ظروف انتشار فيروس كورونا المستجد، وصدور قرار تعليق الدراسة جعل مصر تستخدم تجربة التعليم عن بعد لأول مرة، وتعميمها على جميع الطلاب ليخوضوا تجربة جديدة من نوعها، حيث يتم بث البرامج التعليمية عبر القنوات التعليمية والمواقع؛ وبنك المعرفة والمكتبة الإلكترونية التى تم إنشاؤها من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى.
وأكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، أن المكتبة الإلكترونية تجعل ما يقرب من 22 مليون طالب موزعين على ما يقرب من 55 ألف مدرسة على تواصل مع المعلم كما لو كانوا متواجدين في المدرسة، وسيتم من خلالها متابعة شرح الدروس والإجابة عن أسئلة الطلاب وإجراء الامتحانات.
استخدام التعليم عن بعد لأول مرة في العالم
في القرن التاسع عشر كانت أول تجربة لاستخدام التعليم عن بعد، وعرف بنظام المراسلة، حيث كان الهدف منه ربحيًا إذ تقوم المؤسسات التعليمية بتصميم المحتويات التعليمية اللازمة للأساليب غير التقليدية للتعلم تلبية لرغبة التعلم، والمقالات المكتوبة والمهام والوظائف الأخرى؛ ثم انتشر التعليم بالمراسلة عام 1873م بمساعدة من الكنائس المسيحية من أجل نشر التعليم بين الأمريكين.
وفي عام 1883 م قامت كلية Chautauqua College of Liberal Art في نيويورك بإعداد درجات علمية عن طريق التعليم بالمراسلة، حتى بدأت معظم الدول في استخدامه داخل المدارس؛ لتدخل مصر نظرا للظروف التى تمر بها لتجربة التعليم عن بعد، وبدأ الشرح والتعامل مع الطلبة والمعلمين من خلال موقع إلكترونى بالتواصل مع الوزارة، حتى وصل الأمر إلى استبدال امتحانات نهاية "الترم" لسنوات النقل بعمل الأبحاث وتقديمها على المنصة التعليمية وبإشراف المعلم.
ولكن هل تجربة التعليم عن بعد قابلة للتطبيق على مدى السنوات القادمة؟، وهل يمكن التخلى عنها بعد أن طبقت وبدأ الطلبة فى محاولات التأقلم مع النظام الجديد؟.
استمرار التجربة
وتقول الدكتورة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن الظروف التى تمر بها البلاد من انتشار فيروس كورونا اللعين، أجبرت وزارة التربية والتعليم على تطبيق نظام التعليم عن بعد بعد قرار تعليق الدراسة لاستكمال المناهج، مشيرة إلى أن مصر بدأت فى تطبيق النظام الذى تأخرت فيه كثيرًا، موضحة: "كثير من الدول المتقدمة تستخدم هذا النظام منذ سنوات ونحن كنا نطبقه على المرحلة الثانوية فقط حتى أصبح الآن يطبق على كل الصفوف حتى الجامعات، وهذه خطوة جيدة وسهلة على طلبة الصف الثانى الثانوى لأنهم قد تم تدريبهم من الصف الأول الثانوى على استخدام التابلت والدخول على بنك المعرفة".
وأضافت "نصر" فى تصريحات خاصة لـ"أهل مصر": "أن هذه التجربة لا يمكن التخلى عنها وحتما ستطبق فى الأعوام القادمة؛ وسيصبح التعليم عن بعد من أحد المميزات للتعليم فى كل الصفوف، وتجعل العملية التعليمية تتقدم خطوة للأمام؛ وهذا ما كنا نطالب لتطبيقه منذ سنوات، وأتوقع أن التجربة ستنجح".
شرط نجاح التجربة
وتقول منى أبو غالى مؤسس ائتلاف "تحيا مصر بالتعليم"، "إن التعليم عن بعد فكرة ممتازة إذا تم تطبيقها بالشكل الصحيح، ويجب أن تكون هناك عوامل مساعدة لتطبيقها، مثل الإنترنت بتوفيره لكل الطلبة، بالإضافة إلى نظام الشرح المبسط وعلى الطريقة الحديثة للامتحانات، حتى يكون الطالب مستعدًا لأي سؤال أثناء التقويم، وتوافر كل الدروس لكل المراحل وباللغات المتواجدة للمدارس كالإنجليزية والألمانية والفرنسية، وذلك لأن هناك إهمال شديد باللغات، وشكاوى مستمرة للطلبة من عدم توفرها ببنك المعرفة".
وأضافت "غالى" لـ" أهل مصر": "يجب أن يكون هناك إتاحة للطالب بأن يكتب أي تعليق أو سؤال أو استفسار في تعليق خاص بشرح أي مدرس للاستفادة، ويكون في نظام اختبارات تقييم مستوى الطالب أمام نفسه، والاهتمام بالمواد غير المضافة للمجموع، لأنها مواد رسوب ونجاح واختيار معلمين متميزين قادرين على توصيل المعلومة للطالب بسهولة وعدم استغلال الطلبة من البعض".
عملية تكميلية
وقالت فاطمة فتحى "أدمن جروب معا نطور تعليمنا" لـ"أهل مصر": "إن وزارة التربية والتعليم واجهت الأزمة بالتعليم عن بعد مثلها مثل باقي الدول لاحتواء الأزمة والانتهاء من المنهج، كما أنها تسعي جاهده للتطوير وللقضاء على الدروس الخصوصية، ولكن التعليم عن بعد بعيد عن ثقافتنا نحتاج إلى الكثير من الوقت لاستيعابه، وخاصة أن الإمكانيات لنشره في محافظات مصر التي تعاني من الافتقار إلى شبكات الإنترنت والتعامل معه محدودة.
وأضافت: "كما أن هناك الكثير من الطلاب والأهالي والمدرسين ومع توافر الإنترنت لا يجيدون التعامل مع المنصات الإلكترونية، كما أنها لا تغني عن التفاعل في المدارس بين الطالب والمعلم وإنما هي جزء تكميلي للعملية التعليمية"، مشيرة إلى أنه يجب السعي معها وتطويرها مع تدريب كل من المعلم والطالب على التعامل معها.
نقلا عن العدد الورقي.