في استمرار لنهج التصعيد الإسرائيلي، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 15 فلسطينيا، بينهم سيدة، خلال حملة مداهمات واعتقالات شنتها فجرا في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، وسط تصاعد التوترات الأمنية والميدانية، في وقت طالب فيه مسؤولون عسكريون إسرائيليون بتزويد القوات المنتشرة شمال الضفة الغربية بالدبابات، في خطوة تعكس تعقيد المشهد الأمني وتحوّله إلى ما يشبه "منطقة عمليات قتالية مفتوحة".
عائلة مطارد وتهمة "عملية الفندق"
ووفق مصادر محلية فلسطينية، فقد شملت حملة الاعتقالات أفراد عائلة شاب تتهمه إسرائيل بالوقوف وراء عملية "الفندق" شرق مدينة قلقيلية، والتي وقعت في 6 يناير الماضي وأسفرت – بحسب رواية الاحتلال – عن مقتل ثلاثة إسرائيليين.
الاحتلال برر الاعتقالات بأنها جزء من "عملية أمنية وقائية"، فيما نددت مؤسسات حقوقية فلسطينية بما وصفته "عقابًا جماعيًا لعائلات لا علاقة لها بما تدعيه إسرائيل".
قباطية تحت الحصار.. الرصاص الحي وقنابل الكتف
في مشهد يعيد إلى الأذهان الحملات العسكرية الواسعة خلال الانتفاضة الثانية، اقتحمت قوة إسرائيلية خاصة بلدة قباطية جنوب جنين، وحاصرت منزلاً في منطقة كحليشة، حيث اشتبكت مع شبان فلسطينيين حاولوا التصدي للاقتحام بالحجارة والزجاجات الحارقة.
شهود عيان أكدوا أن الاحتلال أطلق الرصاص الحي وقنابل محمولة على الأكتاف تجاه المنزل، في تصعيد نوعي استخدمت فيه وحدات "المستعربين"، تلاه دخول تعزيزات عسكرية ثقيلة وانتشار القناصة على أسطح المباني.
مواجهات وغاز وقمع ميداني
المشهد في قباطية اتخذ طابعًا قتاليًا، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريقهم.
وقال أحد شهود العيان: "لم يكن اقتحامًا عاديا، بدا كعملية عسكرية منظمة.. الجنود أطلقوا النار بكثافة، والناس احتموا في منازلهم خوفًا من القنص العشوائي".
مطالب بدبابات.. ومخاوف من "عسكرة الضفة"
وفي مؤشر على قلق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من تزايد الهجمات الفلسطينية المسلحة، طالبت قيادات في الجيش الإسرائيلي بتزويد القوات العاملة شمال الضفة بدبابات ومركبات مدرعة، في تطور غير مسبوق منذ سنوات.
محللون عسكريون إسرائيليون حذروا من أن هذه الطلبات تكشف عن "فقدان السيطرة على الأرض" في مناطق مثل جنين ونابلس، مؤكدين أن "الحلول الأمنية دون أفق سياسي لن تنتج إلا مزيدًا من الدماء والفوضى".
ميدانيا.. الضفة تشتعل من جديد
تواصلت الاقتحامات الإسرائيلية لمناطق عدة من الضفة الغربية، وسط تزايد التوتر الشعبي الفلسطيني، الذي يرى في هذه الحملات محاولة لإجهاض أي تحرك مقاوم.
وأشارت منظمات فلسطينية إلى أن عدد المعتقلين منذ بداية عام 2025 تجاوز 1600 معتقل، بينهم أكثر من 200 طفل وفتاة، وهو ما وصفته جهات حقوقية بـ"الاستهداف المنهجي للفلسطينيين في حياتهم وأمنهم ووجودهم".