اعلان

وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ .. لماذا كان بدو الجزيرة التجمع البشري الوحيد الذي دفن الفتيات أحياء !

القرآن
القرآن

يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : 'وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ'. يقول السعدي في تفسير هذه الآية : أنهم كانوا في الجاهلية إذا وُلد للرجل منهم جارية أمسكها على هون، أو دسها في التراب وهي حية. وفي حدود ما وصل لنا من معرفة حول تاريخ التجمعات البشرية فإن بدو الجزيرة العربية هم التجمع البشري الوحيد الذي كان يدفن الفتيات حديثات الولادة وهن على قيد الحياة، ويرجع ذلك للمكون البدوي في الثقافة العربية التي تحقر من النساء ومن كل ما هو أنثى، ولا يزال البدوي العادي حتي الان إذا جاء سيرة النساء في حديث بينه وبين غيره من الرجال يتبع ذكر الانثى بعبارة ( أعزك الله ) كما كان العرب أيضًا يحتقرون المرأة لدرجة رفض توريثها سواء كانت كبيرة أو فتاة صغيرة، بينما كانوا يورثون الرجال الذي كانوا يقاتلون في الحرب، فأمر الإسلام بتوريث المرأة ووضح حقوقها زوجة وبنتًا وأمًا وأختًا، فقال تعالى 'للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون'. وكان العرب يرثون النساء كرهًا، حيث كان يأتي الوارث ويلقي ثوبه على زوجة موروثه ويقول 'ورثتها كما ورثت ماله'، فتصبح ملكًا له يتزوجها أو يزوجها ويستولي على مهرها، فجاء الإسلام ليحرم تلك الأفعال، وقال تعالى 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ '.

اقرأ أيضا .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا .. لماذا أنزل الله هذه الآية؟

كل ذلك يؤكد أن الإسلام جاء لتحرير المرأة تكريمها من قبل أن ينادى دعاة المساواة بحريتها المزعومة، فالإسلام رفع المرأة إلى مكانية عالية لم تصل إليها حتى الآن في آخر تطورات المدنية، في الوقت الذي كانت عند بعض الشعوب الغربية وقتها لا تتعدى كونها سلعة خُلقت من أجل متعة الرجل. فالإسلام أكد أن المرأة مساوية تمامًا للرجل في الحقوق والوجابات، بل أكدن أن ثواب النساء في الأعمال الصالحة عند الله تعالى تمامًا مثل ثواب الرجال. ومن هنا ظلت المرأة المسلمة محتفظة بمكانتها زوجة وإبنة وأختًا وأمًا، وتُكرم لدى الشعوب المسلمة لا لاعتبارات شكلها أو سنها، بل لأنها إنسانًا جعله الله خليفته في الأرضن، وتكرم كزوجة وأكد الإسلام على حسن معاملتها وإعطائها جميع حقوقها التي لا تعترف بها المجتمعات الغربية حتى وقتنا هذا، وتكرم باعتبارها مخلوق رقيق ضعيف لا يجوز أن تتحمل ما يتحمله الرجل من صعوبات ومشقة من أجل الحياة، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم 'رفقًا بالقوارير'، وقال أيضًا 'فاستوصوا بالنساء خيرًا'.

WhatsApp
Telegram