حرب الطرق في إدلب.. الجيش السوري يضيق الخناق على عساكر "أردوغان" وتركيا تواصل عدوانها.. وخبير يتحدث عن الحل الأمثل للأزمة

سوريا وتركيا
سوريا وتركيا

خلال الشهرين الماضيين، يواصل الجيش السوري تقدمه بشكل يومي تقريبا على محاور أرياف محافظتي إدلب وحلب، آخر معاقل المعارضة شمال غرب البلاد؛ لتحريرها من الجماعات الإرهابية، وذلك في وقت تنتشر نقاط مراقبة تركية في هذه المناطق، ومؤخرا دفعت أنقرة بمئات الآليات العسكرية والقوات إلى ذات المنطقة، فما الذي قد تؤول إليه الأوضاع هناك مستقبلا في ظل هذا الاستفزاز التركي؟، هل قد تصطدم قوات الجيش مع العساكر الأتراك في تلك النقاط؟، مع خشية الرئيس التركي، رجب أردوغان، الذي قال إنه سيظل في سوريا وقد يتقدم أكثر إلى عمقها، من تدفق مدني إدلب إلى أراضي بلاده، وهو ما يعزز من احتمالية المواجهة. ولكن أيضا ما الدافع غير المعلن من تقدم هذه القوات أو تلك؟.

تيسير النجار، المحلل السياسي السوري ورئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين في مصر، يقول إن التحرك التركي جاء "بتوافق مع إيران وروسيا، فدور أنقرة ليس غريبا عليهم".

واعتبر المحلل السياسي السوري، في تصريحات لـ "أهل مصر"، أن الغرض من عمليات الجيش السوري في أرياف إدلب وحلب هو "فتح الطريق الدولي حلب-دمشق، أو ما يعرف بـ(M5)، وحلب-اللاذقية (M4)؛ من أجل إنعاش اللاذقية ودمشق"، مشيرا إلى أن "الشعب السوري غير راضي بأي من روسيا ولا تركيا ولا إيران ولا قوى التحالف الدولي، ولا يرضى بـ الإخوان ولا من ولّدوهم كالسلفيين أو "النصرة" إلى غير هذه المسميات".

وعن طبيعة ما يحدث في إدلب وحلب، قال المحلل السياسي السوري، إنها عملية "شد وجذب بين المحور والحلفاء: محور المقاومة والممانعة، والحلفاء المتمثلين في روسيا وإيران والتحالف الدولي الذي يقول إنه تدخل لمحاربة داعش، وتركيا التي تقول إنها تعاني من فوبيا الأكراد، بينما الأكراد بعيدين عنها، فهذه التمثيلية التركية ليست صحيحة ولن تمر على الشعب السوري. فأنقرة تعلن أنها ضد تنظيم الـ"بي كي كي" (حزب العمال الكردستاني)، وهؤلاء ورغم أنهم أكراد إلا أنهم أول ما هجّروا هجّروا الأكراد والعرب، لأن العرب والأكراد ما وافقوهم الرأي ورفضوا أن يكونوا حاضني الـ بي كي كي، وهذا التنظيم هم بالأصل أتراك وليسوا سوريين وليسوا عربا".

وفيما يتعلق بدوافع إيران في عرضها الوساطة بين تركيا وسوريا، وبنوايا روسيا التي بعثت وفدا لأنقرة للتباحث حول تسوية سياسية، قال "النجار" إن "تركيا في هذه اللحظة تمثل المعارضة المسيطرة على الهيئة العليا للتفاوض، الائتلاف الوطني والمجلس الوطني، لكن هؤلاء جميعا لم يعد لهم أي قيمة بالنسبة للشعب السوري، وهي لا تملك شيئا من الحل لأنها تعرف تماما أن وزنهم لا شيء".

وأفاد "النجار" بتشكُل هيئات سياسية جديدة في المحافظات السورية، وقال إن "هناك اليوم شيئا جديدا في كل محافظة في سوريا اسمه هيئة سياسية، خرجوا تلقائيا دون مساعدة دول أو أحزاب، وهؤلاء اجتمعوا و شكلوا "الهيئة السياسية المركزية للثورة السورية"، وستعلن قريبا هذه القيادة الجديدة"، معتبرا أن هذه الهيئة "لا ينظرون إلا لمصلحة الشعب السوري حصرا بعيدا عن كل دول العالم، وليس لهم علاقة بالإسلام السياسي قطعا؛ فالشعب السوري سئم الإخوان وكل من على شاكلتهم"، مضيفا أن "القيادة الجديدة هذه تريد نظام المواطنة، وتعادي إيران وتعادي روسيا بوضوح، ولا تتبع سياسة تركيا ولا ترضى بها".

ولفت المحلل السياسي السوري إلى جهود وضع دستور للبلاد من خلال المقترح الروسي التركي، وقال إن "الحلول التي يقدمونها كلها حلول غير مقبولة، فالحل من وجهة النظر الروسية والتركية والمتمثل في اللجنة الدستورية يُظهر وكأن سوريا ليس لديها دستور"، موضحا أن "الدستور الذي دخلنا به سنة 1998 الوحدة مع مصر دستور رائع جدا، وهو وُضع سنة 1950 ولا يزال موجود، هو بحاجة فقط لتعديلات بسيطة جدا ويصلح للفترة الانتقالية"، معتبرا أنهم "يريدون حشو الدستور ببعض الأمور، من خلال توزيع القيادات على شاكلة لبنان والعراق، وهذا ساقط لا يصلح بأي شكل من الأشكال والشعب لا يرضاه؛ لأنهم يريدون أن يحولوا سوريا إلى نظام اتحادي أو فيدرالي من أجل انفصال بعض المناطق فيما بعد، وهو ما لايقبله الشعب السوري، ويريدون سيطرة بعض الطوائف حصرا على الرئاسة وعلى المخابرات، وهذا ليس من حق لا تركيا ولا روسيا ولا إيران؛ هذا من حق الشعب السوري، فهم ينظرون لمصلحتهم فقط ولا يهمهم مصلحة السوريين".

وحول رؤيته لحل واقعي للأزمة السورية، أشار "النجار" إلى مخرجات اجتماع عقد برعاية الأمم المتحدة في جنيف بسويسرا سنة 2012، والذي تمخضت عنه خطة لحل الأزمة السورية عرفت بـ"خطة كوفي عنان"، وقال إن "هناك قرار لمجلس الأمن الدولي لعام 2012 يقضي بأنه يجب الدخول بمرحلة انتقالية تتشكل خلالها حكومة كاملة الصلاحية، وهو ما يعرف بقرار جنيف 1، وهذا القرار مقبول بالنسبة للشعب السوري".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً