فاجأ الرئيس الفرنسي ايمانول ماكرون العالم بهجوم لم يسبق له مثيل ضد الإسلام من حاكم فرنسي منذ نهاية الحملات الصلييبة. بل أن ماكرون خالف سلوك نابليون بونابرت عندما قدم لمصر وحاول التقرب للإسلام زعم أنه مسلم، وأسلم بالفعل عدد من قادة الحملة الفرنسية في مصر، فقد وصف الرئيس ماكرون الإسلام في خطاب علني بأنه دين انعزالي ومتطرف وتعهد بحماية ما أسماه بالجمهورية الفرنسية من أخطار الإسلام وزعم ماكرون أن أقلية من مسلمي فرنسا، الذين يقدر عددهم بنحو ستة ملايين نسمة، يواجهون خطر تشكيل 'مجتمع مضاد'، وزعم ماكرون أن الإسلام يواج أزمة في كل مكان في العالم. وكان رد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر على الرئيس الفرنسي ردا جامعا ومانعا ووصف ما قاله ماكرون حول الإسلام بأنه ' التنمر' . فهل الإسلام دين إنعزالي ؟ وهل سوف ينتقل الصراع حول تحديث الخطاب الديني من مربع الفقهاء إلى مربع الساسة ويتدخل فيها رؤساء دول لها خصومة تاريخية مع الإسلام ؟ ولماذا يعادي ماكرون المسلمين بهذا الخطاب المفاجئ؟ ولماذا يخاف ماكرون من الإسلام بهذا الشكل ؟
اقرأ ايضا .. ماكرون : الإسلام يعاني من أزمة في كل أنحاء العالم .. ماذا يقول الرئيس الفرنسي ؟
يقول المولى في كتابه العزيز : “لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”. نزلت في أسماء بنت أبي بكر ، وكانت لها أم في الجاهلية يقال لها قتيلة ابنة عبد العزى ، فأتتها بهدايا وصناب وأقط وسمن ، فقالت : لا أقبل لك هدية ، ولا تدخلي علي حتى يأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين )، ويقول الطبري في تفسير هذه الآية : لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ، من جميع أصناف الملل والأديان أن تبروهم وتصلوهم ، وتقسطوا إليهم . إن الله عز وجل عم بقوله : ( الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ) جميع من كان ذلك صفته ، فلم يخصص به بعضا دون بعض. هذه الآية هى ما تنفي الإنعزالية عن الإسلام، والإسلام الذي انتقل من بقعة صغيرة في الجزيرة العربية لجميع أنحاء العالم لا يمكن أن يكون انعزاليا، ولكن لماذا قال ماكرون مثل هذا الخطاب العدواني ضد الإسلام .
اقرأ ايضا .. لأول مرة في تاريخ فرنسا : ماكرون يطرح قانونا للتصدي للأفكار الإسلامية
خبراء في الأديان أرجعوا سر هجوم الرئيس الفرنسي على الإسلام إلى تخوفه وتخوف دوائر في الغرب مما جاء في ا تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأميركي (سي.أس.آي.أس) من أنه من المتوقع أن تصل نسبة المسلمين في أوروبا 10% بحلول 2050، وأن تتجاوز نسبة المسلمين في الولايات المتحدة نسبة اليهود بحلول العام نفسه. وستكون الديانة الهندوسية في المرتبة الثالثة وستشكل 14.9% من سكان العالم، يليها 13.2% ممن لا يعتنقون أي ديانة.
اقرأ ايضا .. الأزهر يرد على اتهام الرئيس الفرنسي للإسلام بالانعزالية: أنت متنمر
ذكرت الدراسة الأمريكية أن الإسلام سيكون الدين الأسرع نموا في العالم خلال الأربعة عقود المقبلة.وأشارت الدراسة التي أجراها مركز “بيو” الأمريكي إلى أنه بحلول عام 2050، سيرتفع عدد المسلمين حول العالم من 1,6 مليار شخص إلى 2,7 مليار، ليقارب عددهم عدد المسيحيين في العالم. الدراسة ذكرت أن من المتوقع أن يشكل المسلمون ثلث إجمالي سكان العالم المتوقع أن يصل على 9 مليار نسمة بحلول عام 2050، كما توقعت نمو ديانة المسيحية أيضا وارتفاع عدد المسيحيين من 2,17 مليار نسمة إلى 2,92 مليار ما يمثل نسبة 31% من إجمالي سكان العالم.
والملفت وفقا للتقرير أن أوروبا -المنطقة الوحيدة التي ستشهد انكماشا في عدد السكان- سينخفض فيها عدد المسيحيين من 553 إلى 454 مليونا، كما سينخفض عدد المسيحيين في الولايات المتحدة من ثلاثة أرباع عدد السكان إلى الثلثين في العام 2050.