يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ )، فما معنى عَرَّضْتُم في هذه الآية ؟ وكيف راعت الآية الكريم العواطف بين الرجل والمرأة ؟ وما هو تفسير كبار المفسرين لهذه الآية ؟ ذهب جمهور من المفسرين للقول بأن 'عرضتم' مأخوذة من التعريض إن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يجعل للعواطف تنفيسا من هذه الناحية، لذلك يضع الحق القواعد التي تفرض على الرجل والمرأة معا أدب الاحتياط، وكأنه يقول لنا: أنا أمنعكم أن تخطبوا في العدة أو تقولوا كلاما صريحا وواضحا فيها، لكن لا مانع من التلميح.
كما أشار جمهور المفسرين إلى ما ذهبت له الآية من تفسير ما رخص الله للرجل من التعريض للمرأة في العدة من غير تزويج . ثم قال ( وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ ) يقول : لا تحققوا تزويج في العدة .( حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ) يعني : حتى تنقضي عدتهن . ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مـَا فِـي أَنْفُسِكُمْ ) يعني : ما في قلوبكم من أمرهنّ . ( فَاحْذَرُوهُ ) يعني : فلا ترتكبوا في العدة ما لا يحل . ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ ) يعني : إذا تجاوز ( حَلِيمٌ ) يعني : لا يعجل بالعقوبة، والتعريض المقصود في هذه الآية هو أن يطلق الكلام ويراد معنى آخر يفهم من السياق تعريضاً بالمخاطب، والتعريض في اللّغة: أن تقول كلاماً لا تُصرّح فيه بمرادكَ منه، لكنّه قد يشير إليه إشارة خفيّةً.