نقلت وكالة الأنباء الفرنسية معاناة الأشخاص الذين احتجزهم جندي تايلندي 'مارق'، أمس السبت، داخل مركز تجاري بمدينة واقعة شمال شرق البلاد، بعد أن أطلق النار داخل وحدته العسكرية وقتل اثنين من رفاقه، ومن ثم استقل عربة مدرعة وهرع إلى الشارع حيث فتح النار من رشاش بحوزته على المارة وقائدى السيارات على الطريق قبل أن يصل إلى المركز التجاري ويقتحمه ويطلق النار على مرتاديه ليقتل 26 شخصا ويحتجز المئات كرهائن، قبل أن تتدخل الشرطة والقوات الخاصة الذين أجبروه على الهروب ومن ثم تحرير الرهائن في نهاية المطاف. حكى هؤلاء المحتجزين لحظات الرعب التي عاشوها للوكالة الفرنسية.
كان أحد سكان المدينة، ويدعى 'جيراتيكارن نوبثاي'، يستقل دراجته قاصدا مركز التسوق Terminal 21 عندما بدأ إطلاق النار. قالت والدته ساسيثورن سوثيسوك إنه أوقف دراجته وحاول مساعدة الآخرين، وأصيب في ذراعه وفي جنبه.
وأضافت لوكالة الأنباء الفرنسية، أنه 'اتصل بنا وقال لنا لقد أصبت بالرصاص، فهرع زوجي إلى مكان الحادث لنقله إلى المستشفى'، مفيدة أنه في ذلك الحين كان 'تم إعلان حظر جزئي بالمنطقة، وإغلاق حركة المرور، لكن زوجها لم يكن يهتم كثيرًا؛ فلقد كانت مسألة حياة أو موت'. بحسب قولها.
وصل المسلح، وهو جندي عرف باسم جاكرابانث توما، إلى المركز التجاري في مدينة ناخون راتشاسيما (كورات) شمال شرق تايلاند في حوالي الساعة 6 مساءً أمس السبت. كان جاكرابانث يقود سيارة عسكرية من نوع 'همفي' ويحمل أسلحة وذخيرة سرقها من قاعدة عسكرية، وأطلق النار على السائقين والمارة في المنطقة.
وداخل المركز التجاري، أخذ المتسوقون يختبئون وراء الرفوف وداخل الحمامات والمخازن. كان تشاناثب سومساكول وعائلته من بين أولئك الذين اختبئوا في دورات المياه النسائية في الطابق الرابع؛ وقام مدرس الموسيقى البالغ من العمر 33 عامًا وزوجته بتصفح وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات واتصلوا بالأصدقاء والعائلة أثناء انتظارهم مع ابنتهم البالغة من العمر ثلاث سنوات.
وقال تشاناثيب لوكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الأحد، 'كان أحد عمال المركز التجاري يتحدث إلى رجل في غرفة التحكم في الدوائر التلفزيونية المغلقة ... لقد قدم لنا تحديثات حول موقع المسلح'.
في هذه الأثناء، ضبط آخرون هواتفهم على الوضع الصامت وانتظروا في صمت لتجنب الكشف عنهم. ألدرين باليكينج، مدرس فلبيني في الأربعينيات من عمره، قال 'كنت خائف للغاية لأن المحل الذي كنا محاصرين فيه كان فوق الطابق الذي احتجز فيه المسلح الرهائن'، في إشارة إلى تقارير غير مؤكدة تفيد بأن المسلح اتخذ من متسوقي المركز التجاري دروعًا بشرية.
بعد أكثر من خمس ساعات من دخول جاكرابانث للمركز التجاري، أكدت قوات الأمن أنها تمكنت من تأمين الطابق الأرضي وعدة طوابق بالأعلى. وفي الخارج، عرضت سيارات الأجرة والدراجات البخارية على المتسوقين، الذين تم إخراجهم في مجموعات، استقلال السيارات دون مقابل. وفي المستشفيات المحلية، هرع الناس للتبرع بالدم لمساعدة المصابين.
تلقت أسرة نوبثاي عروضا للمساعدة المالية من البعض بعد نشرهم على الإنترنت أنهم غير قادرين على العثور على قرض كبير بما يكفي لتغطية الفواتير الطبية في المستشفى الخاص الذي كان يعالج فيه الصبي. ومنذ ذلك الحين تم نقله إلى مستشفى حكومي.
وفي المجمل، قُتل 26 شخصا في الهجوم. وقال كرينجساك سوانبانتاكول، 41 عاماً، وهو من المدينة ولكنه لم يكن حاضراً في ذلك الوقت: 'ما زلت في حالة صدمة وعدم تصديق أن هذا حدث في المدينة التي نشأت فيها'، مضيفا: 'يمكن أن يقول الناس إن عمليات إطلاق النار الجماعية هي أمر شائع في أمريكا، لا سيما إطلاق النار في المدارس، ولكن في تايلاند وخاصة في 'كورات'، لا يمكن للمرء أن يتخيل أبداً أن مثل هذه الأمور ستحدث'، مستخدمًا الاسم البديل للمدينة التايلاندية ناخون راتشاسيما.
وقال سونتاري شانوان، الذي يعمل في بارك فيو بليس إن، وهو فندق بالقرب من مبنى تيرمنال 21، إنه اعتقد في البداية أن صوت إطلاق النار كان صادرا من ألعاب نارية، مضيفا أن جميع مرتادي الفندق تقريباً يعملون في المركز التجاري، مشيرا إلى أنه 'كان هناك فقط سبعة أو ثمانية ضيوف أمس. وكانوا داخل المركز التجاري. ولحسن الحظ، كان الوضع آمنا. وقال إنهم عادوا إلى الفندق ليلا- بعضهم في التاسعة مساء والآخرون في 11 مساءً، مضيفًا: 'هذا النوع من الأشياء لم يحدث لنا أبدًا'.
واليوم الأحد، زار المدينة رئيس الوزراء ومسؤولون آخرون، لكن سونتاري قال إن الشوارع كانت هادئة. وجاء المتطوعون إلى المنطقة لتقديم الطعام إلى مستجيبي الطوارئ الذين عملوا طوال الليل في عملية استمرت 16 ساعة.
غادرت المجموعة الأخيرة من الرهائن من المركز التجاري قبل الساعة التاسعة صباحًا، اليوم الأحد. وورد أن بعضهم أصيبوا. وفي المساء، تجمعت حشود من الناس يرتدون ملابس سوداء في نصب ثاو سوراناري في المدينة للصلاة.
خضع نوبثاي لعملية جراحية، بما في ذلك جراحة لإزالة كليته، ولا يزال في العناية المركزة، وقالت والدته 'لم آكل منذ البارحة. لم نتمكن من أكل أي شيء، و 'لم ننام كذلك'، مختتمة 'نأمل فقط في شفائه'.