"مراكب النجاة".. "أهل مصر" تنشر خريطة طرق الهجرة غير الشرعية في مصر.. الإسكندرية: مركز تجمع مافيا التهريب.. و4 مناطق هي الأخطر

مراكب تهريب المهاجرين غير الشرعيين
مراكب تهريب المهاجرين غير الشرعيين

تُعد الإسكندرية أهم المحطات الرئيسية ومركزًا لتجمّع مافيا تهريب المهاجرين غير الشرعيين، حيث ينطلق منها العديد من المهاجرين غير الشرعيين إلي إيطاليا أو اليونان علي متن مراكب صيد متهالكة، وتكثر الهجرة غير الشرعية بمناطق: أبو قير، والمكس، و6 أكتوبر، والدخيلة، حيث تُعد تلك المناطق مكانًا خصبًا للهجرة غير الشرعية، ويتم استغلال الشباب الباحثين عن حياة أفضل في عالم آخر هربًا من شباك الفقر وقلة العمل بين الأهل، فى مراكب الموت وإغوائهم بالثراء السريع والفاحش بمجرد وصولهم إلى أوروبا.

طريق للثراء

ويكشف «م. أ»، أحد الشباب الصيادين بالإسكندرية، ويبلغ من العمر 23 عامًا، أن العمل في تهريب المهاجرين غير الشرعيين أسرع طريق للثراء، حيث هناك من المهرّبين من يقوم بشراء مركب صيد بـ 50 ألف جنيه ويقوم بتجميع ثمنه في خلال أسبوعٍ فقط من خلال تهريب المهاجرين غير الشرعيين إلي سوريا وليبيا وغيره، ومثلما يوجد سماسرة عقارات هناك أيضًا سماسرة تهريب، ويستهدفون الشباب خاصة من الجنسيات المختلفة مثل السوريين وغيرهم من الراغبين في العودة إلي بلادهم و«كله بتمنه».

ويُضيف الشاب العشريني، أنه يعمل في الصيد مع والده منذ أن كان طفلًا في السابعة من عمره، مضيفًا: «النوادي المتواجدة علي شواطئ الإسكندرية خربت البحر، وفي حالة وجود رادار يُراقب مركب التهريب يستطيع النزول والاختباء بين البلوكات الكبيرة؛ أما قبل إنشاء هذه النوادي فكان البحر مكشوفًا».

المراكب الصغيرة

ويؤكد أن سماسرة التهريب يخشون اللجوء للمراكب الكبيرة وإنما يلجأون للمراكب الصغيرة حتي لا تُري، فالمركب الكبير يتم تفتيشه أثناء خروجه من قِبل رجال الشرطة المتواجدين علي البوغاز، متابعًا: «قبطان مركب التهريب لما بيروح بلاد بره مش بيدَخّل المهاجرين غير الشرعيين الميناء وينزّلهم علي الرصيف، وإنما زي ما بنشوفوا في الأفلام بيرميلهم العوامات ويقولهم قدامكم حوالي كيلو مثلًا عوم للوصول للبر، ومعظم المهاجرين غير الشرعيين من الشباب صغار السن».

بينما يقول أحد الصيادين بمنطقة ميامي، شرق الإسكندرية، إن «سمسارة الهجرة غير الشرعية يلجأون أكثر إلي صيادين منطقة المكس اللي مركّبين مكن 115 و150 و130 علشان بتطير علي وش الميه، والسمسار لا يلجأ لأي سواق مركب وإنما بيلجأ لسواقين عليهم سوابق، وبيكون عنده نظرة بيشوف مين الصيادين اللي لسة جُدد ومين اللي قديم في الصيد».

فيما يُشير أحد الشباب الصيادين، إلي أن سمسار الهجرة غير الشرعية في الغالب لا يعلمون شيئًا عن الصيد أو أي عمل في البحر وإنما هم لا يرون سوي «الفلوس»، ومن يقوم بعمليات التهريب لابد وأن يكون مُسلّحًا، مضيفًا أنه «في حالة سقوط المُهرّب في يد الأجهزة الأمنية تصادر كل مراكب الصيد بسببه، والمركب لابد وأن يكون مركب صيد ولديه الدفاتر والكارنيهات ولو في مركب مدة الدفتر الخاص به منتهية مستحيل إنه يطلع صيد».

تجربة واقعية

ويحكي أحد الشباب تجربة سفره بطريقة غير شرعية إلي إيطاليا عن طريق البحر، بسبب الظروف المعيشية الصعبة وعدم وجود فرص عمل متاحة له، حيث سافر من مدينة رشيد وقام بدفع مبلغ 50 ألف جنيه إلي السمسار وظل في مياه البحر 8 أيام.

وأوضح الشاب، أنه كان برفقته علي المركب حوالي 10 شباب مصريين وعدد كبير من السوريين ومنهم من دفع بالعملة المصرية وهناك من دفع بالعملة الأجنيبة (الدولار)، مضيفًا: «تعطل المركب بنا ونحن في مياه البحر، وظل معطلًا لمدة 3 أيام، حتي فقدنا الأمل في الخروج مرة أخرى من المياه».

وسرد تفاصيل الرحلة منذ البداية، حيث قال: «في البداية المُهرّب قال لنا إننا سنسافر في باخرة كبيرة وبها غُرف نوم وغيره من الخدمات، ولكن عندما وصلنا إلي الشاطئ اصطدمنا بالواقع حيث فوجئنا بقارب صغير متواجد علي مسافة داخل البحر ولا يخرج إلي الشاطئ، وأخبرنا أنه يجب علينا السباحة طوال هذه المسافة للوصول للقارب».

وأضاف أنه استأجر شقة سكنية في الإسكندرية أقام فيها حوالي 15 يومًا في انتظارًا لتلقي اتصال هاتفي للتحرك والذي سيكون من الإسكندرية وفقًا للاتفاق مع السمسار منذ البداية، ولكن فوجئ بأن السمسار يطلب منه أن يستقل على الفور سيارة خاصة إلي المنصورة وعندما يصل يخبره هاتفيًا، فانتقل إلي المنصورة واتصل به ففوجئ بأنه يطلب منه الذهاب علي الفور إلي مدينة رشيد بالبحيرة مستقلًا سيارة أخري، مضيفًا: «ذهبنا إلي رشيد وجدنا أشخاص قادمين في سيارات ملاكي وتم نقلنا كل اثنين في سيارة، وكنا حوالي 4 أو 5 مع بعض، ودخلوا بنا في مناطق زراعية في الظلام ثم توقفنا حوالي 10 دقايق فوجدنا سيارات نقل كبيرة قادمة ومغطاه بأجولة وشكائر قمنا باستقلالها وكان يوجد بالسيارات سيدات وأطفال وكبار في السن سوريين الجنسية، وتم إخفاؤنا جميعًا بالأجولة حتي لا نري أي شئ، وظلّت السيارات تسير بنا لقرابة ساعتين ثم دخلنا في مزارع علي البحر ونزلنا فيها، فكان الأمر عبارة عن شغل مافيا».

ثلاجات تخزين الأسماك

وتابع: «وقفنا بعد ذلك علي شاطئ البحر في انتظار وصول القوارب التي من المفترض أن تقلّنا إلى المركب الكبير الذي سنهاجر من خلاله، ولكن طلبوا منا السباحة مسافة داخل البحر للوصول للقارب فكان جميع المهاجرين يتسابقون للوصول إليه، وأكد لنا السمسار أنه سيتم إيصالنا إلي المركب الكبير وسيتم نقلنا للمياه الإقليمية في مركب آخر أكبر منه، ولكن كانت المفاجأة حيث اكتشفنا أن المركب عبارة عن مركب صيد طوله حوالي 10 أو 12 متر، وبعد استقلالنا للمركب تم إدخالنا الثلاجات التي تُستخدم في تخزين السمك بالمركب وكل شخص يجلس خلف الآخر داخل الثلاجة، وبسبب الرائحة الكريهة للغاية داخل الثلاجة كان الجميع يتقيأ، وظللنا علي هذه الحالة لمدة يومين».

واستطرد: «بعد 5 أيام هبّت عاصفة داخل البحر قامت برفع المركب من الخلف ما أدي لسخونة موتور المركب وتعطّله، فقام قبطان المركب بالاتصال بغفر السواحل الإيطالية وذلك من خلال جهاز لاسلكي يتم استخدامه عبر القمر الصناعي وحدد لهم الموقع داخل البحر ثم قام بتكسير شريحة الجهاز اللاسلكي ثم ألقي الجهاز في المياه، وبعد يومين من الاتصال بعد أن فقدنا الأمل في الخروج من البحر وصل غفر السواحل الإيطالية وألقوا إلينا جواكت إنقاذ وعاملونا معاملة جيدة»، مضيفًا: «قبطان المركب تخَفّي بيننا عندما حضر غفر السواحل وطلب منا عند سؤال غفر السواحل عنه نقول بأنه استقل مركبًا آخر وتركنا، ثم قام غفر السواحل بنقلنا إلي مكان أشبه بالمخبأ أو السجن وقاموا بتصويرنا، ثم دخلنا بعد ذلك مكان مثل ميناء وظللنا أسبوعًا داخل مكان أشبه بالسجن ثم خرجنا بعد ذلك وبدأت أشق طريقي في إيطاليا، مشيرًا إلي أنه أثناء نزول البحر في بداية رحلة الهجرة يقوم صاحب القارب بتفتيش الجميع والاستيلاء علي كل متعلقاتهم من هواتف وأموال تحت تهديد السلاح، وفي حالة رفض أي شخص يتم تهديده بالقتل وإلقائه في البحر».

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً