بعد 5 سنوات من تأليفه لفيلم 'أسوار القمر'، عاد المؤلف والمنتج محمد حفظي لتقديم فيلمه الجديد 'راس السنة' الذي عُرض في دور السينما المصرية منذ أيام ولاقى ردود فعل ملحوظة حول جراءته في مناقشة موضوعه. وبجانب التأليف أنتج حفظي خلال هذه الفترة مجموعة من الأعمال يُعرض منها مسلسل 'في كل أسبوع يوم جمعة' على منصة شاهد الأصلية، كما أنه ينشغل حاليًا برئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للعام الثالث على التوالي.
ألتقت 'أهل مصر' بالمنتج محمد حفظي ليكشف العديد من الأمور الخاصة بفيلم 'راس السنة' وأعماله الجديدة وعن توفيقه بين إدارة القاهرة السينمائي وأعماله الأخرى، وإليكم نص الحوار..
كيف بدأت فكرة فيلم 'راس السنة'؟
الفيلم بدأت فكرته منذ 10 سنوات، فالفيلم قريب مني جدًا كشخصيات وأحداث، فأنا عاشرت نماذج شبيه بالفيلم وعشت بأحداث توجد في 'راس السنة'، وكنت أشعر أن هناك فجوة على المستوى الإجتماعي تكبر مع الوقت وأظن هذا بسبب ضعف الطبقة الوسطى وفكريًا، فالفيلم يتحدث عن الفكر والهوية والمبادئ، والفيلم يستعرض واقع إجتماعي بدون قصد أن أعرض حكم أخلاقي على فئة معينة من فئات المجتمع، فأنا أقدم شكل واقعي بدون أحكام سواء تصرفاته كان سلبية أو إيجابية فنظرتي نظرة درامية فقط وهذا ما يحدث في أحداث تدور في 24 ساعة تجمع عدد من الشخصيات المختلفة في مكان واحد بزمن مكثف جدًا.
هل واجهتك مخاوف في تقديم هذه الفكرة؟
المخاوف ليست كبيرة، رغم العطلة التي حدثت من سواء من الرقابة أو غيرها من تأخر استخراج تصريح عرض الفيلم وهذا كان سبب تأجيل الفيلم، ولكن في النهاية الفيلم عُرض بالشكل الذي أراد صناعه الظهور به، فلم نحذف أي مشاهد.
هل توقعت حالة الجدل هذه في الرقابة أثناء كتابته؟
اطلاقًا، فنحن شاهدنا أفلام ناقشت مواضيع أجرأ من قصة فيلم 'راس السنة' ومستفزة بشكل أكبر، فالعمل واقعي وفوجئت بموقف الرقابة، وأظن أن العام الماضي كان هناك خمس أشهر السيناريوهات لا تخرج من الرقابة ولهذا أرجح أنها كانت فترة انتقالية، واتمنى أن هذه الفترة تستقر الأوضاع بالرقابة وتتوفر لدينا سقف من الحرية كما كان من قبل ولكن العام الماضي الرقابة كانت بها نوع من التخبط.
هل ترى أن فكرة فيلم تدور في 24 ساعة سهلة؟
بالتأكيد صعبة فكلما نكثف في الوقت كلما صعب الأمر، ولكن هذا التحدي عندما ينجح الكاتب به يكون أفضل ومشوق أكثر.
الم تخشى من العمل مع مخرج جديد لتقديم الفيلم؟
قلقت، ولكن نصف الأفلام التي أنتجتها كانت لمخرجين جدد، فأحد إعطاء فرصة للشباب، ومحمد صقر هو الذي عرض عليِ أن يخرج الفيلم وكان قلقي بسبب أنني لما آرى له فيلم قصير، فالمخرجين الجدد الذي تعاملت معهم كان لهم أفلام قصيرة، ولكن صقر الوحيد الذي قررت أن أثق به وهذا جاء بعد مناقشات كثيرة.
لماذا انت مقل في تقديم أعمال من تأليفك؟
بعدما توليت رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأمر أصبح أصعب بكثير كي أجد وقت للكتابة، فأنا في الأول منتج ومؤلف فهذا صعب في إدارة الوقت، فأنا لدي مواضيع كثيرة أحب أن أكتبها ولكن يجب أن تكون لدي القدرة على هذا، فأنا أحتاج أن أعزل نفسي عن المشاكل والهموم لادارة شركة إنتاج أو إدارة مهرجان كبير.
وكيف أثر المهرجان على نشاطك الفني؟
أخذ أغلب وقتي.
وماذا عن عرض مسلسل 'في كل أسبوع يوم جمعة' من انتاجك على منصات الكترونية يظلمه؟
تجربة المنصات هي المستقبل، فأنا لا تستهويني دراما الـ 30 حلقة، والمنصات تتيح لنا تقديم 6 أو 10 حلقات فقط، كما انه يوجد مسلسل 'ما وراء الطبيعة' سيعرض على منصة Netflix قريبًا، والعام الماضي قدمت مسلسل 'زودياك' على منصة VIU.
ولكن ثقافة الجمهور ستتغير بهذه السرعة لمتابعة الأعمال على المنصات؟
ستأخذ وقت ولكنها ستفرض نفسها بالنهاية.
وما الذي يميز المنصات؟
تعطينا مناخ من الحرية في طرح القصة بشكل أفضل وسقف الحرية بها أعلى، وهذا لا يعني أنني ضد التليفزيون ولكن الواقع في العالم كله أن التليفزيون يموت إلى حدًا ما على حساب المنصات الرقمية.
هل زادت مسؤوليتك بعد اختيارك من ضمن أكثر 500 شخصية مؤثرة؟
المسؤولية موجودة قبل هذا الأختيار، فاختياري ضمن أكثر 500 شخصية مؤثرة في صناعة الترفية بمجلة 'فاريتي' هو رأي بعض المحررين في مجلة واحدة، وبالتأكيد أسعدتني ولكن ليس هذا الذي سيجعلني أشعر بالمسؤولية أكثر.