وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ .. كيف اجتمع التحذير مع رأفة الله بالعباد

القرآن
القرآن

يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30) فما معنى تحذير الله للمؤمنين به من نفسه ؟ ولماذا جاءت صفة الرأفة بالعباد بعد تحذير الله للمؤمنين من نفسه ؟ جاء في تفسير السعدي حول هذه الآية : { ويحذركم الله نفسه والله رءوفٌ بالعباد } فنسأله أن يمن علينا بالحذر منه على الدوام، حتى لا نفعل ما يسخطه ويغضبه. وجاء في تفسير الطبري المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن الحسن في قوله: ' ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد '، قال: من رأفته بهم أن حذَّرهم نفسه.

اقرأ أيضا .. أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .. هذا دليل على أن لله أولياء بين خلقه

أما ابن كثير فقد فسر سبب ذكر صفة الرحمة بعد التحذير، فقال ( ويحذركم الله نفسه ) أي : يخوفكم عقابه ، ثم قال مرجيا لعباده لئلا ييأسوا من رحمته ويقنطوا من لطفه : ( والله رءوف بالعباد ). فمن مظاهر رأفته ورحمته جل وعلا أنه حذَّر عباده قبل أن يعاقبهم، وأخبرهم أنه يعفو عن كثير من ذنوب عباده، وأنه فتح لهم باب التوبة؛ حتى يقلعوا عن خطاياهم، والأمر كما قال رب العزة سبحانه: وذلك مصداقا لقول الله تعالى : ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ﴾

WhatsApp
Telegram