شهدت قرية فاو قبلي التابعة لمركز دشنا، شمال محافظة قنا، جريمة بشعة؛ راحت ضحيتها 'سيدة' بعد أن لقيت حتفها على يد زوجها يُدعى 'الريطي. ف. م. م'، يعمل فكهاني، الذي تخلص منها بعد أن انهال عليها ضربًا باستخدام 'كوريك'، منهيًا بهذا 11 سنة من الزواج، وتمكنّ بعد إرتكاب جريمته من الترويج بأن سبب الوفاة طبيعي وقام بالفعل بالشروع في الانتهاء من إجراءات دفنها، قبل أن يُكتشف أمره.
لم يدر بخاطر الزوج أن دموعه التي راح يذرفها على زوجته بعد أن تخلص منها مباشرة، ستكون سببًا في كشف جريمته، وأن الحزن الذي تملكّ قلبه سيقود الأجهزة الأمنية للقبض عليه.
اتصال من مجهول
الواقعة المأساوية التي شهدتها قرية فاو قبلي، بدأت أمس الجمعة، حين ورد اتصال هاتفي من مجهول لرجال الأمن في مركز شرطة دشنا يفيد بأن أهالي قرية فاو يصلونَ في اللحظات الحالية صلاة جنازة على 'سيدة'، ويوجد شبهة جنائية وراء وفاتها.
قتل زوجته بكوريك في فاو بقنا2
وعلى الفور تحركت قوة أمنية برئاسة العميد شريف الصبيح، نائب مأمور مركز شرطة دشنا، وعمر الشريف، رئيس المباحث، إلى المكان الذي حدده المتصل المجهول، وحين وصلوا وجدوا جثة السيدة داخل مسجد السراج بقرية فاو قبلي، والأهالي ينتظرون الإنتهاء من صلاة الجمعة، ثم إقامة صلاة الجناوة عليها ومواراتها مثواها الأخير.
سأل أفراد الأمن الزوج عن تصريح الدفن؟؛ فأجابهم: 'ليس معي، لأن اليوم الجمعة ولا يوجد أطباء'، فقامت الأجهزة الأمنية بالتحفظ على الجثة داخل إحدى المنازل المجاورة للمسجد، واستدعوا طبيبًا بشكل عاجل.
شبهة جنائية
وبالفعل حضر الطبيب على عجلٍ، وعقب إجرائه الكشف الطبي على الفقيدة أكد أن هناك 'شبهة جنائية' وراء وفاتها، موضحًا أن الجثة عليها آثار ضربٍ مبرح، و'ملابسها التي كُفنت بها' ملطخة بالدماء، وعليه تأكد للجميع أن هذه السيدة ماتت مقتولة.
وعند سؤال الزوج عن حقيقة الأمر؟ أكد في بداية ألأمر أن زوجته كانت مصابة بـ'مرض القلب'، وأن السبب وراء آثار الضرب التي تظهر على جثتها، هو سقوطها من أعلى سلم المنزل ما أودى بحياتها، وعلى الفور أمرت الأجهزة الأمنية بنقل الجثة إلى المستشفى، لحين التحقق من الواقعة، ومعاينة منزل الفقيدة لمشاهدة كيف سقطت من أعلى كما ادعى زوجها.
وأثناء معاينة أفراد الأمن لمنزل الفقيدة، وجدوا 'كوريك' عليه آثار دماء كثيفة، مما جعلهم يلقون القبض على المتهم، ويصطحبونه إلى قسم الشرطة، ويغلقون المنزل لحين معاينة النيابة.
اعترافات المتهم
وأثناء التحقيق مع المتهم، اعترف بتفاصيل جريمته، مؤكدًا أنه هو من قتلها، والسبب الذي دفعه لإرتكاب هذه الجريمة هي خروج المجني عليها دون إذنه، قائلًا: 'كانت متعودة تخرج بدون علمي، ولما اكتشفت الأمر وسألتها عن سبب خروجها؟ حدثت مشادات كلامية بيننا، مما دفعني إلى ضربها بكوريك في أماكن متفرقة بجسدها، ثم قمت بحبسها داخل غرفة بدون طعام ولا شراب ولا علاج، حتى لفظت أنفاسها ألأخيرة'.
قتل زوجته بكوريك في فاو بقنا 1
وأوضح المتهم في اعترافاته: أن المجني عليها كانت لا تسمع كلامه في أي شئ، وتخرج كل يوم دون أن تخبره، وأنها سيئة السمعة لذلك قام بقتلها.
الجيران يكشفون الحقيقة
وبسؤال جيران المجني عليها، عن صحة أقوال الزوج التي اتهم خلالها زوجته القتيلة بـ'سوء السمعة'، نفوا إدعاءات المتهم، مؤكدين أن المجني عليها كانت محبوبة من جميع جيرانها، والجميع يشهد لها بحسن السلوك والسمعة الطيبة، وأن ما دفع زوجها لنسج هذه المزاعم حولها هو رغبته في تخفيف الحكم القضائي عنه.
وأكد الجيران، أن الزوج كان دائم الإساءة لزوجته القتيلة، وأنه كان يعاملها معاملة قاسية، ويتعمد إذلالها وإهانتها أمانم الجميع، وضربها وطردها خارج المنزل، وأحيانًا كثيرة كانت تصرخ من شدةٍ إيذائه لها طالبة استغاثة جيرانها، مشيرين إلى أن الحزن الذي أظهره الزوج أثناء صلاة الجنازة عليها جعل كل من شاهده يشك فيه.
وقال أحد الجيران، أن المتهم كان متزوج من إمرأة أخرى وطلقها، ثم تزوج بالمجني عليها عام 2009، وتُدعى 'نجوى. غ. ف'، 45 سنة، وكانت تقيم قبل الزواج في حي إمبابة بالقاهرة، وانتقلت للعيش معه في قرية فاو قبلي بمركز دشنا، وأنجبت منه 3 أبناء، والأطفال الآن بعد حدوث الجريمة مقيمين في منزل أحد جيران المجني عليها لمراعاتهم لحين قدوم أقاربهم من القاهرة وأخذهم.
قتل زوجته بكوريك في فاو بقنا
معاناة مستمرة
وأشارت إحدى السيدات التي تسكن بجوار المجني عليها، أن القتيلة منذ أن جاءت إلى قرية فاو قبلي، وهي تتعامل بالحسنة مع كل جيرانها، وأنها كانت تعاني كثيرًا من قسوة زوجها وتشكو من معاملته السيئة لها، وأنه كان دائم ضربها وإهانتها، حتى أنه قبل عامين قام بالقائها من الطابق الثاني بقصد قتلها، وقامت بتحرير محضر له أكثر من مرة بمركز الشرطة، وتضطر بعد كل مرة إلى العودة لمنزلها لمراعاة أبنائها، وقد ظلت تتحمل كل تلك هذه المعاناة من أجل الأطفال الصغار إلى أن قتلها، وأضافت أن المتهم قام بمفرده بتغسيلها وتكفينها، حتى لا يفتضح أمره.
مشرحة مستشفى فاو
وكشف مصدر أمني، أن جثة المجني عليها ما زالت داخل مشرحة مستشفى فاو بدشنا، ولم يأتي أحد من عائلتها لرؤيتها، وأنها منقطعة عن أهلها الذين يقيمون بالقاهرة منذ سنوات عديدة بسبب وجود خلافات مع زوجها، وفي انتظار الطبيب الشرعي لعرض عليه.