مراكب النجاة".. تفاصيل اصطياد سماسرة الهجرة غير الشرعية لـ"شباب الدقهلية".. المقاهي أوكار آمنة.. والضحايا يرون تفاصيل صادمة

مراكب الهجرة غير الشرعية
مراكب الهجرة غير الشرعية
كتب : عمرو على

يوجد في مدينة المنصورة، عاصمة محافظة الدقهلية، عدد من القرى التي تشتهر لدى أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة بوجود «سماسرة الهجرة غير الشرعية»، وهو ما يجعل الكثير من الشباب يقبلون عليهم من أجل السفر إلى الخارج، وبالأخص إلى إيطاليا.

ففي قرية ميت الكرماء، التى باتت تُعرف بـ«ميت الغرقا»، بسبب كثرة حالات الوفاة بين شبابها جراء رحلات الهجرة غير الشرعية، وتلك القرية التي لا يتعدى سكانها الـ50 ألف نسمة، تشتهر بوجود أكبر عدد من أبنائها فى إيطاليا، حتى إن الصبية الذين يبلغون من العمر 18 عامًا يقبلون هم الآخرين للسفر عبر هذه الرحلة غير المشروعة.

إيطاليا الدقهلية

كما تُعرف قرية ميت الكرماء، أيضًا بـ«إيطاليا الدقهلية»، والسبب في هذا المُسمى أن جميع الأسر التي تقطنها لديهم فرد أو أكثر من أبنائها يعيشون في مدينة ميلانو الإيطالية، وجميعهم سافروا عن طريق الهجرة غير الشرعية، والأمر ذاته ينطبق على مدينة نبروه.

انتقلت «أهل مصر» قرية ميت الكرماء، لمعرفة الأسباب التي تدفع أبنائها إلى ترك وطنهم والهجرة إلى أوروبا عبر طرقٍ غير مشروعة.

يعمل الأكثرية من سكان هذه القرية فى الصناعة، وأحاديث شبابها تسودها دومًا نقاشات حول العالمية، وكيفية ومواعيد تنظيم رحلات الهجرة المُقبلة، ويجلس الكثير من سماسرة الهجرة غير الشرعية في مقاهي القرية ويتحدثون مع بعضهم البعض من أجل تجهيز رحلات سفر إلى إيطاليا.

التجهيز للرحلة

يقول «ع. س»، أحد العاملين مع سمسار هجرة غير شرعية بقرية ميت الكرماء: «نقوم بالتجهيز للرحلة قبلها بأسبوع فقط، حيث نجمع الأموال من الشباب، ونحدد موعد الرحلة بعد التنسيق مع أحد الأفراد التابعين لنا في محافظة كفر الشيخ؛ لأن السفر يكون عن طريق شواطىء بلطيم، ونختار له وقتًا متأخرًا من ساعات الليل، والجميع يسافرون على متن مركب صيد صغيرة، وتستغرق الرحلة أكثر من يومين في عرض البحر، ويُطلب من الشباب السباحة حتى الوصول إلى الشواطىء الإيطالية؛ لأن المركب لا تصل بهم حتى الميناء».

وأضاف: «أن جميع الشباب يهدفون من السفر فى الوقت الحالي إلى العمل فى أوروبا من أجل تحقيق الثراء السريع، ولكن الحصول على فرصة عمل هناك أصبحت صعبة للغاية، وفي حالة إلقاء القبض على الشباب الذين لم يبلغوا 18 عامًا، يتم وضعهم فى دار رعاية إلى أن يبلغ السن القانوني وبعدها يتم ترحيلهم مرة أخرى لبلادهم».

وأشار إلى أن تكلفة السفر في الوقت الحالي أصبحت مضاعفة، وتتخطى 80 ألف جنيهًا، والشباب يدفعون هذه المبالغ وكلهم أمل أنهم سيجمعون أضعافها بمجرد سفرهم؛ ظنًا منهم أن الأموال ستنهال عليهم بمجرد وصولهم إلى شواطىء إيطاليا، وكثير منهم يواجه الموت أكثر من مرة فى عرض البحر، ومنهم من مات بالفعل قبل الوصول إلى ميلانو.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً