مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ .. لماذا اختص الله يوم الدين وهو يملك كل الأيام ؟

الفاتحة
الفاتحة

يقول المولى سبحانه وتعالى في فاتحة الكتاب : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ . فلماذا اختص الله سبحانه وتعالى يوم الدين بالملك والله يملك جميع الأيام . يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية عن الضحاك عن ابن عباس : ( مالك يوم الدين يقول : لا يملك أحد في ذلك اليوم معه حكما ، كملكهم في الدنيا . قال : ويوم الدين يوم الحساب للخلائق ، وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، إلا من عفا عنه . وكذلك قال غيره من الصحابة والتابعين والسلف ، وهو ظاهر . ويقول جمهور من المفسرين في تفسير هذه الآية : وأثرها في التحرر من الخوف ما أجمل أن تستشعر وأنت تقرأ هذه الآية: أن الله سبحانه مالك رقابنا وحياتنا ومستقبلنا في الدنيا ويوم الجزاء. فوض إليه أمورك كلها؛ فإن الله أرحم بك من نفسك ومن والديك. تحرر من الخوف الذي يملأ قلبك. تخلص من الأوهام التي تعكر حياتك. لا تخف من المستقبل؛ لأنه بيد الله حصرا، والخير كله بيده. وتحذر من محترفي صناعة الخوف، ولا تلتف إلى وسائلهم الشيطانية، ولا تعبأ بأساليبهم الماكرة. واعتصم بالله سبحانه، ولذلك فكلما داهم الإنسان وساوس فعليه أن يقرأ قوله تعالى: أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد).

اقرأ ايضا .. قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ .. ما هو الغلو الذي ذهب له أهل الكتاب ؟

ويذهب الزركشي إلى أن القصد من سورة الفاتحة 'المقصود من نزول هذه السورة تعليم العباد التين والتبرك باسم الله الرحمن الرجيم في ابتداء الأمور، والتلقين بشكر نعم المنعم؛ والتوكل عليه في باب الرزق المقسوم، وتقوية رجاء العبد برحمة الله تعالى، والتنبيه على ترقب العبد الحساب والجزاء يوم القيامة، وإخلاص العبودية عن الشرك، وطلب التوفيق والعصمة من الله، والاستعانة والاستمداد في أداء العبادات، وطلب الثبات والاستقامة على طريق خواص عباد الله، والرغبة في سلوك مسالكهم، وطلب الأمان من الغضب، والضلال في جميع الأحوال، والأفعال، وختم الجميع بكلمة آمين، فإنها استجابة للدعاء، واستنزال للرحمة، وهي خائم الرحمة التي تم بها فاتحة كتابه '.

WhatsApp
Telegram