قبل 14 عاما تزوجت شاب كان يحسن معاملتي واتفقنا على أن نتقاسم الحياة حلوها ومرها وما كان يشغلنا هو تكوين أسرة مستقرة وتربية أبنائنا تربية حسنة حتى تبدل الحال وتزوج من أخرى قبل 6 سنوات'.. بهذه الكلمات بدأت نسمة أحمد فرج' 34 عاما ابنة مدينة ديرب نجم، بمحافظة الشرقية التي تقضي غالبية وقتها في العمل لتوفير نفقات المعيشة لأطفالها حديثها لـ 'أهل مصر'، مشيرة إلى أنها لديها 3 أطفال أصبحت هي المسؤولة عن رعايتهم وتربيتهم بعدما امتنع زوجها عن الإنفاق عليهم أو السؤال عنهم وتكرهم بلا عائل أو مسكن وصولا للطلاق بعدما رفعت ضده قضية خلع.
بائعة عسل، مصورة فوتوجغرافيا، سائقة.. 3 مهن تمتهنها 'نسمة' يوميا قائلة: حصلت على بكالوريوس حاسبات ومعلومات من معهد بمدينة الزقازيق وتزوجت وعمري 19 عام وسافر زوجي إلى المملكة العربية السعودية واستمر زواجنا لمدة 6 سنوات دون أي مشاكل وكان يقضي فترة الإجازات معنا ثم يعود إلى عمله حتى بلغ أطفالنا 'علي وسلمي 5 سنوات' وطلب مني الذهاب إلى السعودية كزيارة لمدة عام .
وأضافت بعد توجهي إلى السعودية أصيب زوجي في حادث وانقطع عن العمل ما اضطرني للعمل حتى أساعده على تحمل نفقات المعيشة وتكاليف الإقامة فعملت مصورة في الأفراح والمناسبات النسائية وعملت بمدينة ألعاب نسائية في سكاكا بالإضافة إلى التدريس لأطفال الجيران وبعض الأطفال السعوديين .
وأشارت إلى أنها طوال هذا العام هى من تحملت مسؤولية الإنفاق على أسرتها خاصة أنه بعد عودة زوجها إلى عمله لم ينفق على المنزل مدعيا بأن والده مدان ببعض المبالغ المالية ويقوم بإرسال راتبه له لتسديدها.
وتابعت: بعد انتهاء الإجازة عدت إلى مصر ثم عدت مرة أخرى إلى السعودية بعد فترة قصيرة ومارست مهام عملي السابقة مرة أخرى ثم عدت إلى مصر لاقتراب موعد ولادة طفلتي الأخيرة كما حصلت على عقد عمل وكان من المقرر أن أعود إلى السعودية إلا أن زوجي تحجج ورفض السفر ولم أكن أعلم سبب ذلك وبعد فترة علمت من بعض الأصدقاء أنه تزوج من امرأة أخرى ثم قام أهله بطردي وأطفالي من الشقة.
وأشارت إلى أنها تواصلت مع زوجها بعدما طردها أهله وأخبرها أنه سيعود إلى مصر وسيجد حلا للمشكلة وتعلل بتأخير العودة بسبب وجود مشاكل في عمله إلا أنه بعد شهرين انقطعت اتصالاته وأخباره نهائيا، مضيفة أنها اضطرت لتأجير منزل للإقامة فيه رفقة أطفالها.
تستقل نسمة سيارتها يوميا لتجوب شوارع مدينة ديرب نجم وأجوارها تبحث عن الرزق في طلبات الزبائن من السيدات والفتيات لتوصيلهن إلى الأماكن التي يردن التوجه إليها وفي طريقها توزع كميات من العسل على المحلات التجارية بالإضاقة لتصوير العرائس في الأفراح ليلا .
واستكملت: جارتي لديها سيارة ملاكي لا تستخدمها ومتوقفة دائما أمام المنزل بينما تضطر لصيانتها بين الحين والآخر فعرضت عليها أن تمنحني السيارة أعمل عليها لتوزيع كميات من العسل على المحلات التجارية على أن أسدد لها ثمنها حال توافر أموال لدي فوافقت على الفور واتفقنا على الإمضاء على إيصالات أمانة بثمن السيارة وتسديدها في وقت لاحق، مشيرة إلى وجدت نفسها تقود السيارة لفترات طويلة وتستهلك كميات من البنزين كما أن الدخل العائد من توزيع العسل غير كافي ففكرت في طرح فكرة توصيل السيدات والفتيات إلى الأماكن التي يريدونها وقد لاقت الفكرة تجاوبا بين جيرانها وأصدقائها حتى انتشرت في المدينة.
وأوضحت أن غالبية المشاوير تكون خارج المدينة سواء إلى الجامعة أو أماكن عمل أو غيرها، مشيرة إلى أنها تعمل أيضا مصورة في حفلات الزفاف وجلسات التصوير قبل العرس حال تلقت أي طلبات من أي زبائن بخلاف عملها مندوبة تسويق في شركة لتنظيم الرحلات السياحية خلال فترة الصيف.
وأضافت: أنا العائل الوحيد لأطفالي ولذلك أعمل في أكثر من مهنة حتى أستطيع تربيتهم والإنفاق عليهم وتوفير لهم حياة كريمة.
واختتمت نسمة حديثها قائلة: أتمنى من الدولة أن تولى المرأة المعيلة المزيد من الاهتمام وزيادة فرص مجالات العمل أمامهن وتوفير وظائف تتناسب مع شهاداتهن.