تشير استطلاعات الرأي حول انتخابات الكنيست الإسرائيلي، وهي الثالثة في عام واحد، والتي أجريت اليوم، إلى أن رئيس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال، بنيامين نتنياهو، وحلفائه اليمينيين ما زالوا في المقدمة، لكنهم ما زالوا يفتقرون إلى مقعد واحد لحصولهم على الأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل الحكومة، ما يثير العديد من المخاوف من حال تطابق هذه النتائج مع النتائج الرسمية المقرر إعلانها غدا الثلاثاء، فقد تغرق إسرائيل مرة أخرى في أسابيع من المفاوضات الشاقة وحتى إمكانية إجراء انتخابات رابعة. وذلك حسبما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية.
وأظهرت بيانات غير رسمية في ثلاث قنوات تلفزيونية كبرى بُثت مساء اليوم الاثنين، حصول حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء على حوالي 37 مقعدا. فيما حصل الجنرال المتقاعد بيني جانتس وحزبه 'أزرق أبيض'، الذي شن حملة ركزت على محاكمة نتنياهو المقبلة بسبب تهم تتعلق بالفساد والرشوة وخيانة الأمانة، على حوالي 33 مقعدًا.
ومع ذلك، أثبتت استطلاعات الرأي التي أجريت سابقا، خلال الجولتين السابقتين للانتخابات، أنها غير موثوقة. ويمكن أن تؤدي الاختلافات الطفيفة إلى تغيير كبير في تشكيل حكومة إسرائيل المقبلة. ويمكن أن يفوز نتنياهو إذا حصل تحالفه مع أحزاب يمينية أصغر على أغلبية 61 مقعدًا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدًا.
وبالرغم من ذلك، إذا كانت النتائج الرسمية المقرر إعلانها صباح يوم غد الثلاثاء هي نفس نتائج استطلاع الرأي، فإن حزبه سيحصل على 60 مقعدًا فقط ويمكن للسياسيين الإسرائيليين أن يغرقوا مرة أخرى في أسابيع من المفاوضات الشاقة وحتى إمكانية إجراء انتخابات رابعة.
بعد دقائق من إعلان نتائج استطلاعات الرأي، غرد رئيس الوزراء نتنياهو على تويتر بكلمة واحدة باللغة العبرية: 'شكرًا'.
كان أكثر من 6.3 مليون شخص لهم حق الإدلاء بأصواتهم في مراكز الاقتراع التي أغلقت الساعة 10 مساءً (8 مساءً بتوقيت جرينتش).
وفيما يتعلق بأكثر من 5500 إيطالي كانوا في عزلة احترازية في منازلهم بعد عودتهم من مناطق من العالم مصابة بالفيروس التاجي كورونا، تم إنشاء مراكز اقتراع منفصلة مصنوعة من الأغطية البلاستيكية فقط، في جميع أنحاء البلاد.
إسرائيليون خاضعون للحجر الصحي يصوتون في مراكز اقتراع منفصلة. الصورة: نير ألون (ZUMA Wire / REX / Shutterstock)
وفي ساحة انتظار سيارات فارغة في حي تالبوت بالقدس، تم تجهيز أحد هذه المراكز من قبل مسؤولي الانتخابات من خلال توفير ملابس واقية بيضاء. وباستخدام مكبر صوت، حث ضابط شرطة الناس الذين كانوا يرتدون قفازات زرقاء وكمامات طبية، على الدخول واحداً تلو الآخر.
ومنذ تفشي الفيروس، أصيب عشرة إيطاليين في إسرائيل به وتم عزلهم. ومع ذلك، قالت وزارة الصحة الإسرائيلية إن عملية التصويت آمن، وحثت الناس على المشاركة.
وفي وقت سابق الجمعة، في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية، وجه كلا من نتنياهو وجانتس الاتهامات والتراشق بالكلمات إلى بعضهما البعض؛ حيث قال نتنياهو للقناة 12 إن جانتس 'غير لائق' لرئاسة الوزراء، 'هو ضعيف؛ إنه ليس قائداً '. فيما قال جانتس في مقابلة أخرى إن خصمه كان يتصرف كما لو كان جزءًا من المافيا.
تشهد إسرائيل أزمة سياسية منذ حوالي 12 شهرًا بعد فشل جولتين من الانتخابات العامة السابقة في تحديد فائز.
واستطاع نتنياهو، وهو رئيس الوزراء الأطول خدمة في تاريخ البلاد، أن ينجح في إقناع حلفائه وحتى بعض أعدائه بأنه الأفضل لهذا المنصب. فيما ركز جانتس حملته على فساد نتنياهو المزعوم، لكنه فشل أيضًا في تشكيل حكومة بعد أن تقدم بفارق ضئيل في الانتخابات السابقة.
كانت إستراتيجية نتنياهو الانتخابية هي تنشيط قاعدته القومية المتشددة، مع وعود بفرض السيطرة على الأراضي من الفلسطينيين.
يوم الثلاثاء الماضي، أعلن أنه سيمضي قدما في خطة مثيرة للجدل للغاية لبناء مستوطنات شرق القدس. ستحيط الخطة بالكامل تقريباً بالأحياء الفلسطينية في المدينة المقدسة.
كان نتنياهو قدم وعودا مماثلة قبل جولة الانتخابات السابقة؛ ففي إبريل الماضي، قال إنه سيضم جميع المستوطنات الحالية، وفي سبتمبر وعد بفرض السيادة الإسرائيلية على ثلث الضفة الغربية بأكملها.
واستعدادًا ليوم الانتخابات، أغلق الجيش الإسرائيلي المعابر مع الضفة الغربية المحتلة، حيث يعيش أكثر من 2.5 مليون فلسطيني تحت الحكم الإسرائيلي ولكنهم لا يستطيعون التصويت، وكذلك أغلق معابر غزة، حيث يعيش مليونين آخرين تحت الحصار.