في ذكرى 25 يناير.. الجيش والشعب حافظوا على أمن عروس البحر الأبيض المتوسط.. أبناء الإسكندرية: شعرنا بالأمان حين شاهدنا رجال القوات المسلحة

اللجان الشعبية في الاسكندرية
اللجان الشعبية في الاسكندرية

قبل 9 سنواتٍ من الآن، وبالتحديد في 25 من يناير 2011، شهدت محافظة الإسكندرية أحداثًا ساخنة؛ إذ كانت عروس البحر الأبيض المتوسط المحافظة الأكثر اضطرابًا بعد القاهرة، تزامنًا مع أحداث الفوضى والاضطراب التي تلت ثورة يناير.

إيد واحدة

يقول محمد عبد الجليل، أحد رموز ثورة يناير بالإسكندرية، إنه علي الرغم من حالة الفوضي والانفلات الأمني التي صاحبت ثورة 25 يناير 2011، إلا أنه لم يكن هناك كنائس تُقتحم أو تُحرق أو منازل يتم اقتحامها أو أحد يعتدي علي أحد، ولم تكن هناك تفرقة بين المواطنين من حيث المسميات مثل هذا ليبرالي أو علماني أو غيره، وكان المسلمون هم مَن يحرسون الكنائس وكان الأقباط يحرسون المسلمين أثناء الصلاة في الميادين.

وأضاف عبد الجليل، أنه شعر وقتها بأن جميع الشعب قريب من بعضه، ومن الأمور التي تؤكد أننا حين نشعر بالخطر نضع أيدينا في أيدي بعض؛ ما قام به المواطنون من تشكيل لجان شعبية عقب انتشار الفوضى لتأمين أنفسهم ومنشآتهم وممتلكاتهم الخاصة والعامة، وتسيير المرور، والإمساك بالعناصر الإجرامية الهاربة من السجون وقتها، والتي حاولت زعزعة الاستقرار وترويع الآمنين، وكانت علاقة المواطنين بالجيش جيدة للغاية؛ فرجال القوات المسلحة جعلوا الأهالي يشعرون بالأمان، فيما انخرط البعض في لجان أخري، مهمتها تنظيف الشوارع، بعدما غابت المؤسسات الخدمية، وانطلقت عصابات البلطجية المنظمة.

وأكد جابر عباس، أحد أهالي الإسكندرية، أن ثورة 25 يناير خلّفت العديد من الذكريات التي لا تُنسي وأهمها أنها أظهرت مدى حب المصريين لوطنهم وأرضهم والدفاع عنها، وقد ظهر ذلك جليًا من خلال اللجان الشعبية التي تكوّنت عقب تزايد أعمال السرقة والنهب والفوضي بالبلاد واقتحام السجون وتهريب الخارجين عن القانون، واعتمد الأهالي على أنفسهم في تأمين بيوتهم وتشكيل اللجان الشعبية والتسلّح ببعض الشوم والأسلحة البيضاء، وقد عمّقت تلك الفترة العلاقات بين سكان المنطقة الواحدة الذين تكاتفوا لحماية منطقتهم من اللصوص، فاقترب الجار من جاره وتعرف على اسمه ووظيفته وأحوال أبنائه بعد أن كان بالكاد يُلقى عليه السلام إذا مر به.

حالة الفوضى

وأوضح محمد البنداري، أحد أهالي منطقة سيدي بشر، أن تمركزه الرئيسي كان في ميدان القائد إبراهيم أثناء ثورة 25 يناير بعد فتح السجون وانتشار حالة من الفوضى في البلاد خاصة يوم 28 يناير والذي عُرف بـ"جمعة الغضب" بعد أن انسحبت قوات الشرطة من الشوارع، حتى انتشرت أعمال النهب والسرقة، مضيفًا أنه كان يقوم برفقة بعض المواطنين بتنظيم "نبطشيات" طوال الليل مع أفراد القوات المسلحة أثناء تواجدهم في الميادين والشوارع لحماية المواطنين، حيث كان يتم تفتيش السيارات وفي حالة مرور شخص مُريب كان يتم إبلاغ القوات المسلحة علي الفور.

وأشار البنداري، إلي أنه كان يتواجد أيضًا في ميدان سيدي بشر محل سكنه كمعاون لأفراد الجيش حتي قام رائد بالقوات المسلحة باستخراج كارنيه له ولبعض المشاركين يُثبت أنهم ضمن معاونيهم، لافتًا إلي أن الشعب كان هو البطل الحقيقي فالجميع سواء كبيرًا أو صغيرًا يقفون يدًا واحدة لحماية وطنهم وأرضهم والدفاع عنها بالتعاون مع القوات المسلحة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً