اعلان

"رحلة دكتوراه" تنطلق من كرسي متحرك.. "سمر" تتحدى الإعاقة ببني سويف وتستعد لدراسة القانون الدولي: "والدي هو رجلي وإيدي وكل حاجة"

فتاة بنى سويف تتحدى الإعاقة منذ طفولتها
فتاة بنى سويف تتحدى الإعاقة منذ طفولتها

لم تأخذ حقها في اللعب والمرح كسائر الأطفال، بل اتسمت حياتها اليومية بالقلق والحيرة والترقب، ومواجهة تحديات المعوقات الجسدية التى تمنع حرية الحركة والتنقل مثل باقى أقرانها، وهي المعوقات التي ظهرت مع بلوغها الثالثة من عمرها، فقررت التغلب عليها بسلاح العلم والتعلم.

"سمر" فتاة من بنى سويف، ضربت مثالا فى كيفية التغلب على الصعاب، ومواجهة المعوقات الجسدية، حتى استطاعت الحصول على مؤهل عال، ومن بعده "الماجستير"، وبدأت رحلتها للحصول على "الدكتوراه" فى القانون الدولى، ورصدت جريدة "أهل مصر"، قصة كفاحها منذ الصغر، وتحديها لظروف الإعاقة الجسدية.

عانت سمر عبد المحسن عبد الباقي حسين، البالغة من العمر 25 عاما، المقيمة بمحافظة بني سويف، منذ طفولتها ظروفا مرضية قاسية منذ كانت في الثالثة من عمرها، إثر تعرضها لسخونة شديدة، ما أثر على جهازها العصبي، و شخص الأطباء حالتها بأنها ضمور عضلات ونقص كالسيوم في النخاع الشوكي، بالرغم من ولادتها الطبيعية.

استطاعت "سمر" أن تتماسك فى تلك المرحلة العصيبة بالرغم من عدم قدرتها على السير بشكل طبيعى، مما جعلها تحتاج إلى "سند" دائم، حيث لا تستطيع السير بشكل طبيعى، ونظرا لتفاقم حالتها الصحية، سقطت فى براثن الإعاقة الحركية، وعدم السير وهى فى المرحلة الإعدادية، فتدهورت حالتها الصحية والمعنوية.

تعرضت "سمر" لإحباط كبير بسبب تهكم البعض على حالتها الصحية، حتى لو بدون قصد، فقررت أن تأخذ العلم والتعلم سلاحا لمواجهة هذه الظروف العصيبة والدائمة طيلة حياتها، فتمكنت من الحصول على مجموع كبير فى الإعدادية، استطاعت من خلاله الالتحاق بالمرحلة الثانوية.

بدأت "سمر" دراستها بالمرحلة الثانوية، معتمدة على نفسها تاركة كل محاولات الإحباط والتقليل من عزيمتها، والتحقت بالشعبة العلمية، وأخذت على عاتقها ضرورة العمل والجد والاجتهاد والمثابرة، معتمدة على نفسها بشكل كلى بمذاكرتها ودروسها، حتى حصلت على مجموع 80%.

لم يكن مجموعها مرضيا لها، وأصيبت بصدمة قوية، إلا إنها قررت أن تكمل دراستها بكلية الحقوق جامعة بني سويف، وأصرت على أن تثبت نفسها فيها، فكانت تذهب يوميا إلى الكلية، لحضور كل المحاضرات، حتى حصلت على الليسانس سنة 2016، ونالت معه احترام وتقدير أساتذتها بالكلية، على حرصها الشديد و سعيها للتفوق بكل ما أوتيت من قوة.

واصلت "سمر" مسيرتها الدراسية والعلمية عقب حصولها على درجة الليسانس، والتحقت بالدراسات العليا، وحصلت بالفعل على دبلومتين، إحداهما في القانون الدولي، والثانية في القانون العام، بما يعادل درجة الماجستير، وذلك في عام 2018.

خلال كل تلك السنوات كانت "سمر" وأسرتها رافضين استخدام الكرسى المتحرك، فكانت تتحرك بمساعدة والدها، الذي وصفته قائلة: "والدي كان كل الفترة دي هو رجلي و إيدي وكل حاجة"، ولكنها أدركت أن والدها بلغ من عمره الكبر، فقررت قبول استخدام "الكرسى المتحرك" كوسيلة تساعدها على الحركة، وحتى يرتاح والدها خاصة بعد كبر سنه، وذلك فى شهر مايو من عام 2019 الماضى، وقالت عن حياتها منذ ذلك التاريخ، إنها تغيرت بشكل كبير، فلم تعد تلك الفتاة المنطوية التى ترفض الخروج من المنزل إلا للجامعة، وتحولت إلى فتاة مستقلة تحب الحياة.

وقالت "سمر" إنها منذ ذلك التاريخ رفضت ما يسمى بالجلوس فى المنزل، مقررة استكمال دراستها للحصول على الدكتوراه فى القانون الدولى الخاص، قائلة: "الفضل الأول والأخير في كل حاجة عملتها يرجع لربنا ثم أهلى".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً