يقول الله سبحانه وتعالى في الآية 81 من سورة يونس : فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ . ما هى الأجواء التي دارت فيها هذه الآية ؟ ومن هم الفاسدون؟ وكيف وعد الله بأنه لن يصلح أعمالهم مهما عملوا ؟ هذه الآية وقعت في أجواء مصرية مرتبطة بقصة نبى الله موسى وصراعه مع سحرة فرعون ؟ وذلك كما يقول الطبري على وجه الخبر من موسى عن الذي جاءت به سحرة فرعون ، أنه سحرٌ. كأن معنى الكلام على تأويلهم: قال موسى: الذي جئتم به أيّها السحرة ، هو السحر. وقرأ ذلك مجاهد وبعض المدنيين والبصريين: (مَا جِئْتُمْ بِهِ آلسِّحْرُ) على وجه الاستفهام من موسى إلى السحرة عما جاؤوا به، أسحر هو أم غيره؟ أما في تفسير السعدي فيقول حول شطر الآية ' إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ' فإنهم يريدون بذلك نصر الباطل على الحق، وأي فساد أعظم من هذا؟ وهكذا كل مفسد عمل عملاً، واحتال كيدًا، أو أتى بمكر، فإن عمله سيبطل ويضمحل، وإن حصل لعمله روجان في وقت ما، فإن مآله الاضمحلال والمحق. وأما المصلحون الذين قصدهم بأعمالهم وجه الله تعالى، وهي أعمال ووسائل نافعة، مأمور بها، فإن الله يصلح أعمالهم ويرقيها، وينميها على الدوام، فألقى موسى عصاه، فتلقفت جميع ما صنعوا، فبطل سحرهم، واضمحل باطلهم.
اقرأ ايضا .. القصة الكاملة لنبي الله إدريس عليه السلام.. وحقيقة علاقته بـ"أبو الهول"
وجاء في تفسير ابن كثير للآية : ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عمار بن الحارث ، حدثنا عبد الرحمن ، أخبرنا أبو جعفر الرازي ، عن ليث - وهو ابن أبي سليم - قال : بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله تعالى ، تقرأ في إناء فيه ماء ، ثم يصب على رأس المسحور : الآية التي من سورة يونس : ( فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين)، أما القرطبي فنقل عن ابن عباس قوله من أخذ مضجعه من الليل ثم تلا هذه الآية . ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين لم يضره كيد ساحر . ولا تكتب على مسحور إلا دفع الله عنه السحر .