعرف'.
صلاح عبد الله يهاجم "أوبر"
وعبّر الفنان صلاح عبد الله عن قلقه قائلاً: 'بعد مشاهدتي لقصة عمرو أديب، قمت بإرسال رسالة إلى بناتي وزوجتي في المجموعة العائلية تطلب منهن إلغاء تطبيق أوبر من حياتهن مهما كانت الظروف، متسائلا: هل كانت تلك خطوة صحيحة؟.
وأعربت المحامية الحقوقية نهاد أبو القمصان، رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة، عن غضبها من الحكم الصادر بحق سائق أوبر بجريمة حبيبة الشماع، حيث حكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة بأشغال شاقة، وبعد مرور شهر فقط، خرج سائق آخر بتهمتي خطف واغتصاب، بالإضافة إلى تهمة ضرب وتعدي.
نهاد أبو القمصان: حوادث أوبر متكررة
واستغربت أبو القمصان من هذه الحوادث المتكررة داخل شركة أوبر، متسائلة عن سبب عدم فعالية الإجراءات الوقائية داخل الشركة.
وأكدت أن الأحكام القضائية تصدر للردع العام، ولكنها لم تكن كافية لمنع وقوع حوادث جديدة بعد حادثة حبيبة.
ووجهت رسالة إلى شركة أوبر تسائلت فيها عن مكان زر الإنقاذ الذي وعدت الشركة بتفعيله بعد حادث حبيبة، مشيرة إلى أن وجود مثل هذا الزر يعني ضرورة وجود جهاز يعمل خلف الكواليس لضمان سلامة المستخدمين، وليس فقط زر على التطبيق كوسيلة للتهدئة.
وتساءلت: 'هل لديكم آلية تنفيذية لتفعيل زر الإنقاذ على التطبيق؟ وهل يمكنكم توفير خريطة جوجل تمكن المستخدمين من الحصول على المساعدة الفورية عند الضغط على زر الإنقاذ؟'.
وأضافت أبو القمصان: 'ما أنقذ الفتاة هو شجاعتها وتربيتها القوية، فقد كانت تتعرض للعنف ولكنها لم تستسلم، وكان هناك أشخاص قد ساعدوها وأنقذوها'.
وجهت نهاد أبو القمصان رسالة لشركة أوبر قائلة: 'إما أن تغادروا البلد، أو يتم مراجعة آلياتكم، لأن ما يحدث يعني أن جميع أنظمة المراجعة والسرية والتقييم وغيرها من السياسات الداخلية للشركة غير فعالة'، ووصفت الشركة بأنها 'فاشلة من الداخل'.